منذ أن دعا سيدنا إبراهيم وهو يرفع أساسات البيت (يا رب اجعل هذه البلاد آمنة) واندفع الناس من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، وعندما جاء الإسلام وجعل الحج من أهله. أركان مرة واحدة في العمر، ومن أراد التطوع في زيادتها للخير، فالله شاكرة، عليمة .. أصبح حج البيت الحرام حلم كل مسلم ومسلمة، والدعاء (رضي الله عنه). أنت حج) مصدر فرح غامر.

استمر تدفق الحجاج إلى بيت الله الحرام وإلى المشاعر المقدسة منذ فرض الحج ركنًا، وسنوات الحج التي يتزايد فيها الحجاج عامًا بعد عام في مختلف المواسم والأوضاع الاقتصادية والسياسية، وقد شهد موسم الحج تطوراً كبيراً منذ بداية العهد السعودي باعتباره قانوناً دينياً توليه القيادة في المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة. ويهتم بشكل كبير بتذليل الصعوبات وتسهيل أداء المناسك على الحجاج.

تضمنت التوسعات العديدة في الحرم المكي مجالات الطواف والسعي، والعمل الدؤوب دون توقف، والتطوير المستمر في كل موسم. وفي الحرم المكي أو المدني، تشهد المشاعر المقدسة أيضًا مشاريع تطوير وتحسين مستمرة وأنفاق وجسور وتوسعات وقطار على أعلى المستويات العالمية يربط المشاعر المقدسة معًا، وفرقًا لتنظيم وفود الحجاج وسيارات إسعاف للجرحى. والمستشفيات والمراكز الصحية وعربات الإسعاف والمبادرات التطوعية بالإضافة إلى مشاريع الري والفرق الكشفية والمخيمات الأمنية طوال موسم الحج.

ولعل الصور العفوية التي تلتقطها عدسات المصورين كل عام هي أكبر دليل على أن العمل في مجال الحج وخدمة الحجاج والاهتمام الشديد بسد كل الثغرات في مقدمة اهتمامات حكام هذا البلد المعطاء، و وهذا واضح أيضًا في رؤية 2030.
نتيجة ما شهده العالم كله في العامين الماضيين من تفشي فيروس كورونا والاحتياطات الأمنية التي تلت ذلك لمنع انتشار الفيروس لما له من مضاعفات خطيرة .. كان الأمر يتعلق بمواصلة الحج موسم التحدي الكبير إلا للقيادة الحكيمة في المملكة التي استطاعت بحمد الله أن تستمر في الحج وأدخلت لوائح متكاملة لهذه المرحلة.

حزمة من الأنظمة الذكية والمسارات الإلكترونية التي ربطت جهات متعددة وتحتوي على قواعد بيانات ضخمة بالإضافة إلى الرقابة. التزم كل طرف بتحمل مسؤوليته سواء للحجاج في الخارج أو لحجاج الداخل، وبذل جهود من مختلف القطاعات لضمان الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والضرورية مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والمحافظة على النظافة والتعقيم وإجراء الفحوصات. كورونا قبل الحج للحد من انتشار هذا الوباء حتى يتمكن المسلمون من أداء واجباتهم والعودة إلى عائلاتهم بأمان.
بالإضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل الروبوت الذكي لتوزيع مياه زمزم دون ملامسة داخل الطريق والمسارات المخصصة للطواف أو البحث عنها وتعقيمها بشكل مستمر للاحتياط والوقاية وتوزيع عبوات مياه زمزم أحادية الاستخدام، في بالإضافة إلى تخصيص روبوتات للتعقيم داخل المسجد الحرام وفق مخططات مقننة وخريطة محددة حتى لا يعيق زوار بيت الله الحرام، والتنظيف والتعقيم المستمر للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة من خلال آلاف العاملين و من خلال استهلاك المطهرات والعطور وفق أعلى المعايير العالمية.

ربما نهاية موسم الحج الأول من العام بعد غزو فيروس كورونا والأزمة الصحية العالمية دون أي إصابة، رغم أن العالم كله كان يعاني من عدد متزايد من المرضى من جميع الأعمار يسقطون في كل لحظة وفيروس خطير من بلد إلى آخر، وهذا أكبر دليل على الاهتمام الكبير من هذا البلد العظيم القيادة والشعب

ما حدث كان مثيرًا للإعجاب بكل المقاييس
جاء حج هذا العام، وانتهت جميع الإجراءات الاحترازية العالمية، ولله الحمد، التي استمرت على مدى موسمي حج، وتجربة أعطت المملكة تراكمًا من المعرفة بخبراتها السابقة في التعامل مع جميع الظروف الصعبة وقيادة العالم. موسم الحج بكفاءة وفاعلية، وبنجاح كبير يتزايد عاما بعد عام، كان حج هذا العام مكسبا في مجال خدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث تم تسهيل جميع السبل لهم وتقديم جميع الخدمات لهم، إذا قمت بواجبك (بسلام وأمن).