خطبة عن نهاية شهر شعبان 1443 .. يعتبر شهر شعبان الشهر الثامن من الشهور الهجرية، بذلك الاسم لأن العرب في ذاك الشهر كانوا يتشعبون أي يتفرقون بحثا عن الماء، وقيل لأنهم كانوا يتفرقون للقيام بغارات وغزوات، وقيل لأنه شعبه أي بين شهر رجب ورمضان، وكانوا الرسول عليه الصلاة والسلام يستغل شهر شعبان في الصوم، كما كان يكثر فيه التضرع والقيام، وفي ذاك الموضوع نسلط الضوء على شهر شعبان، ونقدم لكم كلام عن خصوصية شهر شعبان مكتوبة.

خطب الأئمة عن فضل شهر شعبان

الحمدلله رب العالمين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا (عليه الصلاة والسلام) عبده ورسوله، إخوتي وأخواتي الأعزاء، شعبان، الشهر الـ8 من الإسلام الهجري أو التعديل القمري، والشهر الذي يسبق شهر رمضان الكريم عند النبي محمد (عليه الصلاة والسلام).

أيها الإخوة والأخوات المحترمون شهر شعبان له أهميته لأسباب عديدة، أولاً، حان الوقت الذي تستعد فيه الأمة المسلمة لشهر رمضان المبارك، كان ذلك في منتصف شهر شعبان عندما اعتقد المسلمون أن الله تعالى أمر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بتغيير القبلة التي يتجه إليها المسلمون عند الصلاة من المسجد الأقصى في القدس، إلى الكعبة الشريفة بمكة، حيث كان المسجد الأقصى هو القبلة لمدة ثلاثة عشر عامًا في مكة المكرمة، ولمدة ثمانية عشر شهرًا تقريبًا بعد هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة، ونزلت آيات من القرآن على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، تأمره وجميع المسلمين بالتوجه إلى الكعبة في مكة عند الصلاة، ومعظم التفسيرات تأريخ هذا الحادث ليكون منتصف شهر شعبان.

خطبة عن شهر شعبان – ملتقى الخطباء

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، من أفضل الأعمال الصالحة في شهر شعبان الصيام، وهو سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتبين العديد من أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) استحباب صيام شهر شعبان، زمنها حديث السية عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالت: “كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ، بَلْ كَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ” رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

عباد الله، إن صيام شهر شعبان مثل التدريب الذهني والبدني على صيام رمضان، قد يواجه العديد من المسلمين صعوبة عند بدء الصيام في رمضان، ولكن إذا بدأوا الصيام بضعة أيام في شعبان، فقد تعتاد أجسادهم على الصيام ولا يشعرون بالخمول والضعف عند حلول شهر رمضان.

كذلك شهر شعبان هو مقدمة لرمضان وفيه قواسم مشتركة مع رمضان، كالصوم وتلاوة القرآن والصدقة، عن عائشة زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان.

وروى اسامة بن زيد: “قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور. ما تصوم شعبان قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.