كل شبر من أرض مصر لا يخلو من الخير بكل شكل ولون، وعندما نتحدث عن ذخائر أجدادنا من الفراعنة حدث ولا حرج في ذلك، لأنهم تركوا لنا ما يكفينا و تكفي لأجيال عديدة قادمة من التحف والآثار التي لا مثيل لها في العالم كله.

أعلن مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مؤخرًا عن اكتشاف مخبأ يحتوي على 150 تمثالًا برونزيًا بأحجام مختلفة لعدد من الآلهة المصرية القديمة، منها أنوبيس وآمون مين وزير وإيزيس ونفرتوم وباست، وحتحور بالإضافة إلى مجموعة من الأواني البرونزية. كانت طقوس الإلهة إيزيس مثل السلاسل، وكذلك تمثال برونزي للمهندس “إمحوتب” بدون رأس، دقيق جدا وجميل.

كما تم اكتشاف مجموعة جديدة من آبار الدفن. كان بالداخل مجموعة من 250 تابوتًا خشبيًا ملونًا من أواخر الفترة حوالي 500 قبل الميلاد، مغلقًا ويحتوي على مومياوات بحالة جيدة، بالإضافة إلى مجموعة من التمائم والتماثيل الخشبية بعضها مذهّب بالوجوه وصناديق خشبية ملونة. .

خالد العناني يكشف حجم الخسائر السياحية بسبب “كورونا”

• الاماكن السياحية في مصر التي لا تعرف الكثير عنها والتي تصلح للترفيه والمرح

تم الكشف عن كل هذه الأشياء الجيدة في واحد من آلاف وربما ملايين الاكتشافات على مدى السنوات الماضية، ومن المؤكد أنه تحت أرضنا عدة مرات ما تم اكتشافه، ومن المؤكد أن لدينا الآن ما يقرب من نصف آثار العالم إذا ليس أكثر، وفي يوم من الأيام سيكون لدينا أكثر مما تمتلكه جميع دول العالم. الجمع بين الآثار والتحف والتراث.

ومن المؤكد أيضًا أن متاحف العالم تضع قطعًا من آثار مصر، سواء كانت مسروقة، أو نهب، أو حتى مأخوذة بشكل قانوني.

السؤال المهم: ماذا نفعل بكل هذا التراث وهذا التراث الهائل في قيمته المادية والأدبية؟

وزارة الخارجية تكشف سر الآثار المصرية في الحقيبة الدبلوماسية بإيطاليا

في محاولة للإجابة، يمكننا طرح العديد من الأسئلة الأخرى التي لا تقل أهمية عنه. هل لدينا بالفعل هيئات رسمية كافية لرعاية كل هذه الثروة الهائلة؟ هل يعد وجود آثارنا في الخارج ميزة نسبية للسياحة المصرية من حيث الدعاية لها، وأنه إذا كانت المعروضات المعروضة أمامها في متاحف العالم بهذا الجمال والروعة، فما هي حالة ما هو موجود؟ مصر؟

هل نتعهد بإقامة معارض دولية في دول العالم للدعاية لنا ودعم اقتصادنا، أم نترك هذه المهمة لهم بسبب نجاحهم في التسويق والإعلان، ونحن الفائزون في النهاية؟

اكتشاف حجر رشيد وفك رموز الكتابة الفرعونية

هل نحتاج إلى تشريع قانوني جديد يزيد العقوبة على كل من يقوم بالحفر بحثا عن الآثار بغير صفة رسمية أو يهربها أو يساعد في تهريبها؟

هل نحتاج إلى دراسات جدوى حول كيفية الاستفادة من الكم الهائل من القطع الأثرية الموجودة حاليا في المتاجر والمتاحف في القاهرة والمناطق الأثرية فقط، وتوزيعها على المتاحف المحلية في مختلف محافظات مصر دعما للسياحة فيها وتقديم أجيال جديدة للتاريخ العظيم؟

وسؤال مهم آخر: هل يجب أن نكتفي بما تم اكتشافه حتى الآن ونتوقف عن البحث والتنقيب لفترة نكرس خلالها أنفسنا لاستغلال ما لدينا، ونترك ما هو تحت الأرض للأجيال القادمة حتى نتمكن من استغلاله. في أفضل طريقة؟

كلهم أسئلة تحتاج إلى إجابات تصب في نهاية المطاف في مصلحة السياحة المصرية والاقتصاد المصري، وبما أن الله أنعم علينا بهذه النعمة، سنكون مقصرين إذا لم نستغلها بشكل جيد.