خطبة عن صلاة الجمعة قصيرة مكتوبة هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فقد كرّم الله تعالى الأمّة بيوم الجمـعة فهو خير الأيام التي طلعت عليها الشمس قط، وقد شرع الله تعالى فيها لنا صلاة الجمعـة وخطبتها، ويهتم موقع محمود حسونة عبر هذا المقال بتقديم خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة عن صلاة الجمعة وفضلها وأحكامها وشروطها.
مقدمة خطبة صلاة الجمعة قصيرة
إنّ الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، يا ربنا لك الحمد أن وفقتنا إلى مكارم الأخلاق، وإلى كل ما فيه فلاحٌ يوم التلاق، لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيءٍ بعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إرغامًا بمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، عباد الله أوصيكم ونفسي المخطئة بتقوى الله عزّ وجل وأحثكم على طاعته وأحذركم من وبال عصيانه ومخالفة أمره، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله، ثم تجزى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون.
خطبة صلاة الجمعة قصيرة مكتوبة
عباد الله، اعلموا أن الله عز وجل قد خصّ الأمة الإسلامية بيوم الجمـعة، وشرع فيه الاجتماع في صلاته لتوطيد أواصر المحبة والتآلف والأخوة فيما بيننا، وقد أوجب الخالق سبحانه وتعالى في هذا اليوم صلاة الجمـعة، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[1] فقد أمر الله تعالى المسلمين بالمضي والسعي من أجل الصلاة، ومعنى الآية مخاطبة المؤمنين بأنه إذا سمعتم النداء لهذا اليوم العظيم فأجيبوا وسارعوا إلى تلبيته دونما تباطؤ، واتركوا البيع وما يشغلكم من أمور الدنيا إلى جنّة عرضها السماوات والأرض وأجرًا عظيمًا، جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وحسن أولئك رفيقا، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله.
خاتمة خطبة صلاة الجمعة قصيرة
الحمد لله الذي أعظم للمتقين أجورهم وجزاهم بما صبروا وما فعلوا جنة وحريرًا، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد بر، وارض اللهم عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم ووالاهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:
عباد الله، احرصوا على عدم التهاون بصلاة الجمـعة، فقد أخبرتنا الأحاديث النبوية الشريفة أن تارك هذه الصلاة ثلاث جمع متتالية تهاونًا بها يطبع على قلب المسلم شعبةً من النفاق، نعوذ بالله لنا ولكم أن نكون من المنافقين، اللهم اجعلا ممن حسنت أخلاقهم وكانوا لك طائعين، يا ربنا اغفر لنا ذنوبنا كلها، جلّها ودقها، وآت يا ربنا نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
شاهد أيضًا: خطبة عن التعداد السكاني وأهميته كاملة
خطبة قصيرة عن فضل صلاة الجمعة
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، عباد الله اتقوا الله في أنفسكم لعلكم تفلحون وبعد:
عباد الله، من الله تعالى على المسلمين بيوم الجمـعة المبارك وقد جعل في هذا اليوم نسك الصلاة، لتجتمع قلوب المسلمين وتسطف أجسادهم إلى القبلة يدعون ربهم خوفًا وطمعًا برحمته، وقد فرض الله تعالى الخروج إلى صلاة الجمعة على كل بالغ وراشد، وجعل لها من الفضائل ما لا يعد ولا يحصى، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في تشريف هذا اليوم العظيم: “أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ. وفي رِوايَةٍ: المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ. [وفي رواية]: هُدِينا إلى الجُمُعَةِ، وأَضَلَّ اللَّهُ عَنْها مَن كانَ قَبْلَنا”،[2] كذلك مما ورد في فضل صلاة الجمعة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ“،[3] أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، فاستغفروه.
الحمد لله المحمود على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل الضلال، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه خير صحب وآل والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، وبعد فاحرصوا عباد الله على أداء هذه الصلاة الكريمة والمباركة، فالجمعـة إلى الجمـعة نورٌ لما بينهما، اللهم نور قلوبنا بالإيمان، وأمدنا بهمةٍ منك يا ربنا على العبادات والطاعات ما يقربنا إليك، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
خطبة عن التهاون في صلاة الجمعةالحمد لله شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم.. فلم يجدوا حرجا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
عباد الله، إن التهاون في ترك الجمـعة يعد من اعظم المنكرات وأخطرها على المؤمن ودينه، فلا يجب على المؤمن التهاون في تركها، قال الإمام الشافعي رحمه الله: “حضور الجمعة فرض فمن ترك الفرض تهاونا كان قد تعرض شرا إلا أن يعفو الله”، فالخروج إلى صلاة الجمعة هو أمرٌ رباني، فقد قال تعالى في سورة الجمـعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[1] وقد ورد في الأثر أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: “مَن ترَكَ ثلاثَ جُمَعٍ تهاوُنًا بها، طبَعَ اللهُ على قلبِه“،[4] فحاذروا أخوة الإيمان والعقيدة من التفريط بهذا الفرض العظيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوزًا للمستغفرين استغفروا الله.
الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: عباد الله، من فاتته صلاة الجمعة بغير عذر فليسارع إلى التوبة والاستغار، وليشعر بالحسرة والندامة، أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ويعين الشباب على المواظبة على أداء الجمع وليفتح على قلوبهم ويحصنهم من شياطين الإنس والجن، اللهم واغفر لنا إسرافنا في أمرنا وتجاوز عنا سيئاتنا إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
شاهد أيضًا: خطبة الجمعة عن السرورية قصيرة مكتوبة
خطبة عن ترك صلاة الجمعة
الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجزِ لفظ وأعجزِ أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء. أحمده -سبحانه- وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
عباد الله، إنّ صلاة الجمعـة هي فرض عين على كل المسلمين ولا يجوز لأحدٍ تركها إلا بعذرٍ من الأعذار الشرعية، كالمرض والسفر وغير ذلك، وهذا الفرض هو امتثال لأمر الله تعالى، فقد قال تعالى في سورة الجمعـة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[1] وقد روى طارق بن شهاب -رضي الله عنه- في الصحيح من الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلاَّ أربعةً عبدٌ مملوكٌ أوِ امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ“،[5] وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه في ترك صلاة الجمعة قائلًا: “أنَّهُما سَمِعا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ علَى أعْوادِ مِنْبَرِهِ: لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ“،[6] فاحذروا عباد الله من ترك هذه الصلاة، جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وحسن أولئك رفيقًا، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله.
إن الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق والمرسلين، صاحب الخلق العظيم، وبعد عباد الله، إن ترك الجمـعة وصلاتها لثلاث جمع من غير ضرورة طبع الله على قلبه شعبةً من النفاق، فلا تجعلنا يا ربنا من المنافقين، اللهم اهدنا إلى سبيلك وردنا إليك ردًا جميلا يا أرحم الراحمين، ربنا اغفر لنا ذنوبنا ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
خطبة صلاة الجمعة عن بر الوالدين
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، عباد الله اتقوا الله في أنفسكم لعلكم تفلحون وبعد:
أيها الأخوة المسلمون، أوصانا الله عزّ وجل بالإحسان لوالدينا وبرهم والسعي في تحصيل رضاهم، وقد ربط رضاهم برضها، وغضبهم بسخطه، قال تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}،[7] وقد كان برّ الوالدين من صفات الأنبياء والرسل عليهم السلام، والمقصود بالبر هو الإحسان بجميع وجوهه، فعلى المسلم أن يحسن إليهما بخفض الصوت أمامهما، وأن لا يقطع وصلهما، وأن يحسن إليهما بالخدمة وبذل المال، وقضاء حاجتيهما، والرفق بهما، والبحث عن الرضا والمحبة، وغير ذلك من صور البر التي لا تنتهي، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إن الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق والمرسلين، صاحب الخلق العظيم، وبعد عباد الله، اتقوا الله عز وجل ولا تفرطوا في هذا الباب العظيم من أبواب الخير، ولا تستكثروا ماتبذلونه لآبائكم، فستجدونه يومًا من أبنائكم، اللهم اجعلنا بارين بهم شاكرين لنعمائك علينا وعليهم، اللهم اغفر لنا ولهم كما ربونا صغارا، وارحمهما برحمةٍ منك يا ربنا تغنيهما عن رحمة والحاجة عمن سواك يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعة حول المحافظة على صلاة الجماعة
الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، من بعثه الله رحمةً للعالمين وهاديًا لهم ومبشرًا ونذيرًا، اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
عباد الله، إن الصلاة هي عمود الإسلام، وصلة الوصل بين العبد وربه، وقد جعل الله تعالى لنا حضور الجماعة مشاركةً في إظهار شعائر الدين الحنيف، ولعل الصلاة في جماعة في المسجد أفضل بكثير من صلاة المنزل أو صلاة المنفرد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً“،[8] وقد بيّن الدين الإسلامي أن المحافظة على صلاة الجمـاعة يعدّ تزكيةً للنفوس وإصلاحٌ للقلوب، وسببٌ من أسباب تخفيف وساوس الشياطين وتسلطهم على العباد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الشيطانَ ذِئْبُ الإنسانِ كذِئْبِ الغَنَمِ ، يأخذُ الشاةَ القاصِيَةَ والناحِيَةَ ، فإياكم والشِّعَابَ ، وعليكم بالجماعةِ والعامَّةِ والمسجدِ“،[9] وقد كرّم الله تعالى أهل المساجد بأنهم أهل الله وزواره، جعلنا الله تعالى وإياكم من أهل الله وأهل الجماعة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، فاستغفروه.
الحمد لله المتفرد بعظمته وكبريائه والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين وبعد عباد الله، إن الصلاة في الجمـاعة في المسجد سبب لغفران الذنوب وشحن الهمم فاحرصوا على إدراك هذا الفضل العظيم، نسأل الله العظيم أن يعلق قلوبنا بالمساجد، وأن يجعلنا ممن يحافظ على الجمع والجماعات، وأن يهدي أولادنا وإخواننا وقرابتنا وجيراننا وسائر المسلمين لإظهار هذه الشعيرة العظيمة؛ إنه سميع قريب، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم ولا تجعلنا في الحياة الدنيا من الغافلين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
خطبة مختصرة عن صلاة الجمعة
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، عباد الله اتقوا الله في أنفسكم لعلكم تفلحون وبعد:
عباد الله إن يوم الجمعة من الأيام المباركة والعظيمة التي باركها الله تعالى بصلاتها، وجعلها شعيرةً من أعظم شعائر الإسلام، قال تعالى في سورة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[1] وقد قال الحسن البصري رحمه الله: “أما والله ما هو بالسعي على الأقدام، ولقد نهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار، ولكن بالقلوب والنية والخشوع. أهـ. وقال عطاء -رحمه الله تعالى-: إذا نودي بالأذان حرم اللهو، والبيع، والصناعات كلها، والرقاد، وأن يأتي الرجل أهله، وأن يكتب كتابا”، ومن عظيم فضل صلاة الجمـعة أنها تكفر ذنوب الأسبوع، فالجمـعة إلى الجمـعة كفارة لما بينهن ما لم تغشاها الكبائر كما ورد في الأثر، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، فاستغفروه.
الحمد لله المتفرد بعظمته وكبريائه والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين وبعد عباد الله، فاحرصوا على هذه الشعيرة العظيمة، وبادروا بالتبكير إليها لتقربكم من الله، ولتكون سبباً في رفع درجاتكم عنده، وارفعوا أيديكم لعلها تصادف ساعة استجابة، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها، جلها ودقها، وارحم شقاوتنا أجمعين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأعل بفضلك راية الحق والدين، ولا تجعل لنا من الذنوب ذنبًا إلا غفرته، وفرج عنا همومنا أجمعين يا أرحم الراحمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
خطبة عن أحكام صلاة الجمعة
نورد لكم خطبة عن أحكام صلاة الجمعة من موقع ملتقى الخطباء مكتوبة فيما يأتي:[10]
الحمدُ لله ربِّ العالمين، شَرَعَ لعباده الجمع والجماعات، ليطهِّرَهم بها من السيئات، ويرفَعَ لهم بها الدرجات، وأشهَدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته والأسماء والصفات، وأشهَدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله، أنزلَ عليه الآيات البينات، صَلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً، في جميع الأوقات. أمَّا بعدُ أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واشكُروه على ما خَصَّكُم به من نعمِه العظيمة التي من أعظمِها هذا اليوم الذي خَصَّ الله به هذه الأمةَ، وهو يوم الجمعة. وقد شَرَعَ فيه أداءَ شعيرةٍ عظيمة من شعائر الإِسلام، وهي: صلاةُ الجمعة وهذه الصلاة لها أحكام منها: أنَّ الله -سبحانه- شَرَعَ الاجتماع لها بأكبرِ عددٍ ممكن، فلا يجوزُ تعدُّدُ أمكنة إقامتها في البلد إلا عند عدم التمكن من إقامتها في مكان واحد، فقد قال العلماء -رحمهم الله-: يَحْرُمُ إقامة الجمعة في أكثرَ من موضعِ من البلد إلا إذا دعت الحاجة إلى تعدد الجوامع بحسب الحاجة.
وهي فرضُ عين، فتلزَمُ كُلَّ مسلم ذَكَرٍ بالغ عاقل مقيم في البلد أو خارجه إذا كان يسمَعُ النداء لها، ولا تَجِبُ الجمعة على مسافرٍ سفرَ قصر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا يسافرون في الحج وغيره، فلم يُصَلِّ أحدٌ منهم الجمعة في السفر معَ اجتماع الخلق الكثير. وإذا حَضَرَ المسافرُ الجمعة، وصلاَّها مع المُقيمين أجزأته، وإذا نَوَى المسافرُ الإِقامة في بلد إقامةً تَزيدُ على أربعةِ أيام وَجَبَتَ عليه صلاةُ الجمعة، مع أهل ذلك البلد. ومن أحكامِ صلاة الجمعة:
- أنها يُسْتَحَبُّ التهيؤُ لها قبل حضورها بالاغتسال والتنظف والتطيُّبِ، ولُبْسِ أحسن الثياب، وتجميل الهيئة بقَصِّ الشارب، وتقليمِ الأظافر.
- أنها يُسْتَحَبُّ التبكير بالحضور لها في المسجد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنِ اغتسلَ يومَ الجمعةِ غُسْلَ الجنابةِ، ثم راح في الساعة الأولى فكأنَّما قَرَّبَ بدنَةً، ومَنْ راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرنَ، ومَنْ راحَ في الساعة الرابعة فكأنَّما قَرَّبَ دجاجةَ، ومَنْ راحَ في الساعة الخامسة فكأنَّما قَرَّبَ بيضةً، فإذا خرج الإِمامُ حَضَرَتِ الملائكةُ يستمعون الذكر”[رواه مالك والبخاري ومسلم].
- أنه يُشترط لها تقدُّمُ خطبتين يشتملانِ عن حمدِ الله، والثناء عليه، وشهادةِ: أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، والصلاة والسلام عليه، والوصيةِ بتقوى الله، وموعظة المسلمين، وتوجيهِهم وتنبيههم إلى ما يحتاجون إلى التنبيه إليه كلَّ وقت بحسبه، ووصيتِهم بما يقرِّبُهم إلى الله، ونهيِهم عمَّا يُبعدهم عن الله، ويوجبُ لهم سَخَطَه وناره، مع جزالةِ الألفاظ، وجودةِ الإِلقاء، ولا تكونُ طويلةً مملَّةً، ولا قصيرةً مُخِلَّةً.
- أنه يستحَبُّ أن يقرأَ جهراً في الركعة الأولى بسورةِ الجمعة، وفي الركعة الثانية بسورة: (إذا جاءك المنافقون) أو يقرأ في الركعة الأولى بـ(سبِّح اسمَ ربِّك الأعلى)، وفي الثانية بالغاشية، لفعِلِه صلى الله عليه وسلم.
- أنَّ مَنْ أدركَ منها ركعة مع الإِتمام أتَمَّها جمعةً، وإن أدركَ منها أقلَّ من ذلك بأن جاءَ ودخلَ مع الإِمام بعدَ رفعه رأسه من الركعة الثانية، فإنه يُتِمُّها ظُهراً إذا كان نوى الظهر عند تكبير الإِحرام، لقولهِ صلى الله عليه وسلم: “ومَنْ أدركَ ركعة من الجمعة فقد أدركَ الصلاةَ”.
- أنَّها لا راتبةَ لها قبلها، لكن مَنْ دَخَلَ المسجدَ لصلاة الجمعة وكان مبكراً، فإنه يصلِّي من النوافل ما تَيَسَّرَ له إلى أن يدخُلَ الإِمام للخطبة، وفي الحديث: “ثم يُصَلِّي ما كتب له”.
- أنه يحْرُمُ البيعُ والشراء، ويجب السعيُ إليها على من تلزَمُه بعدَ النداء الثاني، لقولِهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة:9].
فاتقوا الله -عبادَ الله- وحافظوا على الجَمَعِ والجماعات، لتكونوا من المفلحين، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.