توفير المال

قد يتجاهل الإنسان مسألة ادخار المال في حياته، فينفق كل مبلغ يحصل عليه، ولا يترك شيئًا من المال المدخر الذي يلجأ إليه في أوقات الأزمات والطوارئ، وقد لا يكون بعيد النظر، حتى يفكر في مستقبله بتأمين مبلغ من المال يساعده في تحقيق مشاريعه المستقبلية، هناك من يحاول ذلك، لكنه لا يستطيع لأنه لا يعرف الطريقة المناسبة للادخار، ويتساءل بين نفسه ونفسه ويقول: كيف أحفظ نقودي؟

كيف تدخر المال

الجهل بكيفية الادخار هو صاحب الدخل الشهري، وعليه التزامات شهرية، فيعتبر نفسه غير قادر على ادخار المال، لكن الأمر بسيط للغاية، ويتوقف على اتباع الأمور التالية:

• يجب أن يعرف الشخص ما هي التزاماته الشهرية، وأن يحددها بالتفصيل ؛ بحيث يحسب كل شيء من مواصلات وفواتير شهرية وطعام ومصروفات يومية، ويحسبها بشكل دقيق، ومن الطبيعي أن يكون فائض المال هو المبلغ الذي سيوفره، ولكن إذا لم يجد فائض من المال، وعلى استعداد للادخار، فعليه أن يقتصد في حياته وتقشفه، وأن يقدم الأشياء الأساسية على الكماليات، مثل الأكل في المطاعم، أو الخروج مع الأصدقاء بشكل يومي، وغيرها.
• بعد أن يحدد الشخص التزاماته الشهرية عليه أن يسجلها كتابةً، حتى لا ينسى شيئًا عند استلام راتبه الشهري، كما يجب عليه ترك مبلغ صغير للترفيه عن النفس مرة أو مرتين شهريًا، حتى لا تنسى الحياة. لا يشق عليه ذلك، فلا بد له من أن يقضي حاجته ولو بقليل.
• يجب على الشخص الالتزام بقائمة الالتزامات الشهرية التي سجلها، وعدم الخروج عنها، ومحاولة عدم دفع أي شيء خارجها إلا لظروف طارئة، ومحاولة قدر الإمكان ادخار المبلغ الفائض على أساس شهري.، دون المساس بخطة الادخار.
• على الشخص أن يقسم المال المدخر إلى ثلاث فئات، بحيث يكون القسم الأول هو المال الذي لم يتم الاقتراب منه، والقسم الثاني هو الأموال التي يتم توفيرها للمناسبات السنوية، مثل الإجازات والملابس الشتوية والصيفية ومناسبات الزفاف، أو أعياد الميلاد، والقسم الثالث للحالات الطارئة مثل المرض، أو مناسبات الأسرة والأصدقاء كالزواج مثلا على الشخص أن يخصص الجزء الأكبر من المال للقسم الأول وهو ممنوع الاقتراب، أما القسمان الآخران فهو يعرف نفسه وما يحتاجه من مال لمناسباته الخاصة.
• في حالة حصول الشخص على مبلغ من المال من مصدر خارجي غير دخله الشهري، يجب عليه تقسيم هذا المبلغ إلى عدة أقسام حسب مبلغ هذا المال، لذلك يجب عليه ادخار جزء، وترك الجزء الآخر لـ يسلي نفسه.

وفي الختام نشير إلى أن نعمة المال تأتي من الصدقة، وكما جاء في معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا ينقص مال الصدقة، وبالتالي الإنسان. من يريد ادخار ماله، ولكي يرزقه الله تعالى بماله، فعليه أن يخصص جزءًا من هذا المال للتصدق شهريًا، والله تعالى يرزقه من حيث لا يحسب.