هل الموتى يختلطون ببعضهم البعض؟ هل لهم حياة مشابهة لحياة الأحياء؟ عالم البرزخ هو العالم الذي لا يمكن معرفة ما يجري فيه إلا من خلال ما جاء في الآيات الشريفة أو الأحاديث الشريفة للنبي، وإلا فلا يمكن معرفة ما يجري. في ذلك العالم لأنه عالم الموتى، وفي هذا المقال يتوقف موقع محمود حسونة بشرح لبعض الموضوعات الأخرى المتعلقة بالموتى وحياتهم في عالم البرزخ وما إلى ذلك.

هل الموتى يختلطون ببعضهم البعض؟

وقال بعض العلماء إن المباركة يتشاجرون فيما بينهم، فقال ابن القيم رحمه الله: (تنقسم النفوس إلى قسمين: نفوس معذبة، وأرواح مباركة). ينشغل المعذب بما فيه من عذاب من الزيارة والاجتماع، والأرواح المباركة المرسلة التي لم تسجن، تتلاقى، وتزور بعضها، وتتذكر ما كان في الدنيا، وقد جاء بيان الرسول فيهم. في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

“إذا حُضِرَ المؤمنُ أتتهُ ملائِكَةُ الرَّحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ، فيقولونَ: اخرُجي راضيةً مرضيًّا عنكِ إلى رَوحِ اللَّهِ، ورَيحانٍ، وربٍّ غيرِ غضبانَ فتخرجُ كأطيَبِ ريحِ المسكٍ حتَّى إنَّهُ ليُناولُهُ بعضُهُم بعضًا حتَّى يأتون بِهِ بابَ السَّماءِ فيقولونَ: ما أطيَبَ هذِهِ الرِّيحَ الَّتي جاءتْكم منَ الأرضِ فيأتونَ عنده أرواح المؤمنين، فيكونون به أكثر بهجة من واحد منكم بخالفه، فيقدم له ويسأله ما فعل كذا وكذا، فيقولون: دعاه، لأنه كان في سحابة العالم، وإن قال: اخرجوا عليك بغضب وسخط إلى عذاب الله تعالى، فيخرج مثل ريح جثث حتى يصلوا بها إلى باب الأرض، ويقولون: ما أنت يا هذه الريح حتى يجلبوا بها أرواح الكفار.

عن ابن تيمية أنه قال: ورياح الحي إذا قبضت تجمع في غنم الميت، ويسأل الميت عن ميت. يقولون فلان تزوج. فلان في حالة جيدة، ويقولون: ماذا فعل فلان؟ فيقول: ألم يأت إليك؟ قالوا: لا، ذهب إليه إلى أم أمه

هل الموتى يشتاقون إلى الأحياء؟

جاء في الحديث السابق أن الميت يسأل من ياتيهم من أهل الدنيا يتحدث عن أهل الدنيا، ولكن لم يذكر أحد من العلماء أن هذا السؤال هو سبيل للشوق، ولكن ورد ذلك. يسألون من يأتيهم عن أهل هذه الدنيا فيقول صلى الله عليه وسلم: “لديهم بهجة أكثر من واحد منكم في غيابه، لذلك يسألونه ماذا فعل فلان، ماذا فعل فلان، هكذا يقولون: اتصل به، لأنه كان في وسط مصيبة العالم. فقال: أما الهاوية التي أتت عليك فقد ذهب إلى أمه. قالوا:[2]

هل يتذكر الموتى حياته في هذا العالم؟

لا يوجد في النصوص الأصيلة ما يدل على أن الموتى يتذكرون حياتهم في الدنيا، ولكن قيل إنهم يذكرون أهل هذا العالم ويسألون عنهم من يأتيهم من بين الأموات، فسلام وبركاته. يقول صلى الله عليه وسلم: “لديهم بهجة أكثر من واحد منكم عندما يكون غائبًا عنه، لذلك يسألونه ماذا فعل فلان وما فعل فلان. يقولون: ادعوه لأنه كان في عذاب الدنيا. فإن قال: هل جاءك إلى الهاوية؟ ” قالوا:[2] ولكن من المعروف أن هؤلاء هم النفوس السعيدة لا النفوس المعذبة. يقول ابن القيم: (النفوس قسمان: أرواح معذبة، وأرواح مباركة). فالمعذب ينشغل بالعذاب الذي فيه من الزيارة والاجتماع، والأرواح المباركة المرسلة التي لم تسجن، تتلاقى، وتزور بعضها، وتذكر ما كان منها في الدنيا، والله أعلم.

ماذا يفعل الموتى في قبورهم؟

جاء في أحاديث الرسول أنه عندما يوضع الموتى في قبورهم تعود الروح إليهم فيطرحوا أسئلة القبر الشهيرة، ثم يُفتح لهم باب ليروا منهم كرسيهم في الجنة. أو في الجحيم.

هل يسمع الموتى الأحياء؟

ومسألة سماع الميت لكلام الأحياء خلاف بين أهل العلم. على قولين، وتفاصيل ذلك على النحو التالي:

  • القول الأول: ومنهم من ذهب ليثبت أن الموتى سمعوا الأحياء. واستدلوا على ذلك بما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: شيبة بن ربيعة، ألم تجد ما وعد ربك به؟ لقد وجدت ما وعدني ربي بصدق فسمع عمر كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف تسمع وتطيع؟ قال: الذي في يده روحي لا تسمع منهم ما أقوله، لكنهم لا يقدرون على الجواب، ثم يأمرهم فيجيبهم.[6]
  • القول الثاني: وذهب أصحاب هذا القول إلى أن الموتى لا يقدرون على سماع الأحياء، واستدلوا بذلك بقوله تعالى: {إنك لا تجعل الموتى يسمعون ولا الصم لا يسمع الدعاء عندما يستديرون ويستديرون}.
  • يقولون إن سماعهم للنبي – صلى الله عليه وسلم – معجزة، أو سمة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

هنا، تم عمل مقال هل الموتى يختلطون ببعضهم البعض؟ بعد الوقوف على إجابة السؤال، والإشارة إلى بعض الأمور المتعلقة بعالم البرزخ وما يفعله الأموات في قبورهم، يسمع الأحياء الميتة وغير ذلك من الأمور.