تعرف على قصة يوم الارض الفلسطيني .. في سنة 1950، أصدر الانتزاع الإسرائيلي “قانون العودة”، ليتوافد على إثره أعداد عارمة من اليهود بشأن العالم، وتبدأ سلطة الانتزاع في تكثيف زحفها الاستيطاني لبناء مستوطنات على أراضي الفلسطينيين.
تعرف على قصة يوم الارض الفلسطيني
وفي عام 1976، صادر الاحتلال الإسرائيلي، 21 ألف دونم من الأراضي ذات الملكيّة المخصصّة والمشاع، من أجل إيواء اليهود في المكان، وتفريغها من أصحابها العرب. وأطلق الاحتلال على ذلك المشروع “تعديل الجليل”.
كان الفلسطينيون قبل قيام ما تُسمى في دولة اسرائيل، يعتمدون على الزراعة بمعدل ما يناهز 70 في المئة كمصدر للعيش، إلا أن حرب 1948، أدت إلى نزوح إجباري لمئات الآلاف من الفلسطينيين من قراهم ومدنهم.
شملت المصادرة أنحاء عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل، والمثلث، والنقب.
اجتمعت لجنة عُرفت باسم “الحراسة عن الأراضي”، انبثقت عن لجان محلية في نطاق مؤتمر عام أجري في مدينة الناصرة في 18 تشرين الأول 1975، لمناقشة آخر التطورات، وسبل التصدي لعملية المصادرة، واتفقوا على إعلان إضراب عام وشامل لمدة يوم واحد في 30 مارس عام 1976.
سارع الاحتلال وأعلن في 29 آذار 1976، حظر التجول على قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وطمرة، وكابول، من الساعة الخامسة مساءً.
وأفصح أن جميع المظاهرات “غير مشروعة”، مهددًا بتدشين النار على ما أَطلق عليهم “المحرضين”، تجربة منه في إفشال الإضراب ومنع تطبيق المسيرات، بل دون فائدة.
جاء اليوم المُحدد ونجح الفلسطينيون في تنفيذ خطتهم، تحدوا المنع وخرجوا للتظاهر في مسيرات ضخمة، فداهمت قوات الاحتلال القرى الفلسطينية وهي تطلق النار في الرياح، واعتدت على المحتجين علنيا في الشوارع، وحطمت النوافذ والأبواب والمتاجر العامة.
كما دخلت مجموعات جنود مؤيدة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات، والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالها، معركة شهداء، وجرحى بين صفوف المدنيين العزل، فكانت رصيد الصدامات استشهاد 6 أفراد، 4 من بينهم تم قتلهم برصاص القوات المسلحة، واثنان برصاص الشرطة، فضلا على ذلك 49 مصابًا ونحو ثلاثمائة معتقل.
شهداء يوم الأرض الستة هم؛ خير أحمد ياسين، 23 عامًا، وخديجة قاسم شواهنة، 23 عامًا، ورجا حسين أبو ريا، 23 عامًا، وخضر عيد محمود خلايلة، 30 عامًا، ومحدث حسن سيد طه، 15 عامًا، رأفت علي زهدي، 21 عامًا.
وعلى الرغم مطالبة فلسطينيي 48، الانتزاع بإقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش، والشرطة بقتل مواطنين عُزَّل، بل مطالبهم قوبلت بالرفض التام، بدعوى أن جيش الاحتلال “واجه قوى معادية”.
ومنذ العام 1976 أصبح يوم الأرض يومًا وطنيًا في حياة الشعب الفلسطيني، سواء ضِمن أراضي 1948، أو في الضفة الغربية، أو حتى مدينة غزة، للتأكيد على حقهم في الرجوع إلى أراضيهم التي سُلبت منهم، وأيضًا التأكيد على تشبثهم بهويتهم.
ذكرى ذاك اليوم، يحيها الفلسطينيون بطرق متنوعة، سواء بالذهاب للخارج في مظاهرات مطالبة بحق العودة، أو بالقيام بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفها الانتزاع الإسرائيلي، بالإضافة إلى إحياء نشاطات مختلفة مثل تدشين معارض تشتمل سلع تراثية فلسطينية وأشغال يدوية وتحضير حملات مؤازرة واستذكار على مواقع التواصل الاجتماعي وإقامة المهرجانات المتغايرة في مختلف أماكن تواجدهم.
استناداً للجهاز الفلسطيني للإحصاء فإن إسرائيل باتت تسيطر اليوم على أكثر من 85 بالمئة من منطقة فلسطين التاريخية، البالغة 27 ألف كم مربع، وبلغ عدد المواقع الاستيطانية مع آخر السنة 2017 وصل 435.
فيما تم طرد 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من منبع 1.4 مليون كانوا يقيمون فيها عام 1948، ليظل يوم الأرض موجودًا في أدمغة مَن هجرهم الاحتلال.