إنّ فَقرات بحث عن صلاة الجمعة مع المراجع هي ما سَنقوم على طَرحه ليكون جاهزًا وموثّقًا بين أيدي القرّاء والمُستمعين، نزولًا مع أهميّة تلك المُناسبة الإسلاميّة التي تتجدّد مع كلّ أسبوع، والتي جاءت في عدد مُهم من الآيات في كتاب الله، وفي عدد آخر من الأحاديث النبويّة، وعبر موقع محمود حسونة نُسلّط الضّوء على بحث كامل عن صلاة الجمعة والذي يشمل على كافّة المعلومات عن صلاة الجمعة لعام 2022.
مقدمة بحث عن صلاة الجمعة مع المراجع
بسم الله الرّحمن الرّحيم والصّلاة والسّلام على سيّد الخلق محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، فقد أكرمَ الله عِباده المُسلمين بعدد من نَوافذ الخير التي يَصلون بها إليه، ويرتقون معها في درجاتهم الإيمانيّة، فهي مَواسم الخير التي يزداد بها المُسلم من الطّاعات، وتختلف تلك المَواسم ما بين مَواسم شهريّة وسنويّة وأسبوعيّة، وقد كانت صلاة الجمعة إحدى أبرز تلك المَواسم المُتجدّدة، واستنادًا على أهميّتها فقد قُمنا على تناولها عبر سُطور وفقرات البحث الشّامل، الذي نسرد فيه أبرز شروط وحكم وفضائل هذه الصَّلاة المُباركة، وطريقة أدائها بالشّكل المِثالي الذي يضمن قبولها بإذن الله تعالى، بالإضافة إلى توقيت صلاة الجُمعة وفق ما نصّت عليه السُنن النبويّة، سائلين المولى الأجر والتَّوفيق فيما نقول، وأن يكون ما قدّمنا منارةً يهتدي بنورها من يشاء، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بحث عن صلاة الجمعة مع المراجع
يهتم المُسلم بجميع المَعلومات التي تتناول مناسبة يوم الجمعة، لأنها من المُناسبات المُتجدّدة التي تحمل مع طيّاتها الكثير من الخير والبركة لكلِّ مُسلم، وفي ذلك نطرح لكم جملة الفَقرات الآتية:
تعريف صلاة الجمعة
يُمكن تعريف صلاة الجُمعة على أنّها الصّلاة التي يتم أداؤها بعد دخول وقت صلاة الظّهر في منتصف النّهار من يوم الجمعة تحديدًا بعد زوال الشّمس، وهي واحدة من الصّلوات الإسلاميَّة المَفروضة، ويحرص المُسلم على أدائها لما فيها من الطّاعة، حيث يتقدّم تلك الصّلاة خطبتين، وتبدأ مناسك الصّلاة مع الخطبة الأولى، ثمّ يجلس الإمام بعدها لمدّة قصيرة، وهي الفاصل ما بين الخُطبتين، ليبدأ بعدها بالخُطبة الثانية، ويتم أداء الصّلاة بعد ذلك بطريقة جهريّة في المَسجد، وتتكوّن من ركعتين اثنتين، وقد اتّفق العلماء وأئمة المُسلمين على كونها فَرض عَيْن على كلّ مُسلم من الذّكور الأحرار البالغين في حال لم يكن هنالك أي عذر، وقد اختلف العلماء في كونها مَشروطة بعَدد مُعيّن لا تصحّ دون اكتماله، إلَّا أنَّها فرض عين لا يجب التّهاون به، ويجب اغتنامه بالخير والدّعاء الصّالح.
فضائل يوم الجمعة
إنّ يوم الجمعة هو أحد الأيّام المُباركة بفضل الله، والتي تَنضوي على عدد مُهم من الفَضائل التي يتوجّب على المُسلم أن يُحسن اغتنامها، وقد نوّهت كثير من الأحاديث على تلك الفَضائل بالآتي:
- إنّ يوم الجمعة من خيرة أيّام الأسبوع، وخيرة أيّام الدّنيا، فقد جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- عن النبيّ المُصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ.
- هو أحد الأيّام التي ضلّ عنها كثير من الأقوام الماضيّة، فيجب على المُسلم أن يحرص بها على الخير، استنادًا على الحديث الذي جاءَ عن أبي هُرَيرةَ، وحُذَيفةَ -رَضِيَ اللهُ عنهما-، قالا: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: “أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ”.
- هو اليوم الذي يتم فيه أداء صلاة الجمعة المُباركة التي أكّدت آيات الله على أهميّتها، فقال تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”
- صلاة الفجر في يوم الجمعة هي خير صلاة يُمكن للمُسلم أن يُصلّيها في أسبوعه كاملًا، وقد جاء ذلك في حديث رواه ابن عمر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة”
حكم صلاة الجمعة
إنّ الحكم الشرعي في صلاة الجُمعة أنّها فرض عين على كلّ مُسلم مُكلّف وقادر على أدائها من الذّكور الأحرار، وأمّا في حال لم يقم المُسلم على أدائها فلا تَسقط عنه صلاة الظّهر، فيجب عليه أن يُصلّي الظّهر بأربع ركعات، ويتم الاستناد على الحُكم الشرعي لصلاة الجمعة من كتاب الله عزّ وجل والسّنة النبويَّة، فقد قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع” كذلك وانطلاقًا على هذا الحكم الشّرعي، تُعتبر إحدى الصّلوات الواجبة التي شدّد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم – في التأكيد على أهميّتها في جميع أحاديث فُروض الصّلاة الواجبة.
شروط صحة صلاة الجمعة
إنّ صلاة الجُمعة هي إحدى الطّاعات التي يتوجّب معها الالتزام بجملة الشّروط الخاصّة بها لتَكون بالشّكل الذي يضمن قُبولها من العَبد المُسلم بإذن الله، وجاءت أهم شروط صحّة صلاة الجُمعة بالآتي:
- الحضور في الوقت المُحدّد لصلاة الجُمعة: وهو الوقت ذاته في صلاة الظّهر، ولا يجوز أن يتم أداء صلاة الجُمعة قبل حُلول الوقت المُحدّد بها، بينما ذهب الحنفية والمالكيّة والشّافعية في رأيهم لموعد الصّلاة على أنّه يجب أن يكون بعد الزوال، وتمّ الاستناد في ذلك على الحديث الذي جاء به أنس بن مالك -رضي الله عنه: “مَتَى كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُصَلِّي الجُمُعَةَ؟ قالَ: كانَ يُصَلِّي، ثُمَّ نَذْهَبُ إلى جِمَالِنَا فَنُرِيحُهَا. زَادَ عبدُ اللهِ في حَديثِهِ: حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، يَعْنِي النَّوَاضِحَ. وقد تمّ التّأكيد على ذلك بالاستناد على المُواظبة التي كان عليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والخلفاء الرّاشدين ومن تبعهم، فقاموا بأداء صلاة الجمعة بعد زوال الشمس، وهو موعد صلاة الظهر.
- وقت صلاة الجمعة عند الحنابلة: ذهب جمهور الحنابلة إلى أنَّ موعد أداء صلاة الجمعة يكون قبل الزوال، ولكن أداءها بعد الزوال يكون أفضل للخروج من الخلاف، وقد استدلوا في توقيت الصَّلاة على الحَديث الذي رَواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عندما سُئل: (مَتَى كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يُصَلِّي الجُمُعَةَ؟ قالَ: كانَ يُصَلِّي، ثُمَّ نَذْهَبُ إلى جِمَالِنَا فَنُرِيحُهَا”.
- تحقيق شرط وجود العدد المعتبر الذي تنعقد به صلاة الجمعة: وهي من الأمور التي اتفقت عليها آراء العُلماء من فقهاء وأئمّة المُسلمين، وقد تباينت تلك الآراء في العدد المُحدّد لتمام صحّة صلاة الجمعة، وجاءت وفق الآتي:
- العدد عند الحنفية: وهم من أصحاب الرأي بأنَّ وجود ثلاثة أشخاص على الأقل باستثناء الإمام هو العدد الكافي حتّى يتم أداء صلاة الجُمعة، حتّى لو كان هؤلاء الثلاثة على سفر أو على مَرض، أو أي من الحَّالات، وتمّ الاستناد على ذلك الرأي في أنّ كلمة جمعة هي كلمة مشتقّة من الجماعة، والجماعة تبدأ من ثلاثة وما فوق.
- العدد عند المالكية: وقد كان الرأي في ذلك أنّ صلاة الجمعة بحاجة لوجود (12) شخص على الأقل من غير الإمام حتّى يتم أداء صلاة الجمعة، ويجب أن يبقى الرّجال مع الإمام منذ الخطبة الأولى حتّى يصلّي الجمعة ويُنهي الصّلاة، وأن يكونوا من ذات البَلد التي تُقام بها الصّلاة.
- العدد عن الشافعية والحنابلة: وهم من أصحاب الرأي الذي يستوجب وجود (40) شخص على الأقل باستثناء الإمام حتّى يتم أداء صلاة الجمعة، وقد تمّ الاستناد في ذلك على أنّ الأنبياء قد بُعثوا في هذا العُمر، لأَنّ الأربعين هو الكَمال، ولأن الجمعة الأولى التي صُلِّيَت في المدينة المنورة اجتمع لها أربعون رجلاً، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).
- تحقيق شرط الاستيطان: وهي من الشّروط الاستثنائيّة مع صلاة الجُمعة، فلا يصح أداؤها من أهل البادية الذين يتّبعون مَواطن الرّعي دون استقرار في مكان مُحدّد، ولا يصح أداؤها للمُسافرين إلّا إذا صلّوا مع أهل البلد.
كيفية صلاة الجمعة
إنّ طريقة أداء المُسلم لصلاة الجُمعة يجب أن تَكون وفق مَعايير السنّة النبويّة لتكون مَقبولة بإذن الله تعالى، وفي ذلك نطرح تبياناً شاملاً لصلاة الجمعة، وفق الآتي:
- الحضور إلى المسجد في يوم الجمعة في موعد مُبكّر من صلاة الظّهر.
- الاستماع إلى الخُطبتين في صلاة الجُمعة، والتي تكون بعد اعتلاء الإمام للمنبر في هذا اليوم المُبارك.
- أداء ركعتي صلاة الجمعة جماعةً مع الإمام، بطريقة الجَهر، وعندها تُعدّ الصّلاة على أنّها تامة غير مقصورة بإذن الله، وفق ما جاء به الحديث الآتي، عن سيّدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: “صلاةُ الجمعةِ رَكْعتانِ، والفطرُ رَكْعتانِ، والنَّحرُ رَكْعتانِ، والسَّفَرُ رَكْعتانِ، تمامٌ غيرُ قصرٍ علَى لسانِ النَّبيِّ”
سنن يوم الجمعة
تتعدّد السُنن التي يتوجّب على المُسلم أن يقوم على تحرّيها في يوم الجُمعة، كنايةً عن حَجم وحُضور هذا اليوم الاستثنائي من كلِّ أسبوع، وفي ذلك نسرد لكم السُنن الآتية:
- أن يقوم المُسلم بالاغتسال والتطيّّب وارتداء أفضل الثّياب: وهي من السُنن التي نوّه عليها سيّدنا المُصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- في الحَديث الذي جاء فيه: “لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى”.
- الذّهاب إلى المسجد في وقت مُبكر من صلاة الجمعة: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ”.
- أن يقوم المُسلم على قراءة سورة الكهف في هذا اليوم: وهي من الأمور التي يزداد المُسلم معها من الخير، فكلمات سورة الكهف هي النّور الذي يُضيء للمُسلم ما بين الجُمعتين، فتبقى تلك الآيات نورًا وأمانًا للمُسلم من الجُمعة إلى الجمعة التالية.
- الإكثار من الصلاة على رسول الله والدعاء في يوم الجمعة: فقد جاء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: “أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهو يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ شيئًا، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ. زَادَ قُتَيْبَةُ في رِوَايَتِهِ: وَأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا”. وأيضًا هو أحد الأيّام المُباركة التي تعود بفضل كبير على المُسلمين، للحديث الآتي: “من أفضلِ أيَّامِكم يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخةُ، وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فيه، فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ. قالوا: يا رسولَ اللهِ! وكيف تُعرضُ صلاتُنا عليك وقد أَرِمتَ – يعني بَلِيتَ – قال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حرَّم على الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ”.
- قراءة سورتي الفجر والإنسان مع فجر يوم الجمعة: وهي أيضًا من السُنن المُستحبَّة في الجُمعة، ويتم الاستناد في ذلك على الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ، يَومَ الجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهلْ أَتَى علَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ، وَأنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ”.
خاتمة بحث عن صلاة الجمعة
مع فقرة سنن يوم الجمعة نصل بالقارئ العزيز إلى خِتام البحث الذي تناولنا فيه صلاة الجمعة بعدد واسع من الفَقرات المُهمّة التي لخّصنا عبرها فَضل وقيمة تلك الصّلاة المُباركة الذي منَّ الله بها على عِباده المُسلمين، فكانت الهويّة المميّزة التي يحرصون على أدائها وفق ما جاءت به آيات القرآن الكريم وأحاديث المُصطفى -عليه الصّلاة والسّلام- ليكون هذا البحث نقطة انطلاق يستفيد منها جميع الإخوة المُسلمين، والشّعلة التي نَنَطلق بها للاهتمام بتلك الشّعيرة المُباركة من الله تعالى، فالحمد لله على تَمام التّوفيق، نسأل الله أن يجعلنا من الذين يُنتفع بعِلمهم.
بحث مختصر عن صلاة الجمعة
يتم تناول صلاة الجمعة بفقرات مُختصرة انطلاقًا من أهميَّة تلك الشّعيرة الإسلاميّة العظيمة، التي جاءت بشكل واضح في آيات القرآن الكريم وسنن الحبيب المُصطفى، وفي ذلك نطرح البحث الآتي:
- مقدمة البحث: بسم الله نبدأ الحديث حولَ واحدة من الشّعائر الإسلاميّة المميّزة التي اختصّ الله بها عباده المُسلمين دونًا عن غيرهم، أمّا بعد: إنّ يوم الجُمعة هو فرحة المُسلم وهو المناسبة التي ميّز الله ساعاتها عن بقيّة الأيّام، ففيها خُلق آدم -عليه السّلام- وفيها قُبض، وهي من المُناسبات التي شدّد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أهميّتها وأهميّة اغتنام الخير عنها بعَدد وَاسع من السُنن، فكونوا مَعنا.
- عرض البحث: إنّ من نِعم الله تعالى على المُسلم أن جعلَ له نوافذ كثيرة يُطلُّ منها على رحمة الله، ويصل بها إلى الله، فتَرتفع بها درجاته الإيمانيّة، وترتقي معها أخلاقه الدينيّة، وقد ميّز الله يوم الجمعة عن بقيّة الأيّام الأُخرى، فهو اليوم الذي يحتوي على صَلاة خاصّة لا تَتَشابه مع أي صلاة أخرى، حيث يتم أداؤها بعد دخول وقت صلاة الظّهر في منتصف النّهار من يوم الجمعة بعد زوال الشّمس على وجه التّحديد، فتنوب عن صلاة الظّهر لمن حضرها، وهي فرض عين على كلّ مُسلم ذكر بالغ راشد، حيث تتكوّن من ركعتين تكون بعد الاستماع إلى خطبتين من خُطب الجمعة، بعد أن يفصل الإمام بينهما باستراحة قصيرة، وتحمل مع نفحاتها الكثير من الفضائل، فهي خيرة أيّام الأسبوع،وفيها السّاعة التي لا يُردُّ بها دعاء، فيجب على المُسلم أن يكون شديد الحِرص على اغتنام خيراتها، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بحث عن خطبة صلاة الجمعة
تُعتبر خطبة صلاة الجمعة إحدى السّمات الأساسيّة التي يتميّز بها هذا اليوم المُبارك من الله تعالى، وفي ذلك نتناول خطبة الجمعة بفَقرات بحث كامل، وفق التَّرتيب الآتي:
الحكم الشرعي في خطبة صلاة الجمعة
إنّ الحكم الشّرعي في صلاة الجمعة هو أنّها شرط أساسي لتمام صلاة الجمعة، وهي من الأساسيات التي يتم الاستناد عليها في أداء صلاة الجمعة بالشَّكل الصَّحيح، بالاستناد على حَديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي قال فيه: “صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي” حيث تنقسم تلك الخُطبة إلى خطبتين يتم الفَصل بينهما باستراحة قصيرة، ويرى الحنفيّة بإنّه يمكن أن يتم انعقادها بِخُطبةٍ واحدة، وأنَّ الخُطبة الثانية سُنّة وليست فرض لتَمام تلك الشّعيرة.
شروط خطبة يوم الجمعة
نوَّه السّادة الفُقهاء من عُلماء الدّين الإسلامي وأئمة المَذاهب الأربعة على عدد من الشّروط الخاصّة بتَمام صحّة صلاة الجُمعة، وجَاءت وفق الآتي:
- شرط النيّة: وهي أحد الشّروط الأساسيّة، ويُقصد بها نيّة الخَطيب، وقد راح جُمهور الشّافعية والحَنابلة إلى اعتبار النيّة شرطًا أساسيًَا لتَمامها، ومنهم من قال بأنّها ليست شرطاً.
- شرط الوقت المُناسب للخطبة: وهو أحد الشّروط التي أجمع عليها أئمة المذاهب الإسلاميّة، إلّا أنّ الخلاف كان على التّوقيت الخاص بصلاة الجمعة، فقد رأى الحنابلة أنّ وقتها يكون مع ارتفاع الشّمس قيد رُمح، بينما رأى جمهور الشّافعيّة أنّ وقتها يكون بعد زوال الشّمس.
- أن تكون قبل صلاة الجمعة: وهو أحد الشّروط التي أجمع عليها الأئمة الأربعة، فلو كانت الخطبة بعد الصّلاة فهي غير صحيحة، ويجب إعادتها.
- تحقيق شرط العدد الخاص بأداء الخطبة: حيث يُعتبر العدد شرطًا أساسيًا لتمام الخُطبة، وقُدّر بثلاثة أشخاص عند جمهور الحنفيّة وبعض الحنابلة وابن تيمية، وأمّا عند جمهور الشّافعيّة فهي خطبة لا تنعقد بعدد يقل عن أربعين شخصاً، وأمّا عند جمهور المالكيّة فهي لا تنعقد إلّا بعدد لا يقل عن اثني عشر رجلاً.
- شرط أن تكون بطريقة الجَهر: وهي من الشّروط الأساسيّة، فيجب أن تكون الخُطبة مسموعة لجميع الأشخاص المَعقودة بهم، وهو قول مُختلف عليه، فقد قال جمهور المالكيّة والشافعيّة والحنابلة بأنَّ شرط جهر الخطيب واجب، بينما يرى الحنفيّة وبعض الشّافعيّة بأنَّ شرط الجَهر غير واجب، ولو خطب الإمام سرًا أجزأه.
- شرط أن تكون باللغة العربيّة: وهو مَحط اتّفاق لجميع الفُقهاء، فيجب أن تكون الخُطبة الأولى باللغة العربيّة، إلَّا في حال كان المُستمعون إلى الخطبة لا يتحدّثون العربيّة، فيقوم الإمام بإلقاء الخُطبة بلغتهم الخاصّة، وذهب بعض المالكيّة إلى اشتراط أن تكون باللّغة العربيّة للإمام الذي يستطيع على ذلك، ولو كان السامعون لا يعرفون العربيّة.
- شرط قراءة آيات من القرآن: وهو أحد الشّروط المُهمّة التي جاءت واضحة عند جمهور الحَنابلة وبعض الشّافعيّة.
بحث عن صلاة الجمعة pdf
نزولًا مع أهميّة تلك الصّلاة في حياة المُسلم، نحرص على أن تكون بالشّكل المِثالي الذي نوّه عليه سيّدنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كثير من الأحاديث النبويّة التي قُمنا على سَردها ضمن فَقرات البحث الشّامل الذي تناولنا فيه صلاة الجمعة، ويُمكن تحميل البحث كاملًا بصيغة ملف pdf “
بحث عن صلاة الجمعة doc
يحرص المُسلم على صلاة الجُمعة لما فيها من الخير والبَركة، وهي إحدى الصّلوات التي ميّزها الله بكثير من الفضائل، فتعود على المُسلم بكثير من الخير والتَّيسير، وترتقي معها درجة المُسلم الإيمانيّة، وهو ما نوّهنا عليه عبر فَقرات البحث الشّامل،