وقد تعددت الروايات في أسباب نزول سورة التحريم. وروى البخاري عن والدة المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب العسل في زينب. بنت جحش، وبقي عند ذلك، اتفقنا أنا وحفصة على أن نقول: من منا يدخلها، فقل له أكلت المغفر، أجد منك رائحة المغافر. قال: لا، لكني كنت أشرب العسل عند زينب بنت جحش، فلا أعود إليه، وقد أقسمت فلا تخبر أحداً بذلك. نزلت آيات الله تعالى:
أيها النبي لماذا لا تحرم ما أحل الله لك إرضاء زوجاتك والله غفور رحيم؟ أنبأ بهذا، قال: أعلمني العليم العليم
فإن تاب إلى الله ثبات قلوبكم، وإذا احتجتم عليه فالله سيده، وجبرائيل بار المؤمنين، والملائكة بعد ذلك داعم. ولعل ربه إن طلقك يحل محله زوجات أفضل منك. الملائكة القاسية والقاسية لا تعصوا الله في ما أمرهم به، وافعلوا ما أمروا به.
يا أيها الكافر، لا تعتذر اليوم، لكنك ستُكافأ على ما كنت تفعله. أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله بالتوبة الصادقة، لعل ربك يكفر عن ذنوبك ويدخلك في جنات تجري من تحتها الأنهار في يوم لا يعي الله فيه عار النبي ومن يؤمن معه يجتهد نورهم في حياتهم. الأيدي وفي حقهم يقولون ربنا قد أكمل لنا. أنرنا واغفر لنا إنك على كل شيء يا رسول الله، جاهد الكفار والمنافقين، واشتد عليهم، ودارهم جهنم.
وضرب الله مثالاً لمن كفروا، زوجة نوح وزوجة لوط، اللذين كانا تحت حكم اثنين من خدامنا الصالحين، لكنهما خانوهما، ولم ينفعوا بهما شيئًا ضد الله. الظالمين ومريم بنت عمران حافظت على عفتها فنفخنا فيها من روحنا فصدقت كلام ربها وكتبه وكانت من المطيعين.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على جميع نسائه حتى يسلم عليهن بعد صلاة الفجر، وكان الرسول يجلس في بيت حفصة حتى يشرب مما هو متاح لها. من عسل شهي، ولكن السيدة عائشة كانت تغار مما كان يحدث، فوقفت على الفور وجمعت بقية زوجات الرسول محمد، لتخبر النبي أن له رائحة غريبة، وأنه لا يستحب. بالنسبة لهم. وبالفعل فكلما دخل الرسول في إحدى زوجاته كانت تفعل كما قالت عائشة مما دفعه إلى النهي عن شرب العسل على نفسه.
فالله سبحانه أنزل هذه الآيات الكريمة التي تدين الرسول الكريم، ونهى عن نفسه، ما أحله الله له، لما اتفقوا عليه، ونساء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. عليه اجتمعوا عنه بسبب غيرتهم من بعضهم البعض، وتعود النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم عليه بشرط أن يشرب العسل كل يوم مع السيدة زينب، رضي الله عنها ورضاها.