“الصبر مفتاح الراحة” حكمة نكررها، لكن معظمنا لا يشعر بمعناها ما لم نتعرض لأزمة. عندها فقط نشعر بأهمية الصبر في مواجهة البلاء والرضا بالقضاء، وبعد ذلك لا بد من الراحة والثواب.
يروي شاب أنه كان يعمل في محل حلاقة صغير وكان متزوجًا ولديه طفلان، وفي البداية كان لديه دخل ضئيل، ولكن نظرًا لأنه كان ماهرًا في عمه، فقد تمكن من الحصول على وظيفة جديدة في صالون كبير يتردد عليه. من المشاهير، وبسبب عمله، عرفه جميع العملاء وبدأوا يطلبون منه بالاسم تصفيف شعرهم زاد دخله وتحسنت معيشته بشكل كبير.
ولكن فجأة وبسبب ارتباط العملاء به شعر صاحب الصالون أن وجوده يمكن أن يشكل خطرا على الصالون لأن الزبائن يجب أن يرتبطوا بالمكان وليس مع شخص يعمل فيه، فقام بطرد. من عمله وسحب منه الهاتف الذي أعطاه إياه، ووجد الشاب نفسه بدون أن يعمل ولديه أطفال ولديه التزامات مالية كثيرة، وحتى أرقام هواتف زبائنه كانت على الهاتف الذي سلمه إلى صاحب الصالون.
لم يكن أمامه خيار سوى العودة إلى وظيفته القديمة في الصالون الصغير وتعديل معيشته على الدخل المنخفض مرة أخرى، لكن زوجته بدأت تشتكي من مشقة العيش، وذات يوم التقى الشاب بأحد زبائنه من الصالون الكبير وسأله عن حالته فأخبره أنه ترك الوظيفة.
كانت لحظة ارتياح عندما أخبره العميل أن لديه محلًا فارغًا وينوي إنشاء عمل تجاري فيه، لكنه لم يفكر في نوع النشاط، وعرض عليه فتح صالون كبير وجعله هو المدير، وبالفعل الشاب بدأ وظيفته الجديدة بدخل أفضل، ولكن للأسف بعد فترة وجيزة شعر بالتعب والتعب من أدنى جهد، مما جعل العمل الجديد يصرخ متهمًا إياه بالإهمال ويقول إنه بالتأكيد طرد من العمل. وظيفته القديمة بسبب إهماله ففصله هو الآخر.
وعندما تعب الشاب قرر الذهاب إلى الطبيب، وكانت الصدمة، أخبره الطبيب أنه مصاب بسرطان المعدة وحالته خطيرة، ويجب أن يبدأ العلاج على الفور! شعر الشاب أن الحياة أصبحت مظلمة، حيث لم يكن لديه عمل ولديه أطفال، وكان عليه أيضًا تحمل نفقات العلاج.
فكّر الشاب كثيرًا في زوجته وأولاده وماذا سيفعلون في حال وفاته، فقرر إجراء عملية جراحية، وبالفعل خضع لعملية جراحية، ولكن لا يزال أمامه رحلة علاج طويلة، لكن رغم ذلك قرر أن قاوم ألمه وبدأ في الاتصال ببعض عملائه القدامى، وكان بعضهم يطلبه في منزله، وتمكن من توفير نفقاته الطبية.
لكن لسوء الحظ، أصرت والدة زوجته على تركه لأنه لم يعد قادرًا على إعالتها وسيموت. ردت الزوجة على حديث والدتها وغادرت المنزل وذهبت إلى منزل أهلها. شعر الشاب باليأس وتمنى الموت حتى يستريح من كل آلامه، وخضع لعلاج نفسي، ولكن بحمد الله بدأت حالته تتحسن وهو يتعافى من مرض السرطان.
قرر العودة إلى عمله مرة أخرى وعدم الاستسلام، وبفضل الله تعافى تمامًا من المرض بعد 8 سنوات، وبدأ بتأسيس شركته الخاصة من منزله وبدأ في سداد ديونه المتراكمة عليه. لنفقات العلاج. وتعلمت أن الحياة مليئة بالتجارب والاختبارات، لكن الصبر هو مفتاح الراحة.