إذاعة متكاملة عن اليوم العالمي للمعلم تعد الإذاعة المدرسية شكلًا من أشكال التعبير الشفوي والتي تهدف لتنشيط مهارتي المحادثة والاستماع لدى الطلاب، وغرس القيم والمفاهيم والمعارف من خلال موضوعاتها المتنوعة، وتتألف من عدة نشاطات وفقرات وذلك بغية البدء باليوم الدراسي للطلاب بشكله الأمثل، ومن الفعاليات والأنشطة التي تُقام في الإذاعة المدرسية لتعشيق حب المعلم في نفوس الطلبة وغرس قيم التقدير والإخلاص لهذا الإنسان العظيم.
إذاعة متكاملة عن اليوم العالمي للمعلم
وهي التي تعد نشاطًا وليس فقرة؛ لأنها تتحدث عن يوم ذات مزية فريدة وعن شخصية هادفة في المجتمع ومحورية وأبعادها تصل إلى مشارق الأرض ومغاربها، ومن الأهمية بمكان أن يُصدح من خلال منابر الإذاعات المدرسية بأسمى التهاني وباقات الشكر والامتنان لكل معلم فاضل كرّس حياته لهذه المهنة النبيلة، والمباركة لهم بعيدهم والاعتراف بالتقصير تجاهه مهما قُدم له.
فالمعلم وعلى مستوى العالم بأسره يعد الباني الحقيقي للمجتمع والركن الرئيس لتطوّره وتقدمه، فهو الرسول في الحاضر بين أفراد مجتمعنا وهو المصلح لوجداننا وضمائرنا، وهو اللّبِنَة الأولى والأخيرة لكل معارفنا ومهاراتنا وتنمية قدراتنا المعرفية والعلمية والثقافية، وهو العسل الحقيقي والوحيد في زمن كثر فيه السم المدسوس بحلاوة العسل، فالمعلم محوّر العملية التعليمية والعلمية والعملية لمفاصل المجتمع والوطن والعالم.
مقدمة إذاعة متكاملة عن اليوم العالمي للمعلم
بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتم بالتسليم على خير البرية الإمام والقدوة والرسول والمعلّم الأول للبشرية كافة، وكفى بالنبي معلّمًا ومرشدًا وصالحًا ومصلحًا للأمة الإنسانية عامّة، صاحب الرسالة الأسمى والأبقى والأخلد، أما بعد ففي يومنا هذا وتاريخه بشهره وعامه واللحظة الآنية أقدم لكم يا جيش الوطن بسلاحه القرطاسيّ الأقوى والأمثل وأخصّكم بالذكر من إداريين وطلاب علم.
نتوجه وإياكم بأقدس وأسمى وأرفع آيات المباركة والشكر والامتنان والعرفان والثناء لوريث الرسول في الرسالة ووريث الأنبياء في الإصلاح وصانع العقول والقلوب والأرواح إلى المعلم الفاضل والمعلم المتفاني والإنسان الذي قدّم روحه وجسده وكلّ ما يملك من قوة في سبيل نشر العلم والمعرفة والثقافة والسير على نهج الفضيلة والصلاح والتربية والتعليم، فمبارك لك يومك وعيدك يا شمس البلاد والعباد من طلبة علمك ونور معارفك.
فقرة القرآن الكريم عن يوم المعلم
إنّ المعلمين سراج العباد وخير البلاد، وطريق الهداية لمن اهتدى منهم؛ ولهذا السبب خصهم الله تعالى في كتابه العزيز بالذكر والثناء عليهم والنهج على خطاهم، كما حثنا الله عز وجل على احترامهم وتقدير مكانتهم الرفيعة، ومن الأمثلة القرآنية على ذلك ما قاله الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله:
- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.[1]
- قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.[2]
- قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.[3]
- قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.[4]
- قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}.[5]
- قال تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}.[6]
- قال تعالى: {وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ}.[7]
فقرة الحديث النبوي الشريف عن يوم المعلم
لم يقف القرآن الكريم وحسب في الحديث عن المعلم ودوره ومكانته السامية، وإنما كان للرسول الكريم دوره الباز في تعزيز هذه المهنة ورسالتها الفاضلة ومنزلة المعلم الرفيعة بين أفراد المجتمع ودوره المهم في الإصلاح والتوجيه والتعليم، ومن هذه الأحاديث التي قالها المعلم الأول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ”.[8]
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “إنَّ اللَّهَ – عزَّ وجلَّ – أوحى إليَّ أنَّهُ من سلَكَ مَسلَكًا في طلبِ العلمِ سَهَّلتُ لهُ طريقَ الجنَّةِ ؛ ومن سلَبتُ كريمتيهِ أثَبتُهُ عَليهما الجنَّةَ. وفضلٌ في عِلمٍ خيرٌ مِن فضلٍ في عبادةٍ . ومِلاكُ الدِّينِ الورَعُ”.[9]
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “مُعلِّمُ الخيرِ يستغفرُ لَهُ كلُّ شيءٍ حتَّى الحيتانُ في البحرِ”.[10]
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “الدُّنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرَ اللهِ و ما والاه، و عالِمًا أو متعلمًا”.[11]
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “فضلُ العالمِ على العابِدِ، كفَضْلِي علَى أدناكم، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، و أهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ”.[12]
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “من علَّم علمًا فله أجرُ من عمِل به، لا ينقصُ من أجرِ العاملِ”.[13]
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “إنَّ مَثَلَ ما آتاني اللهُ مِن الهدى والعِلْمِ كمثَلِ غيثٍ أصاب أرضًا فكانت منها طائفةٌ طيِّبةٌ قبِلت ذلك فأنبتَتِ الكلأَ والعُشبَ الكثيرَ وأمسَكتِ الماءَ فنفَع اللهُ بها النَّاسَ فشرِبوا منها وسَقوا وزرَعوا وأصاب منها طائفةً أخرى إنَّما هي قيعانٌ لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً فذلك مَثَلُ مَن فقُه في دينِ اللهِ ونفَعه ما بعَثني اللهُ به فعلِم وعمِل، ومثَلُ مَن لم يرفَعْ بذلك رأسًا ولم يقبَلْ هدى اللهِ الَّذي أُرسِلْتُ به”.[14]
فقرة الحكمة عن يوم المعلم
إن المجتمع العالمي برمّته وقف موقفَ تقدير واحترام وإجلال من المعلم وعمله النبيل في خدمة المجتمع والإنسانية كافة، فلم يتوانَ الحكماء والعلماء في هذا الصدد فجرّدوا أقلامهم وكتبوا أروع الكلمات فيهم تخليدًا لهم وتعزيزًا لدورهم الفعّال، ومن هذه الحِكَم:
- يقول جبران في حِكمه: “السبب في بناء الأوطان ثلاثة: معلم يربي أجياله، فلاح يغذي أبناءه، جندي يحمي أفراده”.
- ويقول كامل درويش: “إنّ إشراق أي حضارة وبزوغ شمسها عائد لنورالمعلم”.
- ويقول توماس كاروترس: “الإنسان المعلم هو الذي يجعلك تعتاد على الاستغناء عنه بشكل تدريجي”.
- ويقول فيلوكسين: “المعلم هو الذي يمهد لنا الطريق لنهتدي إليه ونعيش حياة ملئية بالصلاح”.
- ويقول الإسكندر المقدوني: “أشكر والديّ لأنهم وهبوني الحياة، وأشكر المعلم لأنه وهبني الحياة الجديدة”.
شاهد أيضًا: ما حكم الاحتفال بيوم المعلم
فقرة الشعر عن يوم المعلم
لم يبخل الشعراء بشعرهم في مدح المعلمين، فقد أشهروا أقلامهم في قصائد غاية في الروعة، بينوا فيها قداسة المعلم ومهنته، وأثره في المجتمع ودوره الركائزي في بناء الإنسان، ومن هذه القصائد والأبيات، ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً
وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا.[15]
ويقول المتوكل الليثي في المعلم من شطره الأول ويهجو من خالف الشطر الأول:
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ
هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي
الضَّنا كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ
وَتَراكَ تُصلِحُ بالرشادِ عُقولَنا
أَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ.[16]
ويقول الاحنف العكبري:
يقول ليَ المعلم ذات يوم
وكان القول منصرف الخريف
عطارد في الكنيف فقلت كلا
ولكن أنت في وسط الكنيف.[17]
ويقول الإمام الشافعي:
اِصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ
فَإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في نَفَراتِهِ
وَمَن لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً
تَذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حَياتِهِ
وَمَن فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِهِ
فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعاً لِوَفاتِهِ
وَذاتُ الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى
إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ لِذاتِهِ.[19]
ويقول الشاعر إبراهين طوقان في رده على قصيدة أحمد شوقي في المعلم:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي
قم للمعلم وفّه التبجيلا
حسب المعلم غمَّة وكآبة
مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت
وجد العمى نحو العيون سبيلا
يا من يريد الانتحار وجدته
إنَّ المعلم لا يعيش طويلا.[19]
فقرة هل تعلم عن يوم المعلم
إنّ يوم المعلم هو اليوم الذي يسلط فيه الضوء عن هذا الإنسان وما يقدّمه للطلاب والمجتمع والوطن والعالم بأسره، كما ويكشف الغطاء عن الصعوبات التي يعانيها بغية إكمال مسيرته المحفوفة بالصعاب والتعب والمعاناة.
كما وأن في هذا يوم يُوضح فيه الأهداف التربوية والتعليمية والمجتمعية والوجدانية والمستقبلية التي يسعى إليها المعلم للارتقاء بطلابه إلى أعلى المستويات المعرفية والفكرية، والثقافية، فلو كل إنسان وضع نفسه في موضع هذه المهنة الشاقة لعرف تفاصيل هذا العمل ولماذا احتل المعلم الصدارة في القداسة بين سائر البشر.
كلمة إذاعة عن المعلم
المعلم الفاضل هو ذلك النّحات الذي يحفر القداسة بعقول طلابه فتبقى ذكراه إلى الأبد فمنذ نعومة الأظفار لم ننسَ المعلم اللطيف الذي كان ينشد أمامنا أعذب الأناشيد، ويعلّمنا أرقى القيم والمفاهيم، فالمعلم هو من يملك من كل المهن نورًا فنراه متمثّلًا بها فنراه تارة فلاحًا ينظف عقولنا من الأعشاب الضارة، ويزرعها بالمحبة المعارف والقيم والمهارات، ليسقيها من أبويته ورحمته؛ لتنبت وتثمر على شكل مستقبلًا زاهرًا نقارع فيها الغمام والكواكب.
ونراه طورًا ممثلًا بارعًا يلوّن بصوته، ويمثل بجسده، ويلعب بإيماءات وجهه، ليرسخ صورة حاضرة لكل زمان ومكان، فمرة نبكي لقصصه الوجدانية الهادفة، وطورًا تتلاطم على قلوبنا الضحكات لتظل بسمة أبدية على جدار المستقبل.
رسالة في يوم المعلم للمعلم
إلى النبي المصلح والرسول المؤدي لرسالته، إلى المعلم الفاضل، الحاضر في قلوبنا والكائن في عقولنا، والمبجّل في عيوننا، نرفع لك أسمى، وأرقى وأجمل تعابير اللغة لتعبر عن خلجاتنا وكوامن حبنا نحوك، يا أيها الإنسان الصالح المُصلح، الزارع الحاصد للعلم والعلوم، والمعارف والفنون، نرفع لك آيات الشكر والامتنان، ونسأل الله أن تظل بخير وصحة وأمان، وأنت تحيا براحة وسعادة وسلام.
الشكر لك موصول أبد الدهر، والتقصير تجاهك مُعترف به مهما فعلنا، يا من فنيت الجسد لتعيش كل الأجساد بنعيم العلم والمعرفة، يا شمعة الميلاد، ويا سراج الأعياد، ويا مشكاة العقول والقلوب والأكباد، نسأل الله لك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
واجب الطالب تجاه المعلم
إنّ من أقل واجبات الطالب تجاه الإنسان الذي يعاني ويكابد العناء للارتقاء بطالبه إلى الدرجات العليا من العلم والمعرفة والأخلاق، الاحترام والتقدير والإجلال، فمن سوء أخلاق المرء نكران الجميل والمعروف وعدم إبداء الإحسان لمن أحسن إليه.
ومن الواجبات المترتبة على كل طالب، الدعاء للمعلم بالخير والصبر على انفعالاته مهما كانت فهو في نهاية الأمر إنسان له مشاعره وأحاسيسه، وإضافة إلى ذلك لابد للطالب أن يساعد معلمه في العملية التعليمية، كالالتزام بالواجبات والحفظ والمهام الموكلة إليه للسير في العملية التعليمية بيسر ودون عناء.
وعلاوة على ذلك ينبغي على طالب العلم أن يحفظ كرامة معلمه ويصونها ويدافع عنها ويقف كالسيف في وجه من يسيء له أو ينقص من قدره وقيمته ويسعى جاهدًا لإحياء دور المعلم في التوجيه من خلال تقبل الطالب لكل النصائح والتوجيهات السلوكية والمعرفية والمهارية، وأخيرًا يجب على طالب العلم ذكر معلمه في جميع المحافل والمناسيات وتوضيح دوره ويساهم في نشر علمه ما استطاع.
خاتمة البرنامج الإذاعي
إنّ الكلام وإنْ كان بحرًا لنفد قبل أن ينتهي الحديث عن المعلم ورسالته الخالدة، فكيف للإنسان أن يجمع كل الكلام ويصف المعلم الذي وصفه الله تعالى وكرّمه وتحدث عنه النبي الكريم وبيّن قدره، وأكثروا الشعراء وصفه ووضحوا معاناته وقيمته في المجتمع، كيف لنا كطلاب علم أن نفيه حقه ونرد الجميل بالأجمل فلا يعلو الجبل السهول، ولا يصفو النهر كصفاء رأس النبعة، وطهارة ماء المطر لن تعود لنقائها بعد ملامسة الأرض.