ظاهرة غير جديدة، استطاعت أن تتسرب إلى العديد من وسائل الإعلام المختلفة، لكنها انتشرت على نطاق واسع منذ سنوات، خاصة مع ظهور قنوات فضائية مجهولة المصدر. الإعلانات التجارية هي التي تسوق لمنتج يدعي أصحابه أنه يشفي المرضى إذا اتصلوا الآن واشتروا المنتج.

مع تطور تقنية الإعلان، أصبحت أكثر تأثيراً في جمهور المشاهدين في المدن والمناطق الريفية على حد سواء، وحقق أصحابها الملايين على مدى سنوات عديدة، وهو ثمن بيع الوهم على التلفزيون.

طبعا الإعلان هو أهم مصدر دخل لأي وسيلة إعلامية مهما كان توجهها أو إدارة مالكها، وبدونها قد تغلق أبوابها في غضون أشهر قليلة، لذلك فهي تولي اهتماما كبيرا لاستقبال الإعلانات بأي شكل من الأشكال، بل تقدم خصومات وإغراءات للمعلنين أينما كانوا لاختيار هذه الوسيلة على الأخرى.

وبالتالي، لن يكون للإعلام أهمية كبيرة في محتوى المادة الإعلانية طالما أنه ملتزم بالآداب العامة ولا يخرج عن السياق العام. وأما محتواه الطبي وأضراره الكبيرة على صحة الناس، فإن له دوائر وهيئات أخرى تهتم به.

فاصوليا بيضاء في علبة فيتامينات دواء بالاسكندرية

أنا لا أعفي وسائل الإعلام من نشر مثل هذه الإعلانات دون التأكد من أنها تحمل أوراق ثبوتية موثقة من الجهات الرسمية تثبت صحة المعلومات التي تحتويها، لكن مسؤوليتها تأتي في المرتبة الثانية بعد الجهات الأخرى، وحتى وزارة الصحة لا أمتلكها. مسئولية كاملة حيث أنها الجهة المنوط بها منح الشهادات والصلاحيات لجميع الأدوية أو ما في حكمها المسموح ببيعها في السوق المصري.

لكن من أجل الإعلان عن توقيف أحد أصحاب الإعلانات الوهمية والتحقيق معه حول المنتجات التي يقوم بتسويقها ليل نهار على القنوات الفضائية، والتي خرجت من تحت البئر دون شهادات صحية موثقة لإثبات مزاعمه. في نفس الوقت الذي يتم فيه القبض على هذا الطبيب وهو قيد التحقيق، لا يزال الإعلان عن منتجاته يبث على بعض القنوات الفضائية ليل نهار دون خجل، لأن هذه القنوات الفضائية لا تقدم أي محتوى إعلامي جيد باستثناء بث مسروق. الأغاني أو الأفلام التي تتخللها هذه الإعلانات والتي تعتبر مصدر التمويل الوحيد لها.

يكشف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، عن خطوات فعلية لمكافحة الأخبار المزيفة

ربما تكون سلطات قضائية غير معروفة وليس لدينا سيطرة مباشرة عليها، وربما تكون أشياء أخرى كثيرة خارجة عن إرادتنا في التعامل مع الظاهرة، لكن هناك بالتأكيد طريقة لمنع انتشار مثل هذه الإعلانات التي يعتبرها المواطن البسيط أمرا مفروغا منه، ثم يقتله أو يصيبه بمزيد من الأمراض المزمنة. .

هناك العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات بين دول المنطقة وبين دول العالم، ضمن المنظمات والتحالفات الإقليمية والدولية، والتي من خلالها يمكننا إبرام الاتفاقيات والبروتوكولات. يحظر بث مثل هذه الإعلانات حتى على القنوات الفضائية مجهولة الهوية، لأنها تنقل أولاً وقبل كل شيء عبر أقمار صناعية مملوكة لجهات معروفة يمكن الاتفاق عليها. معها.

خطورة الإعلان عن أدوية بئر السلام أكبر من خطورة أي مرض آخر، لأن ضحايا المرض مهما كانت خطورته يقتصرون على المصابين به فقط. أما هذه الأدوية فهي تؤثر على جمهور عريض وتؤثر بشكل مباشر على الحالة الصحية العامة للمواطن والدولة.