شعور الحب الحقيقي ما هو …من الممكن أن يكون الحب الحقيقي النزيه والصادق من أعظم المساعي التي مرّ العاشقون بها، والتي قد لا يستكفي منها أي منهم، فهو إحساس عارم يُساد على الكيان، وينقل صاحبه من عالمٍ مُبغي إلى عالمٍ مليء بالأضواء والشموع، وهو يعني الألفة والمودّة المُطلقة اتجاه الطرف الآخر التي تجعل صاحبها غير قادرٍ على إيذائه بأيّ طرازٍ، إلا أن يُرِجل سعادته ورفاهيته على ذاته، ويرى منه سبباً لشعوره بالأمان والاستقرار والراحة السيكولوجيّة، حتى وإن تعرّض أطرافه لبعض العقبات فهي لا تُزعزع عواطفهما أو تُغيّرها، إلا أن تُصبح أعمق وأصدق وأقوى من أن تتأثر بها بيسرٍ، وتمتد لها جذور متينة تنمو في قلوبهم وتجعلها تفيض بالحب والعطف والمودّة طول الوقتً
علامات الحب الحقيقي
هُنالك الكمية الوفيرة من العلامات الواضحة التي تُشير إلى عواطف الحب الصادقة وتترجمها للطرف الآخر بعفويةٍ، ومنها ما يأتي:
إشارات الجسد العفويّة
تُعبّر عدد محدود من الحركات والإيماءات الجسديّة عن سلسلة من الأحاسيس الشديدّة، وعاطفة الحب الصادقة التي تسكن المرء، ومنها ما يجيء
التخابر غير اللفظي بواسطة نظرات العيون البريئة لكنُطفٍ ورقة، والتحديق في الشريك بشكّلٍ جذّاب يُعبّر عن الانتباه ويُخفي وراءه أحاسيس بديهية تكاد تنطق بها العينين.
السعادة التي تُرسم على وجه المرء والتي تتمثل بالابتسامة التي لا تختفي عند وجود الناحية الأخرى في المكان، والضحك بصحبته على نحوٍ لطيف وإلقاء الدعابات أو المجاملات اللطيفة والضحك على نكاته، وجمع أضخم حصيلةٍ ممكن من الإبتهاج والفرح الذي يحس به الواحد عند رويته والالتقاء به.
إيلاء الاهتمام على الحبيب والرغبة البديهية في مُجالسته والبقاء إلى جانبه والقعود بجانبه على نحوٍ مُيسودّد، أو اختيار الوقوف على مقربةٍ منه عوضاً عن أيّ شخصٍ أحدث، إضافةً للمسات الوديّة والعفوية التي تُشير إلى الانجذاب الواضح له.
علامات أخرى تدل على الحب
تبقى الكثير من العلامات الأخرى التي تُشير إلى حب المرء الحقيقي لشريكه، ومنها ما يجيء
الشغف الهائل والرغبة الحقيقيّة بالتعرّف على المحبوب أكثر، ومعرفة شخصيّته واهتماماته وهواياته وكل ما يتعلّق به؛ لفهمه والاقتراب منه أكثر.
وحط الحبيب في إطار التدابير والمقاصد المستقبليّة للمرء، وجعلها جزءاً هاماً منها بحيث تكتمل سعادة الواحد ونجاحه بنجاح العلاقة بصحبته، أي أنّ له موضع في مختلف ما يُهم الواحد ويمنحه العلة للاستمرار والتقدّم.
الثقة المُطلقة والشعور بالاعتماد والائتمان على الشريك، بحيث يؤمن به المرء ويُصدقه ولا تُراوده الشكوك حوله وبشأن علاقاته أو تحرّكاته تحت مُبرر الغيرة أو عدم الثقة.
الوقوف إلى جانب الحبيب كسندٍ وشخصٍ داعم يُساعده ويمد له يد الدعم عند الحاجة ويُشجعه على تحقيق أحلامه وطموحاته المستقبليّة.
الشعور بالفخر والاعتزاز بالحبيب وتقدير وجوده في حياة المرء، وهكذا الاحساس بالامتنان والسعادة، إضافةً لمدحه أمام الآخرين والزهو بوجود واحدٍ مميّز مثله في حياة المرء.
طُرق التعبير عن الحب الحقيقي
رغم وضوح أحاسيس الحب العميقة وصعوبة تخبئتها لكن التعبير عنه للشريك وجّه لا بد منه، ولذا باتباع الأساليب اللاحقة:
تقديم المراعاة والعناية بالحبيب
يدل الاهتمام على عواطف حقيقيّة تنبثق من أعماق المرء، إذ إنّ حبه لشريكه سيدفعه للعناية به ورعايته، وترسيخ الرابطة برفقته، وبذلك الاجتهاد في إسعاده ومنحه الزمن الوافي باستمرارً وعدم إهماله، إضافةً لتفقد أحواله في حال الانشغال عنه، وإبداء الاشتياق له، والاستماع له عندما يكون مهموماً أو مُنزعجاً، أو عندما يريد في التعبير عن شعوره ونقاش شريكه أو طلب نصيحته، بحيث يُحافظ كليهما على جدالٍ ودّيٍّ هادئٍ في جميعّ الأوضاع، فيحترمان فكرة بعضهما، ولا يُسيء أحدهما للآخر أو يتعمد مضايقته وتكديره مهما كان الخلاف أو لدى تعارض الافكار بينهما.
التعبير اللفظي الصريح والاعتراف بالحب
يعمل الحب فيما يتعلق للعشاق كمُحركٍ يجعل الكرة الأرضيّة تدور، وسبباً حقيقيّاً للاستيقاظ بأملٍ ومرح كل يوم، وقد تكون الأحاسيس الضخمة أكبر من أن يُساد فوق منها المرء أو يُنشد كتمانها، فيبوح لشريكه بها ويعترف له بهذه الأحاسيس، وقد يستعمل الكلمات العاطفيّة العميقة والدافئة لشرح وإيصال عواطفه، أو يستخدم الفقرات اللغوية البسيطة لكنها حقيقيّة وصادقة، فيُخبره كم هو كبير بالنسبة له، وكم أنّ عمره مميّزة بوجوده، وأنه نصفه الـ2 الذي يحس بالكمال بوجوده، وأنّ جميع الأمور الموجودة في هذه الحياة هي له، وخلقت لإرضائه، وغيرها من مفردات الغزل المُختلفة والمؤثّرة
كيفية الحفاظ على الحب الحقيقي
يُمكن الحفاظ على رابطة الحب الحقيقة مع الشريك ودعم إزدهارّها على يد اتّباع الإرشادات التالية:
مصلحة خلافات العلاقة وحل المشكلات التي قد تعترض الحبيبين بودٍ وتناغم سوياً، ومعرفة سببها وآليه حلّها، وبذلك عدم السماح لها بأن تؤثر على علاقتهما أو تهدد استقرارها.
حماية وحفظ تواصلٍ مفيد وبنّاء بين الأحبة، والاتصال بأسلوبٍ مُنتظم، ومحاولة تصرف حوارات مرة تلو الأخرى تشرح لجميع منهما نظرة الآخر لآلية سير الرابطة، وبالمقابل إبانة كليهما المراعاة بالآخر والاستماع له دون مقاطعة، والاجتهاد في فهم مشاعره وشخصيّته.
وضع قائمة تُشكّل نقاط تضاؤل الرابطة بين الحبيبين في سبيل تحويلها إلى نقط قوّةٍ والعمل على إجتيازها بحبٍ وودّ سوياً بالطراز السليم دون عنف بدني أي منهما.
إيلاء الاهتمام على أحاسيس الحبيب بدلاً من العتاب وإلقاء اللوم، حيث إن الخلاف قد ينتهي والمشكلات لا مفر من حلّها إلا أن الأحاسيس التي جُرحت قد تحتاج وقتاً حتى تشفى.
الصدق والأمانة بين الحبيبين، إذ إنهما من مقوّلقي حتفه الروابط الناجحة التي تؤسس وتبني الثقة بينهما والتي بدورها تدعم الصلة وتزيد من قوّتها وصمودها في مواجهة العقبات التي تعترضهما ما دام كل منهما يؤمن ويثق بالآخر.
تحمّل كلا الشريكين متولي مسؤليةّة العلاقة والتعاون معاً للارتقاء بها والحفاظ أعلاها، إضافةً لإدراكهما عواقب الأفعال والاعتراف بها، ولا يعني هذا إنتهاج موقفٍ حالَما يُخطئ الطرف الآخر، إلا أن بيّن وبيان الأمر له وتأثيره عليهما بشفافيّة، والتنازل في بعض الأحيانً ومُسامحته على أخطاءه التي لا بد له من السقوط بها في موقفٍ أحدث.