ومثلما حرمنا الله تعالى عن الطمع والبخل، فقد حرمنا من الإسراف والتبذير، كما أن السمتين المعاكستين لهما نفس اللوم في الإسلام. “ولا تجعل يدك مقيدة برقبتك، ولا تمدها على طول الطريق، فتجلس مذمومًا وغير مبالٍ”. صدق الله تعالى. الناس وأنت تظل فقيرًا، ليس لديك شيء في يديك، ولا يمكنك الإنفاق.قصة حقيقية عن الهدر:

هناك العديد من القصص عن أناس كانوا أغنياء واستمروا في إنفاق كل أموالهم وفي النهاية تركوا أسرهم فقيرة، ومن هذه القصص تخبر سيدة أنها كانت متزوجة من رجل ميسور يكسب ما يكفي من المال لإنقاذهما. ينقذ منه، لكن زوجها كان ينفق الكثير على الطعام والملابس الفاخرة من الماركات.

وكان يفعل ذلك منذ بداية زواجهما، لكنها لم تسأله كيف أنفق المال خشية أن تغضبه، ومع ذلك لم تكتف بالطريقة، فيشتري لهم طعامًا لعشرة أشخاص، ويسألهم. هي لتحضير كل شيء، وبقي منه الكثير، فطلب منها رميها في القمامة لتحضير أغراض جديدة لها في اليوم التالي، وكان حريصًا على شراء الكثير من الساعات من الماركات.

اعتقدت الزوجة من طريقة إنفاق زوجها أنه قد يكون لديه الكثير من المدخرات، ولكن بعد أن ولدت وطفلها بحاجة إلى عملية تكلف بعض المال، اكتشفت أن زوجها ليس له الحق في العملية، وهي اضطرت إلى اللجوء إلى عائلتها للمطالبة بتكاليف العملية، وقد ساعدوها بالفعل.

لكنها بدأت بعد ذلك في توبيخ زوجها على إسرافه الذي لم يتغير رغم الظروف التي مروا بها. كان يخبرها أنه لا يريدهم أن يشعروا بالحرمان، لكنها أخبرته أنها لم تطلب منه أن يكون بخيلًا، لكنها أرادته أن يوفر له المصاريف غير المجدية، مثل شراء الكثير من الملابس وكان لديهم بالفعل خزائن. مليئة بالملابس باهظة الثمن، أو لتقليل كميات الطعام التي يضيع معظمها في القمامة، فاتهمها زوجها بالبخل أحيانًا، وفي أحيان أخرى أخبرها أنه سيحاول التوفير من مصاريفه ادخر بعض الاموال.

للأسف لم يتغير الزوج، وبعد أن أنجبت أربعة أطفال، مات الزوج فجأة، وكانت صدمة الزوجة من وفاة زوجها، وأن أطفالها أصبحوا أيتامًا ومعدمين، فكان معاش زوجها. القليل جدًا، ولم تعمل وعملت طوال حياتها، ولكن كان عليها أن تخرج للعمل لتوفر لأبنائها مصاريفهم الأساسية، ورغم أنها كانت تحب زوجها ودائما ما دعت إليه بالرحمة والمغفرة، إلا أنها شعرت أيضًا أنه تسبب في الفقر والمعاناة وأنه كان بإمكانه أن يتركهم أغنياء إذا كان مقتصدًا قليلاً، وأن يوفر لهم بعض المال.

قصة عن البذخ للأطفال:
دخل الأب المنزل واتصل بزوجته وأولاده حاتم وصفاء وقال لهم: استعدوا يا أولاد، لنذهب للتسوق، لماذا تأخرتم؟

فقال الزوج لزوجته: ما هذه الحقيبة التي تحملها في يدك؟ قالت له: هذه بقايا طعام الأمس، سأرميها في سلة المهملات.

لكن الأم كانت في الحقيقة مشغولة بإكمال قائمة التسوق، وظلت تحمل الورقة وتضيف عليها، فقال لها زوجها كل ما هو مكتوب في القائمة، قالت أم حاتم لزوجها تعرف أبو حاتم.، أني أجيد الشراء.

أجاب أبو حاتم قائلًا، لكن في كل مرة تشتري أشياء ولا تستعملها، ردت أم حاتم، أن ما لا نستخدمه اليوم قد نحتاجه غدًا، لكن أبو حاتم لم يعجبه هذا الكلام، فقال لها: لماذا؟ ألا نشتري فقط ما نحتاجه، إذا لم يكن هذا ما نفعله في كل مرة نذهب للتسوق، يكون هذا مضيعة، فماذا في ذلك؟

دخلت عائلة أبو حاتم مركز التسوق، وبدأت الأم تملأ عربة التسوق بكل ما تستطيع الوصول إليه تقريبًا، وطوال رحلة التسوق، قالت لزوجها: “انظر، هذا المنتج به خصومات لنا للشراء”. لا نحتاجها اليوم، قد نحتاجها غدًا، وهذه فرصة لشرائها بسعر مخفض.

بعد انتهاء جولة التسوق، بدأ أبو حاتم في وضع المنتجات التي اشترتها أم حاتم في السيارة، لكن المنتجات ملأت صندوق السيارة بالكامل، وبقيت بعض المنتجات في عربة التسوق، وكان على الأطفال حمل الأشياء معها. داخل السيارة.

عندما عادت الأسرة وجلست لتناول الغداء، ملأت الأم جميع الأطباق بأنواع مختلفة من الطعام، وبعد أن انتهوا من الأكل، بقي الكثير من الطعام في الأطباق، وبدأت الأم تقدم لأطفالها المزيد من الطعام، ولكن قالوا لها إنهم ممتلئون ولا يستطيعون تناول المزيد من الطعام.

وهنا توقف الأب عن الأكل، وحمد الله على بركاته، وقال لزوجته: توقف، لا تجبر الأولاد على تناول المزيد من الطعام. اصلبه، وإن كان لا مفر منه، فالثلث لطعامه، والثلث لشرابه، والثلث لنفسه “.

وهنا تكلمت الأم وقالت لزوجها، هل أجعلهم يتركون كل هذا الطعام الذي دفعنا ثمنه غاليا، قال أبو حاتم لزوجته، وما دفعك لطلب كل هذا الطعام، ألا يكفي أن يفعل الله تعالى. لا تحب البذخ لتوقف عادات التسوق السيئة، وأنت يا أم حاتم أهدرت مرتين، مرة عندما اشتريت كل هذا الطعام لعائلة مكونة من عشرة أفراد، وأهدرت حتى تركت الطعام وألقي به في القمامة.

قالت الأم: “هل تقصد أن ما فعلته الآن هدر؟” قال أبو حاتم: يعني ما تفعله الآن وما تفعله في كل مرة، إلا إذا علمت أن المبذرون هم إخوة الشياطين.

تدخل حاتم في الحوار بشكل مفاجئ، وقال لوالده: “هل المسرف إخوان الشياطين يا أبي؟” قال الأب إنهم يشبهونهم في الإسراف، أي أنهم عشاق الشياطين، وليس هناك ما هو أسوأ من هذا التشبيه.

قالت أم حاتم هل المسرف يدخل النار يا أبا حاتم؟ وقال أبو حاتم إنهم يتعرضون لعذاب إنكارهم وكفرهم في فضل الله، وإنفاقهم من المال في معصية الله تعالى، إلا من تاب وندم وتاب الله عليه.

قالت أم حاتم استغفر الله ربنا أعوذ بالله ربنا لا تجمعنا بالشياطين. فأجابه أبو حاتم بأن الله أمرنا بالتوسط في الإنفاق. قالت له أم حاتم: نعم هذا صحيح يا أبو حاتم. كلامك صحيح. لم أكن أعلم أن هذا كان مضيعة، وندمت على ما فعلته. والله وأنا أتوب إليه من كل إسراف أو إسراف يصدر مني.