قال تعالى في سورة الرحمن: “وهل خير جزاء إلا خير؟” فالمسلم الذي يتقي ربه ويحسن عمله في الدنيا ويطيع ربه، يحسنه الله في الدنيا قبل الآخرة. الله يسخر منك بلطفك الذي يصنع الخير لك دون أن يدري.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أراح مؤمن ضيق الدنيا أراحه الله كرب من كرب يوم القيامة. الله في معون العبد. العبد ليس في عون أخيه، ومن يسلك طريقاً يطلب فيه العلم ييسر الله له طريقاً إلى الجنة، ولا يجتمع قوم في أحد بيوت الله يتلو كتاب الله تعالى. يتدارسونه فيما بينهم إلا أن ينزل عليهم السلام، ويغمرهم الرحمة، وتحيط بهم الملائكة، ويذكرهم الله من عنده، ومن تباطأ بفعله، لن يعجل نسله به “.

وفي الحديث السابق عدة فوائد، أولها أن إعانة المسلم لأخيه المسلم هي طريقة يستعين بها المسلم من الله تعالى، ولعل أهم ما يميز الأمة الإسلامية أنهم هم مثل المبنى الذي يقوي بعضهم البعض.

القصة التالية حدثت بالفعل في المملكة العربية السعودية، وهي عن فضل الإحسان والسعي لتلبية حاجات الناس وتخفيف هموم المسلمين.

يقول أحد الرجال الطيبين إنه في يوم من الأيام كان يسافر مع أسرته من الطائف إلى الرياض، وبينما كان في منتصف الطريق بين البلدين، تعطلت سيارته.

ظل الرجل وعائلته تحت أشعة الشمس الحارقة، لا يعرفون ماذا يفعلون أو كيف يتصرفون في تلك المنطقة. توجه إلى إحدى المحطات على الطريق وطلب من أحد الحاضرين إصلاح سيارته، لكنه أخبره أن هذا الضرر لا يمكن إصلاحه إلا في الرياض أو الطائف أو في مركز إصلاح كبير.

ظل الرجل وعائلته على الطريق، على بعد حوالي 400 كيلومتر من الرياض، وحاولوا الإشارة بسيارة لتقله إلى الطائف أو الرياض، لكن معظم المسافرين كانوا مع عائلاتهم ولم يتمكنوا من نقله هو وعائلته.

بقي الرجل على هذا الحال حتى توقف من أجله أحد الركاب وكان مسافرا في سيارته وحده. عندما رأى أن الرجل مع أسرته، توقف وقال له: “اسمع، يا أخي، أنا وحدي. أما أنت فأنت عائلتك، فاستقل سيارتي واصطحب عائلتك إلى الرياض، وسأبقى في تلك المحطة وأشرب بعض الشاي، وعندما تصل إلى الرياض “. أرسل لي سيارة لاصطحابي أو العودة إلي مرة أخرى.

فاجأ الرجل وقال له كيف تعطيني سيارتك وأنت لا تعرفني؟ قال له: توكل على الله ولا تقلق، سيارتك هنا معي، سأصلي وأتناول بعض الطعام أثناء ذهابك.

وبالفعل أخذ الرجل سيارة المسافر وتوجه إلى منزلهم في الرياض، وكان الوقت متأخرًا، لكنه عاد إلى الرجل وعندما وصلوا إلى الرياض كانوا في اليوم التالي. وافترقنا.

ذات يوم جلس الرجل الذي تعطلت سيارته مع أصدقائه وتحدثوا عن الأعمال الصالحة. روى لهم قصة الرجل الذي ترك السيارة له وكيف ساعده دون أن يعرفه، ثم فكر في الاتصال به للاطمئنان عليه.

وبالفعل اتصل الرجل، فردت عليه زوجة الرجل، وعندما سأله، أخبرته أنه في السجن، فسألها عن سبب سجنه، وأخبرته أن عليه ديون كثيرة، وكل اتصل بها اليوم بعض المدينين ولم يكن لديها شيء وزوجها مسجون الآن.

قرر الرجل رد الجميل ودخل السجن الذي كان فيه الرجل، وذهب إلى الضابط المسؤول عن السجن وقال له: هذه مائة ألف ريال التي أريد أن أسدد بها ديون ذلك. – وهكذا، ولكن لا تخبر من دفع له هذا المال، فقد أخرجه في سبيل الله وأخبره أن المحسّن قد دفع لك ديونك “.

فأرسل مسؤول السجن الرجل إلى الرجل وأخبره أن هذه مائة ألف ريال لسداد ديونك والخروج من السجن. ديونه أكبر من ذلك بكثير، حيث تجاوزت ثلاثة ملايين ريال، إذ دخل في صفقة، لكنه خسر كل ماله وصار ديونًا كثيرة، وحتى لو دفع مائة ألف، فلن يفيده ذلك و. لن يطلق سراحه من السجن.

لكن الرجل طلب من الرجل من مدير السجن تحصيل بعض الأسرى الذين عليهم ديون صغيرة، مثل عشرين ألفًا أو عشرة آلاف أو نحو ذلك، ودفعها ليكونوا أحرارًا.

اندهش مدير السجن من تصرفات هذا الرجل. بدلاً من إرسال هذه الأموال إلى أطفاله، اختار أن يدفع ديون السجناء الآخرين الذين لا يعرفهم. وبالفعل دفع الضابط ديون سجناء آخرين وقال إن هذه الأموال قد خففت معاناة 7 أرواح وأطلق سراحهم وأصبحوا أحرارًا.

يقول الرجل في القصة إنه بعد أسبوعين اتصل ببيت الرجل مرة أخرى ليسأله عنه ويطمئن على حالته بعد خروجه من السجن، لكنه تفاجأ عندما أخبرته زوجته أن زوجها لا يزال مسجونًا.

فقرر الذهاب إلى السجن مرة أخرى وذهب إلى الضابط وسأله لماذا لم يدفع ديون الرجال. فقال له الرجل: والله يا أخي ما رأيت أي تصرف أو فعل أعظم من فعلك وإحسانك إلا هذا السجين. أما بالنسبة له، فقد وجد أن هذه الأموال لن تسدد ديونه، فقرر التبرع بها لسجناء آخرين، وكان ذلك سببًا لتحرير سبعة أرواح من السجن، وكان بإمكانه الاحتفاظ بها لأبنائه.

صُدم الرجل صاحب القصة وقال لمسؤول السجن، هل يمكنك أن تعطيني دليلاً على أن هذا الرجل مدين بثلاثة ملايين، فأعطاه مدير السجن ورقة تثبت ذلك.

صاحب القصة كان رجلاً ميسور الحال له معارف أمراء وأغنياء، فاتصل بهم، وفي غضون ثلاثة أشهر جمع مبلغ ثلاثة ملايين من أهل الخير وسدد ديون الرجل، والرجل. أطلق سراحه من السجن دون أن يسعى لذلك، لكنه كان فاعل خير.