هل يجوز صلاة التراويح في مسجد والصلاة في مسجد آخر؟ وهو من الأسئلة التي توضح أحد الأحكام الشرعية المهمة في الإسلام، هذه الأحكام الرمضانية المتعلقة بصلاة التراويح، وفيها العديد من الأحكام الفقهية التي يجب على المسلم دراستها ومعرفة كل شيء فيها، ومن خلال ما سيأتي. وسنتحدث من فقرات هذا المقال عن صلاة التراويح وشرعية هذه الصلاة، وحكم صلاة التراويح في مسجد ومسجد آخر، ومجموعة من الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الحكم.
صلاة التراويح
تمهيدًا للوصول إلى الحديث عن جواز صلاة التراويح في مسجد واحد، والصلاة في مسجد آخر، فإن صلاة التراويح في الإسلام هي الصلاة التي تسمى صلاة قيام الليل في شهر رمضان. كما تؤدى بشكل منفرد في المنزل، وتبدأ هذه الصلاة بإتمام صلاة العشاء مباشرة، ويستمر وقتها حتى فجر اليوم التالي من الشهر الفضيل. بين كل أربعين من هذه الصلوات العشرين، ولا بد من القول أن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – صلى هذه الصلاة ثم تركها حتى لا تُفرض على المسلمين وتكون كذلك. يصعب عليهم أداءها، ثم أحياها بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورضاه في فترة خلافته.[1]
شرعية صلاة التراويح
قبل الدخول في النقاش حول جواز صلاة التراويح في مسجد واحد والصلاة في مسجد آخر، لا بد من القول إن العلماء أجمعوا على أن صلاة التراويح تحل في الإسلام، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله. صلى الله عليه وسلم. صلى الله – صلى الله عليه وسلم – صلاة التراويح على عهد عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم. ص .لَّى صلى الله عليه وسلم ص .لَّى في المسجد الذات ليلة، فَصَلَّى صلاته الناسومن بعد ص .لَّى من القابلات كثير من الناس ثم اجتمعوا في الليلة الثالثة أو الرابعة ولم يخرج لهم رسول الله ص .لَّى صلى الله عليه وسلم، وعندما أفاق قال: رأيت ما فعلت، ولم يمنعني من الخروج إليك إلا أنني كنت على علم بك. قال: أي في رمضان[2]الله اعلم.[3]
هل يجوز صلاة التراويح في مسجد والصلاة في مسجد آخر؟
يجوز للمسلم أداء صلاة التراويح في مسجد وقيام صلاة في مسجد آخر، فجميع المساجد هي بيوت الله تعالى.والصلاة في أي من المساجد تكسب المسلم الأجر المخصص لها إن شاء الله رب العالمين، ويجوز للمسلم أن يتابع المساجد ويذهب إلى المسجد الذي يرى فيه أن للإمام أفضل. صوت من مسجد قريب. وأجاب الشيخ عبد العزب بن باز – رحمه الله – على سؤال تغيير المسجد والانتقال إلى مسجد بعيد بدلًا من القريب بما يلي:[4]
والظاهر – والله أعلم – أنه لا حرج في ذلك إذا كانت النية الاستعانة به في التواضع في صلاته، وهو مرتاح في صلاته، وطمأن قلبه. لأن ليس كل صوت يريحه، فإذا كانت نيته في سماع صوت فلان هو الرغبة في التبجيل الصالح الكامل في صلاته، فلا حرج في ذلك، بل قد يشكر على ذلك ويكون. يؤجر على نيته، وقد يكون الإنسان متواضعا خلف إمام، ولا يتذلل خلف إمام لفروق القراءات والصلاتين، فإذا نوى الذهاب إلى المسجد البعيد لسماع تلاوته. لحسن صوته، والاستفادة منه، والتواضع في صلاته، ليس فقط في الهوى، بل من أجل الفائدة والعلم، ونية الخشوع في الصلاة، فلا حرج في ذلك، و ذلك. وقد ثبت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أعظم أجر في الصلاة أبعدهم عنهم، وأبعدهم المشي).
هل يجوز الانتقال من مسجد إلى آخر لصلاة التراويح؟يجوز للمسلم أن ينتقل من مسجد إلى آخر في صلاة التراويح على ما فتوى به علماء المسلمين والفقهاء. وذلك حسن وكثير، وإذا اختار الذهاب إلى المسجد البعيد لزيادة مسافة المشي إلى الصلاة، فهذا أعز، وأحسن، وأوفر بركة، وأجزي عند الله تعالى، والله أعلم.[4]
هل يجوز صلاة التراويح مرتين في الليلة؟
يجوز للمسلم أن يصلي التراويح مرتين في الليلة، ويجوز له أن يصلي أكثر من ذلك أيضا. بشرط أن يصليها الليل في الوقت الذي يبدأ بعد الانتهاء من صلاة العشاء حتى الفجر، وهنا لا بد من إضافة كلام علماء لجنة الإفتاء الدائمة في المملكة العربية السعودية، الذين قالوا في مسألة صلاة التراويح مرتين في ليلة واحدة:[5]
لا حرج عليه في زيادة عدد الركعات في العشر الأواخر عما في العشرين الأولى وتقسيمها إلى قسمين: جزء يصلي أول الليل ويقصره كالتراويح كما في العشرين الأولى. وجزء يصلي آخر الليل ويطيله تهجد للنبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مما لا يجتهد في غيره.
هل تجوز صلاة التراويح في البيت؟
في ختام ما ورد في الحديث من جواز صلاة التراويح في مسجد والصلاة في مسجد آخر، لا بد من القول: يجوز للمسلم أن يصلي صلاة التراويح في بيته، والأفضل. ليصليها في المسجد. صلاة التراويح في المسجد مع الصحابة الكرام، ثم ترك صلاته خوفا من فرضها على أمته، فلا يستطيعون تأديتها، وسنقدم في ما يلي أقوال العلماء في موضوع: جواز صلاة التراويح في البيت على المسلم: [6]
أقوال العلماء في حكم صلاة التراويح في البيتإن مسألة حكم صلاة التراويح في البيت من المسائل الفقهية الشائكة التي ذكرها كثير من العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية وأفتوا بها. ولأهمية هذا الموضوع نورد فيه أقوال العلماء الآتية على حدة:[6]
- قال البهوتي في كتابه (محضر علي النهى):
وبر المسجد خير منه في البيت ؛ لأنه جمع عليه صلى الله عليه وسلم الناس ثلاث ليالٍ، على أن قال:
- قال الإمام النووي – رحمه الله – في ما ذكره الشوكاني في كتابه نيل الأوتار:
اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِهَا، قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الأَفْضَلَ صَلاتُهَا فِي بَيْتِهِ مُنْفَرِدًا أَمْ فِي جَمَاعَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ وَجُمْهُورُ أَصْحَابِهِ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَحْمَدُ وَبَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ وَغَيْرُهُمْ: الأَفْضَلُ صَلاتُهَا جَمَاعَةً كَمَا فَعَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالصَّحَابَةُ رضي الله عنهم، وَاسْتَمَرَّ عَمَلُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ، لأنها طقوس ظاهرة.
- قال الإمام النووي – رحمه الله – في كتابه المجموع:
صلاة التراويح سنة بإجماع العلماء، وتجوز وحدها أو جماعة، وأيهما أفضل؟ لها وجهان مشهوران. والصحيح أن الجماعة أفضل.