إن فضيلة الاستغفار عظيمة جداً، إذ لها العديد من الفضائل والنتائج الإيجابية، التي يفرض بها الله سبحانه على أفكار عباده الذين يطلبون المغفرة باستمرار.

يقال أن هناك امرأة عاشت حياتها كلها تعاني وتعاني من المشاكل التي واجهتها في حياتها. وله نفع، وبر للإنسان، حتى لو رأوا غير ذلك.

تلك السيدة صبرت واحتسبت، حتى عوضها الله خيرًا، وأتى لها أجرًا جميلًا، فمجده على منحها وعلى من عليها زوجًا صالحًا ترضي نفسها ودينها، وعاشت معه تلك السيدة الورعة، واستمتعت بلحظات طويلة من السعادة الغامرة. والفرح الشديد والراحة النفسية كل هذه المشاعر الرائعة التي كان لها دور مؤثر ومؤثر للغاية في نسيان ما حدث لتلك السيدة والعقبات والصعوبات ونوايا حياتها السابقة وكأنها لم تكن كذلك من قبل.

بقيت تلك السيدة في منزل مليء بالراحة والسلام والمودة والسعادة والحب والألفة، ولكن رغم كل ذلك كان هناك شيء في قلبها تتمنى أن يحدث عاجلاً وليس آجلاً، حيث ظلت المرأة تتمنى كثيرًا، إن كان الله سبحانه وتعالى يرزقها ذرية صالحة ترضيها عيناها وتسرها عينا زوجها. كانت مثل غيرها من الزوجات اللواتي يتوقن لرؤية طفلها.

ما كانت تلك السيدة إلا أنها كانت تتوق إلى أن تحمل في أسرع وقت ممكن، وكثيراً ما كانت تصلي إلى ربها حتى يهبها الله بشغف، فلما فات الأوان على رغبتها، اتخذت قرارًا سريعًا. للذهاب إلى الأطباء المتخصصين، لكنها لم تجد محاولاتها التي كانت بلا كلل، فقد زارت عدة أطباء، الواحد تلو الآخر، ولكن دون نتيجة إيجابية.

وبدوره اتفق الأطباء المختصون بالإجماع بعد إجراء العديد من صور الأشعة والتحاليل على أن هذه المرأة للأسف تعاني من ضعف التبويض بمعدلات عالية، بالإضافة إلى العديد من المشكلات التي تؤثر سلباً على عملية الإخصاب عند المرأة، و الجميع أكد أن هؤلاء السيد عاقر، لا تلد.

حدث الخبر للسيدة نفسها، ثار بركان، وتفاقمت حالتها النفسية والجسدية كثيرًا، فكان لهذا الخبر أثر مؤلم جدًا عليها، وكانت تبكي بلا هوادة طوال الليل وطوال النهار وخاصة الليل، لأنه كان عزاءً لا ينتهي أبدًا. مرت ليال كثيرة، ودموع السيدة تجري بلا توقف وبدون جفاف.

لكن هذا الحزن لن ينجح ولن يفيد. والنتيجة واحدة، والنتيجة أنها لا تستطيع الإنجاب بإجماع الأطباء. لم تسلم هذه السيدة من تعليقات الأقارب والغرباء. بالإضافة إلى ما تعانيه، والمشاعر القاسية التي تعاني منها، كانت معاناتها تتزايد، بسبب الكلمات المؤلمة التي تسمعها من حولها، والتي أثرت سلباً على حياتها الزوجية، وبدأت تعاني. من المشاكل التي لا تنتهي.

وذات يوم سمعت المرأة عن فضائل الاستغفار التي لا تعد ولا تحصى، فابتدأت تستغفر ربها في كل وقت، واقتربت من ربها، وبدأت تتضرع إليه وتذكره في كل وقت، استغفرت بقصد الحمل بإذن من ربها، وأخيراً الحمد لله أنجبت المرأة طفلاً جميلاً للغاية بعد فترة ليست بالطويلة.