تفسير شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن .. ثم بين الله سبحانه وتعالى أيام الصوم فقال ( شهر رمضان ) رفعه على معنى هو شهر رمضان وصرح الكسائي : كتب عليكم شهر رمضان وسمي الشهر شهرا لشهرته وأما رمضان فقد قال مجاهد : هو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى يقال شهر رمضان مثلما يقال شهر الله والصحيح أنه اسم للشهر سمي به من الرمضاء وهي الحجارة المحماة وهم كانوا يصومونه في الحر القوي فكانت ترمض فيه الحجارة في الحرارة

تفسير شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

تصريحه إيتي : ( الذي أنزل فيه القرآن ) سمي القرآن قرآنا لأنه يجمع الكردون والآي، والحروف وجمع فيه القصص والأمر والنهي والوعد، والتهديد

ومنبع القرء الجمع وقد يحذف الهمز منه فيقال قريت الماء في الحوض إذا جمعته وتلا ابن عديد ” القران ” بفتح الراء غير مهموز وايضا كان يقرأ الشافعي ويقول ليس هو من القراءة ولكنه اسم لهذا الكتاب كالتوراة والإنجيل وري عن مقسم عن ابن عباس : أنه سئل عن كلامه سبحانه وتعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )

” إنا أنزلناه في ليلة القدر ” ( 1 – القدر ) وكلامه : ” إنا أنزلناه في ليلة مباركة ” ( 3 – الدخان ) وقد نزل في سائر الشهور، وقال سبحانه وتعالى : وقرآنا فرقناه ” ( 106 – الإسراء، فقال أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل به جبريل عليه أفضل السلام على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة فذلك كلامه تعالى ” فلا أقسم بمواقع النجوم ( 75 – الواقعة )

قال داود بن والدي هند : قلت للشعبي : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) أما كان يهبط في عموم الشهور؟ أفاد : بلى ولكن جبرائيل كان يعارض محمدا عليه الصلاة والسلام في رمضان ما إنخفض إليه فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء وينسيه ما يشاء .

وروي عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صرح : ” أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في ثلاث ليال مضين من رمضان ويروى في أول ليلة من رمضان وأنزلت توراة موسى عليه السلام في ست ليال مضين من رمضان وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام في ثلاث عشرة ليلة مضت من رمضان وأنزل زبور داود في ثمان 10 مضت من رمضان وأنزل الفرقان على محمد عليه الصلاة والسلام في الرابعة والعشرين من [ ص: 199 ] شهر رمضان لست بقين بعدها .

تصريحه هلم ( هدى للناس ) من الضلالة وهدى في بقالة نصب على القطع لأن القرآن دراية وهدى نكرة ( وبينات من الهدى ) أي دلالات واضحات من الحلال والحرام، والحدود والأحكام ( والفرقان ) أي الفارق بين الحق والباطل

تصريحه هلم : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) أي فمن كان مقيما في الحضر فأدركه الشهر واختلف أهل العلم فيمن أدركه الشهر وهو مقيم ثم سافر سقي عن علي رضي الله عنه أنه صرح لا يجوز له الفطر وبه صرح عبيدة السلماني لتصريحه هلم ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه )

أي الشهر كله وذهب أكثر الصحابة والفقهاء إلى أنه إذا أنشأ السفر في شهر رمضان جاز له أن يفطر ومعنى الآية فمن شهد منكم الشهر كله فليصمه أي الشهر كله ومن لم يشهد منكم الشهر كله فليصم ما شهد منه والدليل أعلاه ما أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر وأفطر الناس برفقته فكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من كلف النبي صلى الله عليه وسلم .