وهو من الدعاة الإسلاميين القلائل الذين يتواجدون على الشاشات بشكل دائم ودائم، وله أسلوبه الخاص في الاتصال وإصدار الفتاوى، أو في الرد على المتصلين لسؤالهم عما يخفى عليهم، سواء اختلفنا معه في حديثه. الطريقة والأداء على الشاشة أو نتفق معه، يبقى الرجل من الدعاة الذين لديهم جمهور كبير، والذين ينتظرون رأيه في مختلف القضايا الدينية ويحبون الاستماع إليه وتعليقاته المميزة.
هو الدكتور مبروك عطية، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، والداعي الشهير، وقد يكون صاحب الجماهيرية الأولى بين دعاة الفضائيات، بعيدًا عن من هم في المناصب الرسمية، وذلك بسبب طريقته الخاصة جدًا في التعامل مع قضايا الحياة المتعلقة بالدين، سواء في البرامج التي يزورها، أو البرامج التي يقدمها، أو مقاطع الفيديو التي يسجلها على وسائل التواصل الاجتماعي.
والأخير هو المحصلة النهائية، لأن الفيديوهات التي يسجلها من منزله أو مكتبه كثيرة جدًا ولا تقتصر على القضايا الدينية مثل الفتاوى أو التفسيرات أو المكالمات، بل يتعامل خلالها مع قضايا الحياة اليومية، من خلال التعليق والتعبير. آراء عنها ومنها ما يحتاج إلى تدخل رأي الدين في إظهارها إذا كان جائزًا أو ممنوعًا، ومنها ما لا يتطلب فتوى، ورأي رجل الدين مجرد رأي شخصي.
• التحقيقات الأولية تكشف سبب ذبح فتاة أمام بوابة جامعة المنصورة على يد زميلها أمام أعين المارة.
• “بالفيديو” مقتل فتاة جامعية على يد زميلها بجامعة المنصورة وأقوال الطالبة المتهم
الشيخ مبروك عطية مثلا تدخل في الرأي والنقد عندما رد على تصريحات الفنانة نجلاء فتحي ضد الفنان عادل إمام، ولا أعتقد أن القضية بحاجة إلى تدخل رجل دين لوصف ما نجلاء فتحي. يقال بالجواز والنهي ؛ لأن الأمر بعيد عن الخلاف الديني، بل هو أبعد مما في اختصاص الدكتور مبروك عطية، وقد يكون عكس ذلك.
الشيخ مبروك عطية يعلق على حادثة الاوسكار للصحافة
واليوم هناك حملة كبيرة ضد الرجل لأنه تحدث عن حادثة مذبحة فتاة المنصورة، ونصح الفتيات بالخروج محجبات لحماية أنفسهن من الذبح، مما دفع معارضي الفكرة لانتقاده بشدة.، واعتبار ما قاله تهديدًا للذبح غير المحجبة، ورغم اختلافنا مع من يزعم أن لباس الفتاة لا علاقة له بظاهرة الاغتصاب أو القتل أو لا، إلا أن خطيب بحجمه. لمبروك عطية كل كلمة تعول عليه وعليه أن يحسبها أولا لأنه يتكلم داعية إسلامي.
وسائل التواصل الاجتماعي بحر واسع وعميق، وكثرة إنتاج الفيديوهات والآراء ومتابعة الأحداث اليومية، بالطريقة التي يتعامل بها الشيخ، لن تسمح له بدراسة الأحداث بعناية، ليقوم بدوره الديني. فيها بما يحفظ هيبة الواعظ وكرامته، دون أن يجره إلى معارك جانبية بعيداً عن رأي الدين. واحترامه.
تفاصيل صادمة في حادثة فتاة المنصورة اليوم، وتعليق حزين من الفنانة ريهام حجاج
أستطيع أن أقدم النصيحة للشيخ مبروك الإعلامي وليس للخطيب أن يكتفي بنافذة واحدة يطل منها على جمهوره الواسع يبدي رأيه في القضايا التي يختص بها بعيداً عن خنقه. التواصل الاجتماعي، وركوب الموجة، لأننا بحاجة إليه كواعظ مثقف يفهم وجريء، ولا نريد الجزء الإعلامي. إنه يزعج الفقيه، فأنا لا أدعو إلى فصل رأي الدين عن قضايا الحياة اليومية، لكني أدعوه للتدخل فيما له دور فقط.