وكان بنو إسرائيل ينكرون الرسل، إذ جاءهم ألف رسول وأنبياء من أنبياء الله تعالى العظيم. ومنهم من رواه الله على محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم من لم يخبر. وكثرة إرسال الله تعالى رسلاً إلى بني إسرائيل ليس دليلاً على أنهم أناس طيبون.
ولكنه دليل على شدة كفرهم وإنكار الأنبياء وخطورة أمراضهم، إلا أنهم لم يهتدوا فقتلوا وكذبوا الرسل، ومن الروايات القرآنية التي ذكرها ربنا تعالى عنهم. إنكار بني إسرائيل هي قصة أهل القرية التي ورد ذكرها في سورة ياسين.
قال الرب عز وجل في سورة ياسين، وأعطهم مثال أهل القرية لما جاءها الرسل، فأرسلنا إليهم اثنين، لكنهم أنكروا، فشدناها بثالث، فقالوا: نحن رُسُل لك، وعلينا فقط أن نتواصل بوضوح.
حدثت هذه القصة في إحدى القرى، وأمر الله تعالى نبينا صلى الله عليه وسلم بضرب الكفار في تلك القرية وما حدث فيها. معرفة موقعها مهم لأن الله تعالى أخبرنا بذلك.
ولكن الله تعالى أخبرنا أنه أرسل إليهما رسولين في نفس الوقت، وهذا لا يستغرب بني إسرائيل، ولما لم يؤمن أهل القرية أرسل لهم الرب تعالى رسولًا ثالثًا يدعوهم إلى. نؤمن بالله تعالى.
وكغيرهم من الظالمين أنكروا الرسل الثلاثة ثم استهزأوا بهم واحتقروهم ثم هددوهم. هذه هي طبيعة كل أعداء الرسل، وبني إسرائيل على وجه الخصوص.
في البداية كذبوا عليهم وقالوا له إنك لست سوى بشر مثلنا وأن الله تعالى لم يرسل شيئًا، لكن الله تعالى كان يرسل البشر ليرشد الناس، فكل الأنبياء بشر، والأنبياء جربوا معهم. وأخبرتهم أن عليهم التواصل فقط، فكان ردهم أنهم قالوا لهم: كنا متشائمين بشأنك. لقد أصابهم شر، واتهموا الأنبياء بأنهم السبب في ذلك، وكانوا يستهزئون بهم، ومع أن الرسل حذرهم من أن ما سيحدث لهم هو سوء أفعالهم، إلا أنهم لم يؤمنوا واستمروا في العناد. والكفر.
ثم في المرحلة الثالثة بدأوا يرشدونهم وقالوا لهم إن لم تكمل ما تقول سنرجمك والرجم من أقسى أنواع القتل.
ويذكر لنا الرب عز وجل في كتابه العزيز أن رجلاً من أهل القرية آمن بالرسل وصدقهم وحاول مساعدتهم ودعوة الناس لتصديقهم، وهذا الرجل اسمه حبيب النجار، عُرف في التاريخ الإسلامي بأنه مؤمن آل ياسين، لأن الله تعالى ذكره في سورة ياسين في قوله تعالى:
“ومن أبعد جزء من المدينة جاء رجل يركض. قال: يا شعبي، اتبع الرسل، اتبع من لا يطلب منك أجرًا، وهم يهتدون، وأنا لا أعبد الذي خلقني والذي ستردون إليه. هل آخذ آلهة معه؟ إذا شاء الرحمن على الأذى، فلن تنفع شفاعتهم شيئًا ولن يخلصوا، فأنا مخطئ. لقد آمنت بربك فاسمع. قيل: ادخلوا الجنة. قال: أتمنى أن يعرف شعبي ما غفر لي ربي وجعلني من الشرفاء. صدق الله تعالى.
آمن حبيب النجار بالله تعالى وصدق الرسل، ويقال إنه رجل مريض بالجذام، وكان بيته آخر القرية، ورغم مرض حبيب النجار إلا أنه لم يفعل. اسمعوا ما حدث للأنبياء. إن المال أو الموقف الذي اتخذه يذكرهم بالله تعالى وأنه هو الضار والنافع وأن الأصنام التي يعبدونها لا تملك لهم أي ضرر أو منفعة.
قال تعالى: “وَجَاءَ رَجُلٌ يَرْكُضُ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ. قال: يا شعبي، اتبع الرسل، اتبع من لا يطلب منك أجرًا، وهم يهتدون.
لكن لم يكن أحد من كفار القرية سوى أنهم ألقوا به أرضًا وبدؤوا يدوسون عليه بأقدامهم حتى خرجت أمعاؤه.
واستمروا في ضربه حتى مات الرجل ودخلت روحه الجنة، فقد أخبرنا أن الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم. فلما دخل الجنة وجد ما فيها من نعيم وأنهار ذكر قومه الذين قتلوه وتمنى لهم أن يروا النعيم الذي يراه حتى يؤمنوا بالله تعالى. يعرف الناس.
وبعد أن قتل أهل القرية هذا الصالح وكذبوا الأنبياء أمر الله تعالى جبرائيل عليه السلام بالصراخ عليهم صرخة واحدة، وما أعظم هذه الصرخة. أرسل الله عليهم جيشاً من الملائكة، هم أقل من ذلك، فقد هلكوا جميعاً بصرخة واحدة من جبرائيل عليه السلام.
ثم لما أوصاك ربنا عز وجل جلالا عظيما قال عنهم: حسرة للخدام. لقد سخروا من كل الرسل، مع أنهم رأوا ما حل بالناس من قبل، ولو كانوا قد آمنوا لكانوا سعداء في الدنيا والآخرة.
يقول تعالى: {وما أنزلنا على قومه من بعده جنودًا من السماء، ولم ننزل إلا صرخة واحدة فكانوا كامنين. وبالفعل، نحن جميعًا مستعدون “.
وقد ورد في بعض كتب الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصديقان ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين. قال: يا شعبي! اتبعوا الرسل وحزقيال مؤمن آل فرعون. من رواية ابن عساكر وابن نعيم، وفيه عمرو بن جميل، فهو من المتهمين بالافتراء، ولذلك لا يراعى هذا الحديث.