من هو صاحب لوحة عباد الشمس … الفنّ فقرةٌ عن مجموعةٍ من النشاطات البشرية المتنوّعة، عبءّر سيطرّا يدور في نفس المبدِع، وتكون عبارةً عن ممارساتٍ بصريّةٍ مثل الرسم والنحت، أو سمعيّةٍ مثل التغني، أو أدائيّةٍ مثل التمثيل المسرحيّ والسينما والرّقص، ولكي يبلغ العمل إلى معدّلً يُقال عنه أنه فنّ، يجب أن يكون مكانَ إمتنانٍ نتيجة لـ جماله وفرادته، ومازال تحديد تعريف الفنّ مكانَ نقيض، وقد عدّ ليو تولستوي الفنّ أداةً من طرق التّواصل مع الآخرين بكيفية ٍغير على الفور، ومن وسط الفنون فنّ الرسم، الذي كان له روّاده، كليوناردو دافنشي الذي كانت الموناليزا أشهر لوحاته، ومن وسط اللوحات الشهيرة لوحة عبّاد الشمس، وسيتحدّث الموضوع عن صاحب لوحة عباد الشمس.
من هو صاحب لوحة عباد الشمس
من ضمن اللوحات الشّهيرة برزت لوحة عبّاد الشّمس، وبرز برفقتها ذوُها وهو الفنّان فنسنت فان غوخ، وسيتناول المقال لمحةً عن صاحب لوحة عباد الشمس الشّهيرة، هو رسّامٌ هولنديّ، وُلِدَ في آذار عام 1853م، كان غلامًا لوالدين لهما شأن، خسر كان أبوه والّذي يطلق عليه ثيودورس فان غوخ وزيرَ جمهورية، أمّا أمه آنّا كورنيلا كاربينتوس فكانت رسّامةً مُحبّةً للطبيعة والرّسم، وأورثت ابنها تلك الملمح. عاش فنسنت طفولةً معذّبة؛ ولقد كان فقيرًا ولذا بسبب المشاكل الماليّة الّتي عانت منها الأسرة، وكغيره من الأطفال الذين يدفعون سعر ما يجنيه الكبار، اضطُر ذو لوحة عباد الشمس البالغُ من السن خمس عشرة سنة إلى ترك المدرسة، والعمل في بقالةٍ للمنتجات الفنيّة، ولكنّه برع في إتقان ثلاث لغاتٍ جوهريّةٍ وهي: الإنكليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة، ولفتته الثّقافة الإنكليزية وصار من محبّي كتابات تشارلز ديكنز، وتحرك إلى لندن وعمل في معرض جروبيل، وقد كان ذلك عام 1873م
درس في مدرسة “Methodist boys”، ودرس في إجماليّة اللاهوت في أمستردام، ولكنّه ومن أجل رؤيته اللغة اللاتينية لغةً ميتة، رفض تقديم الامتحانات اللاتينية، وبعد فترةٍ من الزمان بدأ يتدرّب مُعتمدًا على نفسه، وعلى ما قدّمه أخوه ثيو من دعمٍ جوهريٍّ له، وصار فنّانًا، عاش في إقليم درنث في هولندا لحوالَي ستة أسابيع، ورسم ثمة الكمية الوفيرة من المشابه الطبيعيّة المستوحاة من هذه المساحة، أوّل تحفةٍ فنيّةٍ كانت له لوحة “Potato Eaters”، وقام بالذهاب إلى باريس، وتعرّف على الفنّ الانطباعيّ هناك، كان صارمّ الطّباع؛ الأمر الذي جعل العدد الكبير من الفنانين ينفرون منه، درس مع الكثير من الفنانين ومنهم هنري دي تولوز لوتريك، تأثّر صاحب لوحة عباد الشمس بالثقافة اليونانيّة عديدًا، وقد كانت صحّته الجسمانيّة والنفسيّة سيئةً جدًّا، ونظرًا لحالته النفسيّة السّيئة أمسى يشكّل عدم أمانًا على نفسه وعلى الآخرين، وبعد تنقله بين عدّة مستشفياتٍ وبين كوخه الأصفر، ثبتّ في مركز صحي “سان بول دي موسول”، وبدأ بالرسم في حديقتها.
أمّا عن عمره الشخصيّة فبقي فنسنت بدون زواج، وقام بالذهاب إلى مقر مسكن الدكتور “بول غاشيه” في أوفير، سعى الانتحار مرّةً ولكنه لم يمت، غير أنّه مات بعد 48 ساعةٍ من محاولة انتحاره في 29 تموز عام 1890م وكان عمره 37 عامًا، من أكثرّ ما يعرف علنا به أنه طوال عشر سنوات رسم بحوالي 900 لوحة، لم يلقَ هذه الشّهرة إلا عقب وفاته؛ إذ وقفت على قدميها جوانا زوجة ثيو بجمع لوحاته ال 71 وعرضتهم في معرضٍ بباريس، ونال من ذاك الدهر شهرةً جسيمة، أغلبُ لوحاته كانت بالألوان الزيتيّة والأخرى بالمائيّة، من أشهر لوحاته: لوحة Irises، ولوحة “Sunset at Montmajour”، ولوحة “The Starry Night”.
أمّا عن لوحة عباد الشّمس الشّهيرة فهي عبارةٌ عن سلسلتين من اللوحات التي تُإتضح زهرة عبّاد الشّمس، السلسلةِ الأولى رسمها في باريس عام 1887م، والتي أظهرت مجموعة ًمن الأزهار الممتدة على بقعةٍ من الأرض، أمّا السلسلة الثّانية فكانت تبدو باقةً من زهر عبّاد الشمس في مزهريّة، ورسمها عام 1888م، وبذلك يكون قد إبداء الموضوع لمحةً شاملةً عن حياة ذو لوحة عباد الشمس.
إضاءات حول فيلم Loving Vincent
يحتسبّ عمل سينمائي “Loving Vincent” أو “المحبة فنسنت” من روائع السينما ومعجزاتها؛ حيث رُسم وعُخبطة بواسطة لوحاتٍ زيتيّة، أسهَم في رسمها حوالَي 125 فنانًا من جميع دول العالم، وهو من إخراج “دوروتا كوبيلا” و”هيو ويلشمان”، وتدور أحداثه بخصوص الفترة القليلة التي سبقت وفاة النجم ذو لوحة عباد الشمس “فينيست فان جوخ”، وقد كانت رسومات ذاك العمل السينمائي وشخصياته معتمدةً على نحوٍ رئيسٍ على رسومات فنسنت وعلى الشّخصيات الحاضرة فيها، وبدأ العمل السينمائي بعد وفاة فنسنت بسنة، وذهاب صديقه “آرماند رولين” إلى ثيو لإيصال رسالة فينسنت، ويفاجأ أن ثيو قد توفي في أعقاب 6 شهورٍ من موت أخيه، وتدور الوقائع حول حقيقة مصرع فنسنت، كما كانت تدور الوقائعُ حول حياة الممثل الذي سخّر عمره للفنّ.