هل يجوز الصيام عن الميت إذا كان عليه القضاء؟ وهذا حكم شرعي مهم لكل مسلم في الدنيا في شهر رمضان المبارك، ففهم الدين واجب على جميع المسلمين، ومسألة قضاء الصوم عن الميت الواجب القضاء منها. أهم المسائل الفقهية للمسلم، وفي هذا المقال نورد معلومات تفصيلية عن صيام الميت. من تجب عليه القضاء والقضاء عن الميت الذي أخره بغير عذر، وغير ذلك من الأمور الفقهية التي تتعلق بمسألة صيام الميت في الإسلام.
هل يجوز الصيام عن الميت إذا كان عليه القضاء؟
يجوز لولي الميت أن يقضي عنه ما عليه من أيام بعد موتهوهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين، واستدلوا به في هذا الحكم الشرعي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها. ترضى عنها – وفيها أتت:من موت وعليه صيام سريع عنه ولِيُّهُ ” [1]وذهب أهل العلم إلى أنه إذا كان ولي الميت لا يريد أن يصوم عنه، فيحق له أن يطعم عن كل يوم أفطر فيه الميت ولم يقضيه لفقير. عثيمين رحمه الله والله أعلم.[2]
حكم قضاء الصيام عن الميت الذي أخره بغير عذر
بعد الحديث عن جواز الصيام عن الميت إذا كان عليه القضاء، لا بد من القول: إنه يجوز قضاء الصوم في الإسلام عن الميت الذي أخره. وعليه الصوم بغير عذر حتى توفي ولم يقض ما عليه، وهذا ما اتفق عليه جمهور العلماء. ويجوز للولي إذا كان لا يريد أن يصوم عن الميت أن يطعم مسكيناً عن كل يوم فعله الميت في حياته ولم يقضيه.[3]
- عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:من موت وعليه صيام سريع عنه ولِيُّهُ
- عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله يا أمي. مات وهما صائمان؟ هو قال: هل رأيت إذا كانت على هل والدتك ديون قمت بسدادها، فهل هذا على وجهها؟ قالت نعم. قال: صوموا عن أمكم
هل يجوز الصيام عن الميت المريض؟يجوز صيام الميت المريض الذي لم يقض الأيام التي أفطرها من رمضان، وإذا كانت أياماً طويلة فالطعام أيسر وأفضل. ثم مات وعليه قضاء هذه الأيام، فعلى وليه أن يطعم مسكيناً عن كل يوم يفطر فيه الميت، والطعام يعادل نصف صاع تمر أو أرز أو قمح. على اساس اهل البلاد والله تعالى اعلم.
متى يلزم القضاء عن الميت؟
قضاء الصيام عن الميت إذا أفطر في حياته لعذر شرعي، فيزول هذا العذر ويستطيع قضاء ما عليه من صيامه ولم يقض. في هذه الحالة يستحب لولي الميت أن ينفق عنه وهذا مستحب، ويمكن لأولياء الميت أن يعطوا طعاما بدلا من قضاؤه، وهذا أيضا يكفي. وأما من مرض ولم يصوم لعذر شرعي وهو المرض، فاستمر المرض حتى وفاته، فلا يلزم ولي أمره بعد وفاته، والله تعالى أعلم.
أقوال العلماء في قضاء الصيام عن الميت
ولما كانت مسألة قضاء الصوم عن الميت من أهم القضايا الإسلامية في رمضان، فقد كان لا بد من أن يتكلم العلماء ويذكروا الكثير من الكلمات التي تشرح لعامة المسلمين موضوع هذه المسألة الفقهية. كما ينفق أكثر من ولي على الميت:[6]
- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
ويستحب لوليه القضاء، وإن لم يفعل قلنا: أطعم عن كل يوم مسكينًا قياسا على صوم الفريضة. فيجوز أنهم صاموا ثلاثين يوماً، ولا فرق بين صيامهم يوماً، أو صيام الثاني في اليوم التالي، حتى يكملوا ثلاثين يوماً.
- قال الإمام النووي رحمه الله:
من مات وعليه قضاء رمضان أو بعضه، فلديه حالتان: الأولى: أنه معذور بتغيب الأداء، واستمر عذره حتى الموت، كمن ارتبط مرضه أو سفره بالوفاة. لا يجب على ورثته شيء، ولا في ميراثه لا صيام ولا إطعام، وهذا لا ننازع فيه، الحالة الثانية حتى يتمكن من القضاء، سواء فاتته بعذر أو غير ذلك، ولا اصنعه حتى يموت. فيه قولان مشهوران فيه. وأشهرها وأصحها: على حدّ المترجم والجمهور، وقد جاء في الجديد أنه يجب في ميراثه عن كل يوم إمداد طعام، ولا يصح له. أن يصوم الولي عنه. يمتنع عن إطعام الميت، ويبرأ الميت من واجبه، ولا يلزم الولي بالصيام، بل الأمر له.