هل يجوز أكل الضبع في الإسلام؟ حرم الإسلام أكل كثير من الحيوانات، وأباح الكثير منها، كما أباح لمن أباحها لسبب كبير، وكذلك عندما نهى عن أكل لحوم بعض الحيوانات، فقد حرمها لسبب وجيه. وهنا يدور البحث حول لحم الضباع فهل هو جائز أم ممنوع أم مكروه؟ في هذا المقال ينتهي موقع محمود حسونة ببيان حكم أكل لحم الضبع ودليل الحكم.
هل يجوز أكل الضبع في الإسلام؟
أكل لحم الضبع في الإسلام اختلف فيه العلماء. ذهب الحنفية إلى النهي عن أكله، واختلف معهم الصحابان، فأجازوا أكل الضباع، وقال الشافعيون والحنابلة: إن أكل الضباع مباح، وأما المالكيون فقد كرهوه، فقالوا. ومن نهى عنه أخذ عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (كل واحد من البهائم ذات الأنياب كله).[1] وأما الذين أباحوا ذلك فهو في الأحاديث التي أبحت لحوم الضباع، ومن كرهها فقد جعل النهي عن أكل الأنياب كره مكرما، والله أعلم.
هل يجوز أكل ضبع إسلام ويب
قال القائمون على الفتوى في موقع إسلام ويب أنه يجوز أكل لحم الضبع، على ما ورد في الحديث: “قلت لجابر: هل الضباع يصطاد؟ قال: نعم، قلت: كلته؟ قال: نعم، قلت: قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم.
وقد ورد في جوازه عن ابن عمر بن الخطاب وعن علي بن أبي طالب، وعن سعد بن أبي وقاص وجابر بن عبد الله وأبو هريرة رضي الله عنهم
حكم أكل الضباع على المذاهب الأربعة
اختلف علماء المذاهب الأربعة في حكم أكل الضباع، وقولهم تفصيل على النحو الآتي
- قول الصنبور: وقال الحنفية: النهي عن أكل الضباع ؛ لأنها من الحيوانات ذات الأنياب، ويحرمها حاملها، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل دابة بها أنياب. ممنوع الأكل “
- خالف صاحبا المذهب الحنفي ذلك فأجازا أكل الضبع.
- يقول الشافعيون والحنابلة: أباح الشافعيون والحنابلة أكل الضباع بحديث جابر رضي الله عنه: قلت لجابر: هل الضباع تفترس؟ قال: نعم، قلت: كلته؟ قال: نعم، قلت: قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم.
- وأن ابن عمر علم أن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنهما – يأكل الضباع، ولم ينكر ذلك.
- قول المالكية: قال المالكية بكراهية أكل لحم الضبع كراهية تنزيهية، فقال المالكية إنّ ذا الناب ليس مذكورًا في قوله تعالى:
- {قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ غير الله
- والنهي الوارد في الحديث هو ازدراء والله أعلم.
صحة حديث الضباع
جاء في السنة أن ابن أبي عمار – وهو من التابعين – سأل جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – عن الضبع، فقال: قلت لجابر: هل الضباع تصطاد؟ قال: نعم، قلت: كلته؟ قال: نعم، قلت: قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم.[3] وهذا الحديث ذكره الإمام الترمذي، فقال عنه: حديث حسن صحيح، ورواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام النسائي، والإمام ابن ماجه، والله أعلم.