عدد شهداء حرب تموز 2006 وما هي أولى بوادر الإنتصار في حرب تموز … رغم التغيرات الكبرى التي عصفت بالمكان منذ خوض حزب الله وإسرائيل حربا ضروسا عام 2006، توجد العداوة بينهما راسخة لم تتغير. ومع هذا، فإن مرور إتفاق مكتوب كامل من الدهر دون مواجهات واسعة المجال بين الطرفين يعتبر مؤشرا إلى إستقرار معادلة الردع المتبادل التي سكنت حتى الآن هذه المعركة، وإلى احتمال أن يبقى مفعولها ساريا.
عدد شهداء حرب تموز 2006 وما هي أولى بوادر الإنتصار في حرب تموز
لكن إشاعة أخذت في الانتشار في بدايات هذا العام، تقول إن إسرائيل على وشك أن تشن هجوما كاسحا على حزب الله لوقف الوعيد الذي يمثله لها.
وانتشرت تكهنات في الإعلام بأن صيف 2016 سيشهد حربا أكثر دموية من تلك التي شهدها في صيف 2006.
في هذا العام أغار حزب الله غارة عبر الأطراف الحدودية قتل طوالها 8 جنود إسرائيليين واختطف اثنين آخرين، وطالب بمفاوضات غير فورا تصبو إلى مبادلة سجناء عرب تحتجزهم إسرائيل بهما.
وردت إسرائيل بحرب مفتوحة بدأت بحصار بحري ومبادرة جوية مكثفة. وبعد 33 يوما توقفت الإجراءات الحربية بين الشخصين
وقتل في هذه المعركة 1191 شخصا في لبنان، أكثريتهم من المواطنين، فيما قتل 121 جنديا إسرائيليا و44 مدنيا.
وقد كان من بين الأهداف التي حددها مسؤولون إسرائيليون للحرب التي شنوها الإفراج غير المشروط عن الجنديين، ونزع سلاح حزب الله، أو على الأقل، إتمام التهديد الطويل الأمد الذي يمثله لإسرائيل.
ولم تحقق إسرائيل أيا من هذه الغايات، واستمر حزب الله في افتتاح الصواريخ حتى اليوم الأخير من الموقعة، فوجدت القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية نفسها في حال من عدم الثبات.
أما حزب الله فكان عنده هدف فرد من الغارة التي نفذها، وهو إجبار إسرائيل على فعل مفاوضات غير فورا كي يصل إلى تبادل للأسرى: الأسيرين الإسرائيليين (ولم يحدد حزب الله إن كانا قد قتلا في الغارة) بمقابل أسرى عرب لدى إسرائيل.
وفي سنة 2008 تحقق له ذلك، وأفرجت إسرائيل عن 5 سجناء لبنانيين، إضافة إلى ذلك بقايا جثامين 199 مقاتلا لبنانيا وفلسطينيا، بدل جثتي العسكريين الإسرائيليين.
وإذا اعتمدنا الغايات الحربية معيارا للنصر والهزيمة، نستطيع الاستنتاج بأن حزب الله انتصر في تلك المعركة، وبأن إسرائيل هزمت. إلا أن حجم التلفيات الذي ألحقته إسرائيل بلبنان مظهر تحديا أمام خطبة النصر الذي روج له حزب الله.
وإضافة إلى ذلك القتلى والجرحى، هجر ما يقارب المليون واحد بيوتهم، ودمر 15000 بيت، 900 معمل، إضافة إلى الطرقات والجسور وأجزاء من مهبط طائرات بيروت الدولي وغير هذا من البنى التحتية.
وقد تكبد المدنيون في مناطق يتلذذ فيها حزب الله بالتأييد الشعبي أكثر من غيرهم من المعركة، وبعد أن اختتمت صرح أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، إنه لو علم حجم الرد الإسرائيلي لما قضى عناصر الحزب بالقيام بالعملية في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقد فتاة إسرائيل استراتيجية للردع أطلق أعلاها اسم “عقيدة الضاحية”، مستوحاة من إتلاف سلاح الجو الإسرائيلي لأجزاء من ضاحية بيروت الجنوبية. وأعلن عنها عام 2008 جنرال في القوات المسلحة الاسرائيلي، هو غادي ايتزنكوت، الذي كان رئيسا للقيادة التي بالشمال في الجيش الإسرائيلي، وأمسى حالا زعيم أركان القوات المسلحة.
فقد صرح ايتزينكوت إن ما وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت سيتكرر “في مختلف بلدة تطلق منها طلقات صوب إسرائيل.”
وأكمل: “سنستخدم الشدة غير المتوازنة إزاءهم، وسنتسبب في خسائر عارم. فيما يتعلق إلينا، تلك قواعد عسكرية. ليس ذلك اقتراحا، لكن خطة إنتهت الرضى فوق منها.”
وبالتالي أقامت معادلة الردع المتبادل عقب موقعة عام 2006، ومنعت اندلاع معركة شاملة حديثة، ثم مر عقد من الصمت النسبي تخللته بعض الاشتباكات المحصورة.