ما سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد؟خاض النبي – صلى الله عليه وسلم – في حياته العديد من المعارك التي حارب فيها أعداء الله، وذلك في إطار إيصال رسالته التي أمره الله بها. حتى انتهى فتحهم بالفشل وهزموا على يد المشركين. وفي مقالتنا اليوم عبر موقع محمود حسونة سنتعرف على سبب هذه الهزيمة وأحداث هذه المعركة ونتائجها والدروس المستفادة منها.

تعريف غزو أحد

غزوة أحد من الغزوات التي حدثت في عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – والتي كانت في ظل قيادته وقاد معه الصحابة – رضي الله عنهم – لأبي بكر وعمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير رضي الله عنهم جميعًا. والجانب المقابل كان جيش المشركين بقيادة سفيان بن حرب وبجواره خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن جهل الذين اعتنقوا الإسلام فيما بعد. وكانت المعركة في جبل أحد في السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة.

غزوة أحد في القرآن

غزوة أحد من المعارك التي يشرح فيها القرآن الكريم أكثر الأحداث تدميراً، ومنها الخيانة التي تعرض لها المسلمون من قبل المنافقين الذين ساروا مع جيش المسلمين، وتركوهم في طريق أحد، حتى تناقص جيش المسلمين بمقدار الثلث، إضافة إلى أحداث العصر، فقد ورد ذكرها في أكثر من خمسين آية من القرآن الكريم، وكلها مذكورة في سورة العمران.

ما سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد؟

سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد مخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم.كما أمر الرماة خلال المعركة بعدم مغادرة أماكنهم سواء كانوا منتصرين أو مهزومين، ولم ينزلوا منهم مخالفة لأمره، فتم عكس الآية بعد أن كان المسلمون هم الأكثر غلبة في العالم. غزوة وهم في طريقهم للنصر وعندما نزلوا من الجبل انقلب جيش المشركين بقيادة خالد بن الوليد انتصر المشركون بعد أن قتلوا سبعين من الصحابة رضي الله. معهم – وجرح النبي – صلى الله عليه وسلم – في الغزو.

أحداث غزوة أحد

فيما يلي نعرض سرا لأحداث غزوة أحد، منذ بداية التجمع وإعلان الغزو حتى خرق النظام والهزيمة، وهي كالتالي:[1]

بداية التجميع

في البداية اقترح بعض الصحابة على النبي – صلى الله عليه وسلم – لقاء المشركين في المدينة المنورة، لأن جيش المشركين لن يتمكن من القتال في أزقة المدينة، ومساعدة النساء. والأطفال في المعركة من فوق الأسطح، واستشاروا الصحابة في ذلك، فوافق بعضهم على ذلك، لكن هواة القتال الذين لم يتمكنوا من المشاركة في غزوة بدر، اختاروا لقاءهم خارج المدينة، وأصروا. على النبي – صلى الله عليه وسلم – في طلبهم حتى أذن لهم بذلك، فوجهوا باللائمة على ما فعلوه، وأرسلوا حمزة بن عبد المطلب يعتذر إليه، وأنهم مقيمون عند رغبته، فأجاب المصطفى. : “لا يشترط للنبي إذا لبس ثياب أمته أن يلبسها حتى يقضي الله”. فاجتمعوا في احد قرب المدينة.

استعد للغزو

كان جيش المسلمين قوامه ألف مقاتل، وفي الطريق إلى أحد انسحب عبد الله بن أبي بن سلول بحركة ماكرة بثلث الجيش، وقسم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ما بقي من الجيش. باستثناء ثلاث كتائب “هم الأوس والخزرج والمهاجرون” وتمركزوا مقابل كتلة أحد ليكون ظهورهم إلى الجبل، ووجههم إلى ساحة المعركة، واختار خمسين من أفضلهم. وأمرهم بوضعهم في الجبل لحماية ظهور المجاهدين من غدر جيش المشركين، وأمرهم بعدم ترك أماكنهم، أو دعمهم، سواء كانوا منتصرين أو مهزومين.

بداية المعركة وانتصار جيش المسلمين

ركز المجاهدون والصحابة – رضي الله عنهم – على المعركة منذ بدايتها، ورغم أن المشركين كانوا أكثر عددًا إلا أنهم لم يصمدوا أمام قوة الإيمان التي تسلح بها المسلمون حتى هربوا. ورؤوسهم ونسائهم من ورائهم. وأدى المسلمون إلى فشل مساعيهم وانتصر جيش المسلمين.

ينزل الرماة ويهزم المسلمون

ولما رأى الرماة حالة المعركة وتحقق انتصار المسلمين إن شاء الله ظنوا أن المعركة انتهت، فنزلوا للاستيلاء، ورغم أن قائدهم عبد الله بن جبير حاول منعهم إلا أنهم خالفوا ما حدث. وقد أوصى النبي – صلى الله عليه وسلم – ونزلوا تاركين وراءهم فجوة، استغلها خالد بن الوليد ومن معه، وانقلب على المسلمين من وراء جبل أحد، وقتل من بقي من الرماة ومنهم. وعاد جيش المشركين الذي ذهب.

ماذا حدث للرسول في غزوة أحد؟

فلما حاصر جيش المشركين المسلمين من جميع الجهات، تمكنوا من الوصول إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقيل إنهم قطعوا رأسه وكسروا أنفه في عضلات الفخذ “وهي السن”. بين الثنية والكلب “ودمه الطاهر يسيل على وجهه، وكان يعلم حينها أن الفترة لن تعود إليهم إلا إذا كسر الحصار الذي فرضه الكفار، صعد إلى الجبل مع الصحابة. الذين دافعوا عنه بعناد، فرجعوا منه السهام والطعنات بأجسادهم، ثم عاد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه إلى جيش المشركين، فتقوى المسلمون مرة أخرى، وعادوا إلى رشدهم، ولكن جيش المشركين راضون عن الانتصار الذي حققوه في تلك المعركة.

نتائج غزوة احد

كانت غزوة أحد من الغزوات التي تضرر فيها المسلمون، وكانت نتائجها كما يلي:

  • هزيمة المسلمين في المعركة.
  • استشهد سبعون من الصحابة في المعركة.
  • تضرر النبي وحاول الكفار قتله فحماه الصحابة.
  • استعاد الكفار جزءا من هيبتهم، لكن الأمر لم يدم طويلا، فاستجاب المسلمون بسرعة بحملة حمرة الأسد وهزموا المشركين.
  • يعرف المسلمون حكمة وجوب التمسك بأمر الرسول – صلى الله عليه وسلم -.

الدروس المستفادة من معركة أحد

لكن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها بما في ذلك فتوحاته كانت دروسًا للمسلمين والأمة الإسلامية كلها من بعده، ومن الدروس التي أفضت إليها حملة أحد نذكر ما يلي:[2]

  • – معرفة المنافقين الذين يدعون الإيمان، ومعرفة الخونة لعهد الله تعالى.
  • وجوب التمسك بحبل الله وأمره وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • – إبراز بعض صفات المسلمين التي ورثوها عن جهلهم، مثل الرماة الذين خالفوا أمر الرسول في سبيل إنزال غنائم الحرب.
  • أهمية دور المرأة المسلمة التي لم تكن أقل من الرجل لحماستها للإسلام وحرصها على الجهاد في سبيل الله.
  • يجب على المسلمين الثبات حتى لا يصدقوا ما ينشره الكفار بنية النيل من عزيمتهم، كما ينشرون خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.