اللغه العربيه والتواصل الحضاري … تجسد اللغة العربية من أهم اللغات بخصوص العالم ولذا للكم الهائل الذي تحتويه في معاجمها من كلمات ومفردات وألفاظ، بالإضافة إلى هبوط كتاب الله الخاتم بها، وتُعدُّ قنطرةًا حقيقيًا للتواصل المتحضر واللغوي بين الشعوب، وفي ذاك الموضوع سنبيّن لكم اللغة العربية والتواصل المتحضر.
اللغه العربيه والتواصل الحضاري
إنَّ الاحتكاك بين الشعوب ولغاتها سواءٌ بأسلوب مباشر أو ملتوي أدى إلى انتقال مفردات ومفردات من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، مثل: الإيطالية والإسبانية واليونانية والفارسية والتركية والفرنسية والإنجليزية والكشميرية والأردية والبشتونية والكردية والطاجيكية والبنغالية، وحتى لغة ملايو البهاسا والمالطية، ولغة المالديف الديفيهي، ولا زالت تستعمل الأبجديَّة العربيَّة للكتابة في القلة من تلك اللغات، مثل: الفارسيَّة والطاجيكيَّة والكشميرية والبهاسا والكردية، ويبلغ عدد الألفاظ العربية المستخدمة في اللغة الملايوية 3303 كلمة، وذلك حسب مناشئ مؤكدة في دول ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وبروناي وجنوب تايلند
بحث عن اللغه العربيه والتواصل الحضاري
تداخلت اللغة العربية عبر التاريخ مع الكثير من اللغات الأخرى، وذلك حال لغات العالم تاريخيًا، وحين احتكت اللغة العربية واتصلت بالأمم المتاخمة خلال المعاملات التجارية والثقافية وأثناء الخروب، أدى هذا إلى التأثر والتأثير بالخضارات الأخرى المتاخمة، وهذا حسب قانون التجاور والتواصل الحضاري، الأمر الذي أدى بدوره إلى دخول الآلاف من المفردات العربية إلى اللغات الأجنبية، وتنوعت هذه الألفاظ ما بين أدبية وعلمية ومفردات ترتبط بأمور الحياة اليومية.
ومن المصطلحات العلمية ما ذكره ابن سينا، حيث ذكر العدد الكبير من الأدوية التي دخلت في معرفة الصيدلة وعلم النباتات لدى الأوروبيين، وظلت بأسمائها العربية فيما يتعلق للكثير منها في اللغات الأجنبية، مثل: الزعفران والعنبر والتمر الهندي والكافور والحشيش وعود الند والصندل والمسك، وغيرها العديد، وايضا بقى العديد من المصطلحات الطبية على وضْعها في اللغات الغربية، مثل: الصداع والكحول، وهذا يكفي العرب والعربية فخرًا، وقد قائمة الأستاذ جاك ريسلر في كتابه (الحضارة العربية) جميع الكلمات العربية التي دخلت اللغات الأجنبية.
اقراء ايضا : متى موعد اليوم العالمي للغة العربية 2021
أهمية اللغة العربية
اللغة العربية هي لغة كتاب الله الخاتم، كما تعد من أقدم اللغات السامية، وأكثرها تتمًا وانتشارًا حول العالم، لذا تم تكريمها من قبل جمعية اليونسكو العالمية بتخصيص يوم الـ8 عشر من كانون الأول من كل عام بأنه يومًا دوليًا للغة العربية، وتحتسبُّ لزوم لغة الضاد في كثرة الناطقين والمتحدثين بها، وبأنها محفوظة في آيات القرآن، متبقية ما بقيت السماء والأرض، ولا حوار أجمل من الحوار بالعربية، ولا شعر أجمل من شعر يصف العربية، ومن مقتضي العلماء والأدباء والشعراء ورجال العلم المحافظة على لغتهم وإثرائها بمؤلفاتهم وقصائدهم، ولذلك نجد جُلَّ هؤلاء حملوا على عاتقهم مسؤولية حماية وحفظ اللغة العربية، والتمسّك بها وبجذورها اللغوية.
خاتمة اللغة العربية والتواصل الحضاري
في الختام لا بُدَّ لنا من القول: إنَّ التخابر والتمازج الثقافي والحضاري بين الحضارات الجسيمة منذ مئات السنوات، أفضى إلى التأثر والتأثير بينما بينها وخصوصا من خلال اللغة، ولأن اللغة العربية كانت لغة العصر حينها فقد كان لها دورًا عارمًا في الإتصال مع الحضارات الأخرى علميًا وأدبيًا، إذ كانت النهضة العلمية عند العرب في ذروتها وذروتها، ولعل من مظاهر تلك النهضة آلاف المخطوطات والكتب العربية المحفوظة في مكتبة الفاتيكان بروما إلى حاليا، وبصفة عامة كانت التأثيرات العربية واضحة بشكل كبير في العقلية الأوروبية، بواسطة الشعر الشعبي وشعر المناجاة والحكم والأمثال، وذلك ما يتجلى في الكوميديا الإلهية.[