هل صيام 27 رجب بدعة .. سؤال أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك طوال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
هل صيام 27 رجب بدعة
بيّن أمين الفتوى خلال البث الحي عبر الصفحة الأصلية للدار، أنه لامانع شرعا من التطوع بصوم هذا اليوم، (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله) أي طاعة لله، وابتغاء وجهه، ورجاء مثوبته، فإن الله سبحانه وتعالى يجازيه على هذا الصيام بأن يباعد بينه وبين النار سبعين سنة (بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا).
انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفرية الإسراء والمعراج بعد أن صلّى العتمة، فركب البراق؛ وهو وسيلة الانتقال، وسمّيت تلك الدابة بالبراق من البريق، وهو اللون الأبيض أو من البرق؛ لأنه بالغ السرعة في سيره، وقد بدأت السفرية باتّجاه منزل المقدس تتخلّلها أماكن في الطريق يبلغّي بها رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، ولذا مثلما ورد في الحديث، صرح رسول الله – عليه الصلاة والسلام-: «فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث فهم طرفها، حتى بلغنا أرضا ذات نخل فأنزلني».
وحينها بلغ رسول الله – عليه الصلاة والسلام- إلى منزل المقدس، ثم ربط البراق، حيث قال – عليه الصلاة والسلام-: «فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، صرحَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ»، وفي ذلك تأكيد أنه صلّى منفردًا، ولم يكن يدري شكل الأنبياء حين قابلهم في السماء، والأغلب أنه صلّى بهم لدى رجوعه، وبعد ذلك جاءه جبريل بقدحين كما ورد في الحديث إذ قيل: «أُتِيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ به بإيلِيَاءَ بقَدَحَيْنِ مِن خَمْرٍ، ولَبَنٍ فَنَظَرَ إلَيْهِما فأخَذَ اللَّبَنَ، قالَ جِبْرِيلُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لو شقيقَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ».
هل يجوز صوم ليلة الإسراء والمعراج ؟
أفاد الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يستحب إحياء ليلة الإسراء والمعراج بالطاعات ومن أسمى الطاعات الصوم التي يحبها الله سبحانه وتعالى، ومن لم يتمكن من الصيام، فعليه بإطعام التغذية، ومن لم يتمكن من فيخرج الصدقة، عامتها طاعات يحبها الله سبحانه وتعالى.
ومن جهته قال الطبيب فرحان عامر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، إنه لم يرد نصا صريحا فى سنة النبي صلى الله عليه وسلم المطهرة يوضح بأن صوم يوم الإسراء والمعراج كان سنة عن رسول الله، مضيفًا أن الشهير بين العلماء أن المسلمين يحتفلون بالإسراء والمعراج ليلة 27 من شهر رجب.
وفسر «عامر» في بيان له، أن شهر رجب يحتسب من الأشهر الحرم الذى يستحب فيها الصوم والإكثار من الممارسات الصالحة، مضمونًا أنه لا يمكن للمسلم أن يصوم شهر رجب كاملًا لأن رسول الله – عليه الصلاة والسلام- لم يصم شهرًا كاملًا سوى شهر رمضان المبارك
صرح الشيخ جابر طايع، المتحدث الرسمي باسم وزاة الوقف الإسلامي، إن صوم ليلة الإسراء والمعراج ليس فرضا، ولم يذكر في الأحاديث أو القرآن.
وأضاف “طايع” في إخطار له أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قد حرص على الصيام معظم أيام شهر رجب، ولذلك الصيام في ذلك الشهر محبب إلى الله.
ومن جانبه أفاد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان كثير الصيام في شهري رجب وشعبان أو في الأشهر الحرم بصورة عامة، فإذا كان الواحد يقوم بصيام في تلك الأشهر من باب العادة فليصم ولا حرج أعلاه.
وواصل «الورداني»، ردًا على أسئلة الحشد عبر البث المباشر على صفحة دار الإفتاء، أن من كان عادته الصوم في رجب ويرغب صيام يوم الإسراء والمعراج فليصم.
وتابع: أما الشرع فلم يخصص صوم ليلة الإسراء والمعراج تحديدا وإنما صيامها وصيام يوم عاشوراء وصيام يوم وقفة عرفة وليلة النصف من شعبان، وغير هذا من المناسبات الدينية هي نابع ديني من تمَكّن فليفعل وله المكافأة ومن لم يتمكن من فلا إثم أعلاه.