لا تمضيا يومكما فيما لا ينفع. نوع الأسلوب … إذ أن اللغة العربية تشتمل على الكثير من الأساليب اللفظية التي لها معاني وفيرة مفهومة من سياق الكلام، وتلك المعاني تخدم أغراض بلاغية، ولذا من مواصفات لغة كتاب الله الخاتم. في تلك المقالة، سنتعرف على نمط الأسلوب في الاقتراح الذي لا يضيع يومك على أشياء غير مجدية.
لا تمضيا يومكما فيما لا ينفع. نوع الأسلوب
وأسلوب الجملة الذي لا يضيع يومه في شيء لا ينفع هو منهج النهي، والنهي من أساليب الخطبة التي لا غنى عنها، إذ يدْعوها المتحدث أثريًا وعصريًا، ونهيًا. وفي اللغة العربية ذاك مخالف للترتيب فيقول: يمنع الشأن. الجميع نهى ونهى ونهى. أي: تعطل، ومنع منه المنكر، والتقارب بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي جلي. في كليهما نرى معنى التوبيخ وطلب الامتناع عن شيء ما، والمفهوم الاصطلاحي للكلمة لا يتخطى المفهوم اللغوي، إلا بخصوص بالمكان ؛ لذا كانت الغطرسة مطلوبة.
الانحراف عن القيمة الحقيقية
وقد يطلع النهي عن معناه الأصلي والحقيقي إلى غفيرة معانٍ أخرى يمكن تعلمها من سياق وافتراضات المحددات والقواعد، ومن هذه المعاني:
الدعاء: النهي منشأه معناه الأصلي والحقيقي للدعاء، ومنه كلامه هلم: ربنا لا رطب بنا إذا نسينا أو أخطأنا.
الطلب: النهي يطلع عن معناه الأصلي والحقيقي للطلب، ولذا في خطبة الله تعالى: (أفاد: يا ابن والدتي لا تاخذ لحيتي ولا رأسي).
الهداية: النهي من أصل معناه الحقيقي للهداية، وهو في قول الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إذا ظهرت لكم تربككم).
الاتهام: النهي يخرج عن معناه الأصلي والحقيقي للتوبيخ، وهذا في قوله للشاعر: لا تنهوا حسن التصرف، وستكونون عارًا إذا فعلتم شيئًا عظيمًا.
الوعيد: المنع يتعدى معناه الأصلي والحقيقي إلى ابتزاز، كما تقول لابنك: لا تتعلم، لا تحفظ، وسترى.
الذل: يخرج النهي عن معناه الأصلي والحقيقي للتقليل من وضْعه، كما قال الشاعر: النبلاء لا يترددون عن شهوتهم، فأنتم معيل مسبب للألم.
اليأس: النهي يأخذ معناه الأصلي والحقيقي في اليأس، مثلما يقول إيتي: (لا تتعذروا فإنكم تكفرون بعدما آمنتم)