موضوع تعبير عن الوطن وواجبنا نحوه بالعناصر … الوطن هو الموضع الذي يعيدنا إلى ذكريات الطفولة، ويذكرنا بحنان الأمهات، ويشعرنا بأمان الآباء، وحب الأجداد، هو المكان الذي احتضن أحلامنا وأمنياتنا ورسمنا فيه مستقبلنا، هو المقر الذي يجسد الدفء والأمان، كيف لا وقد غُرِس حبه في قلوبنا منذ الصغر.

موضوع تعبير عن الوطن وواجبنا نحوه بالعناصر

حبنا لأوطاننا لا يحتاج إلى تعلّم أو تكلّف، حب الوطن يأتي بالفطرة، فمن منا لا يحب المقر الذي إليه يتبع والذي يعبر عن كيانه، وقد حثت الأديان السماوية على حب الوطن، ويتجسد هذا في كلمة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حيث صرح حالَما أُخرِج من مكة: “ما أطيبَكِ من لكنَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ، ولولا أنَّ أناسِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ”[١]، فكلّ إنسان يرى وطنه أجمل مقر في هذه الدنيا، ومهما سافر سيبقى يشعر بالحنين إلى وطنه والحاجة إلى العيش والاستقرار فيه.

يكمن حب الوطن في القلوب ويبدو في الأعمال والأقوال، ففي ما نكتبه في حب أوطاننا من أقوال وأشعار تعبير عن هذه الأحاسيس العميقة، وفي احترامنا لأنظمة البلاد وقوانينها المتعددة تعبير عن هذا الحب أيضاًً، وواجب من واجباتنا إزاءه، كما أنّ المحافظة على أرضه ومائه وهوائه من التلوّث وممتلكاته العامة ومؤسساته على تنوّعها من التخريب واجب كذلكً، وينبسط لازم الوطن علينا ليشمل أن نمثّله تمثيلاً مشرفاً في البلدان الأخرى، فلا نسيء له ولا نضرُّ بسمعته بالأفعال والأقوال غير الحميدة.

ويتجلّى الانتماء وحب الوطن بالاشتراك بالأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع والوطن، حيث يوجد الكثير من الميادين التي يمكن أن يتطوع فيها الفرد، ومنها: معاونة عمال النظافة في تنظيف الشوارع والأماكن العامة، والمشاركة في حملات توعوية في ميادين مختلفة، فهذه الأفعال تعلن شذى المحبة والتكافل بين شخصيات المجتمع، وتحط بصمة للواحد في إنماء وطنه ليرفرف علمه عالياً بين رايات الشعوب، مثلما ينبغي على الفرد منّا أن يحرص حتّى يتعلّم ويطوّر من قدراته ليفيد بها وطنه ويكون سبباً في نمائه ورُقيِّه، ولحب الوطن حِصّة كبيرة في الشعر، ولقد أفاد الشاعر حبيب الزيودي

سكبت أجمل شعري في مغانيها

لا كنت يا شعر لي إن لم تكن فيها

هذي بلادي ولا طول يطاولها

في ساحة المجد أو نجم يدانيها
اقراء ايضا :موضوع تعبير قصير عن ألم الأسنان الصف الرابع

الوطن ليس بحت أرض تضمنا جميعًا تحت جناحيها، فتحمينا وترشدنا وتهدينا، الوطن روح تعيش فينا ونسكن فيها، حبه فطرة تنزع لها القلوب كحب الأم لوليدها، فطرة ألقاها الله في قلوبنا، دواء لكل غربة، وأُنس لجميع وحدة، عقيدة محفورة على الجبين، نبذل في طريقها أرواحنا، ونهدر لأجلها دماءنا، ونقدم لها على طبق من حب ورضا كل غالٍ ونفيس.

وطننا يعلق في أرواحنا مثلما يعلق العطر الصافي بالجسد، نظير ما شئت من ثياب سيواصل مضيفا تعليقاًا بك في ذاكرتك، ارحل عنه فلن يرحل عنك، ستأخذه معك أينما ذهبت، فالوطن سلاح ذو حدين، علاج لكل وجع تتخطى به وأنت بين ذراعيه، وغصة في قلبك وندبة في روحك إذا رحلت عنه، يكمن فيها الداء والدواء.

الوطن متواجد في أدعيتنا في ساعات الاستجابة، فهي التي تحصنه بالأمن والخير والحفظ، كتلك التي دعا بها سيدنا إبراهيم عليه أفضل السلام لمكة المكرمة، في كلامه هلم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).

الاشتياق للوطن لا يرحم، كجمرة تحرق الروح وتلقي رمادها في القلب، وتتجلى تفاصيل شكلية ذاك الاشتياق المؤلم في الأفعال والأقوال لا سيما حين تترك وطنك الذي هو قطعة من روحك وأنت مكره، وهذا الاشتياق الذي عاشه النبي صلى الله عليه وسلم حينما ترك مكة وهاجر إلى المدينة لتبليغ كلف رسالته متحملًا مشقة الذهاب بعيدا.