بحث عن دور الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن، الأسرة هي الوطن الأوّل للإنسان والمدرسة هي بيته الثاني، وللأسرة والمدرسة الدور الأكبر في تربية الإنسان وتعليمه وتكون شخصيته الاجتماعية ورسم ميوله وتوجّهاته، لذلك فإنّ تحقيق الأمن والأمان في المجتمع إنّما يكون عن طريق استهداف الصغار وتربيتهم منذ الصغر على المبادئ التي يتحقق من خلالها أمن المجتمع وأمانه، ونظراً لأهمّية درو الأسرة والمدرسة في بناء شخصية الإنسان منذ الصغر سندرج لكم في هذا المقال بحث عن دور الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن.
مقدمة بحث عن دور الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن
يحتاج تحقيق الأمن إلى التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع ومعرفة حقوق وواجبات كل فردٍ من أفراده، فكلّ فردٍ مهما كانت صفته ومهما كان موقعه في المجتمع مسؤولٌ عن تحقيق الأمن في مجتمعه، إلّا أنّ الإنسان مثل النبتة إذا وُجدَ من يرعاه وينمّيه ويقوّم سلوكه، نبتَ نباتاً حسناً وأصبح إنساناً سويّاً، وإن تُركتْ هذه النبتة بدون رعاية فإمّا أن تذبلَ أو تكبر على حساب غيرها، والمسؤول الأوّل عن نبات الإنسان ونمّوه الاجتماعي هما الأسرة والمدرسة، وسندرج لكم فيما يأتي بحث عن دور الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن.
بحث عن دور الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن
سندرج لكم فيما يأتي بحث عن دور الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن، سنتعرّف به على تعريف الأمن ومفهوم الأمن في الإسلام ثم سنذكر دور كلٍّ من الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن:
تعريف الأمن
يشير الأمن بمفهومه العام إلى تحقيق حالةٍ من الأمان والاستقرار والسلام في النفس البشرية وفي البيئة المحيطة بها، وانعدام الشعور بالخوف أو الإحساس بالقلق من أي تهديدٍ قد يؤثّر على حياة الإنسان أو صحته أو أهله أو ممتلكاته، والأمن في اللغة هو نقيض الخوف، والفعل الثلاثي منه هو أَمِنَ أي شعرَ بالأمان، ولا يقتصر مفهوم الأمن فقط على السلامة البدنية بل يتعدّاه إلى قدرة الإنسان على تأمين احتياجاته الأساسية من طعامٍ وشرابٍ وملبسٍ ومسكنٍ إلى جانب شعوره بالأمان، ولا يتحقق هذا الأمن إلّا ضمن مجتمعٍ متماسكٍ يعرف كل واحدٍ من أفراده حقوقه وواجباته، فيسعى إلى أخذ حقوقه دون التعدّي على حقوق غيره، ويؤدّي واجباته بما يسهم في تحقيق الأمن والأمان للمجتمع.
الأمن والأمان في الإسلام
وسنتكلّم الآن عن مفهوم الأمن والأمان في الإسلام عن طريق أمثلةٍ من كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم:
- مفهوم الأمن في القرآن الكريم: وردَ ذكْرُ الأمن في القرآن الكريم في مواضع عديدة دالّاً عن السلام النفسي والاطمئنان والسلامة البدنية وانعدام أسباب الخوف والقلق وغياب جميع التهديدات التي قد تعرّض حياة الإنسان أو أهله أو ممتلكاته للخطر، وقد ورد في القرآن الكريم نوعين من الأمن، الأن في الحياة الدنيا والأمن الذي يكون في الآخرة بعد الموت إلى دخول الجنة والنجاة من النار، ففي قول الله تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ”[2] ففي هذه الآية يضرب الله مثلاً للمؤمنين ليخبرهم بأن الأمن في الحياة الدنيا إنّما يُنعم به على المؤمنين الذين يؤمنون به ويشكرون نعمه فإذا كفروا أزال الله عنهم هذه النعمة وأبدلهم مكان الأمن خوفاً وجزعاً، كما أن الله تعالى ربط الأمن بالرزق فلا يتحقق الأمن إن لم تتوفر معه مقومات الحياة الأساسية من طعامٍ وشرابٍ ومسكنٍ وملبسٍ وغيرها من أساسيات الحياة.
وفي قول الله سبحانه وتعالى، بسم الله الرحمن الرحيم:” وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”[3] دليلٌ آخر على أنّ الله وعد المؤمنين الذين يؤمنون بالله ويعملون بأمره وينتهون عمّا نها عنه بالأمن والأمان بعد الخوف، والثبات والقوّة بعد الضعف.
أمّا عن الأمان في الآخرة فقد ذكره الله في مواضع عديدةٍ في كتابه العزيز ففي قوله تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم” “إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”[4]، يبين الله سبحانه وتعالى أن الإيمان والعمل الصالح لا يؤدي فقط إلى تحقيق الامن في الحياة الدنيا بل هو سببٌ لتحقيق الأمان يوم القيامة وفي الآخرة وهو الأمان الذي ليس بعده خوف. - مفهوم الأمن في السنّة النبوية: وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي لا ينطق عن الهوى، الكثير من الأدلة على أهميّة الأمن والسعي لتحقيقه ففي حديث عبيد الله بن محصن عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ” مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا”،[5] وفي هذا الحديث يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأن أمن الإنسان وأمانه إنّما يكون ضمن جماعته وأهله وأسرته وأنّ هذا الأمان يرتبط بصحته ورزقه وأنّ هذه العناصر المتمثلة بالأمن والرزق والصحة مجتمعةً هي المكاسب الثمينة والنعم العظيمة التي إذا نالها العبد فقد نال الأمان والاستقرار في الحياة الدنيا.
كما ورد في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد نهى عن التسبب بأي أذىً لأي مسلمٍ مهما كان هذا الأذى صغيراً ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ” لا يُشِيرُ أحَدُكُمْ علَى أخِيهِ بالسِّلاحِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ”[6] أيّ أنّ المسلم لا ينبغي أن يشير بالسلاح إلى أخيه المسلم حتّى لو كان تهديداً ولم تكن نيّته إيذاؤه.
وأيضاً فقد بيّن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الحقوق والواجبات وحرّم التعدّي على أموال المسلمين أو أعراضهم أو دمائهم ووضع لهم منهاجاً إلاهياً إذا اتبعوه فقد أَمِنوا في دنياهم وآخرتهم وإن تركوه ذهب الله بأمنهم وأبدلهم ضعفاً وخوفاً وذلّةً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ” لا تحاسَدُوا، ولا تناجَشُوا، ولا تباغَضُوا ولا تدابَرُوا، ولا يبِعْ بعضُكمْ على بيعِ بعضٍ، وكُونُوا عبادَ اللهِ إخوانًا، المسلِمُ أخُو المسلِمِ، لا يَظلِمُهُ ولا يَخذُلُهُ، ولا يَحقِرُهُ، التَّقْوى ههُنا – وأشارَ إلى صدْرِهِ – بِحسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ، كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ، وعِرضُهُ”
أنواع الأمن
للأمن أنواعٌ عديدةٌ فلا يقتصر الأمن على تحقيق السلام النفسي والسلامة البدنية للفرد بل إنّ الإنسان لا يكون آمناً إلّا في مجتمعٍ متماسكٍ يشدّ بعضه بعضاً ويؤازر بعضه بعضاً، ولا يقتصر أيضاً على السلامة البدنية والراحة النفسية بل إنّه يمسّ كل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية وغيرها، وبما أنّ موضوعنا هو بحث عن دور الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن سندرج لكم فيما يأتي بعض أنواع الأمن التي ترتبط بحياة الإنسان في أسرته وحياته الاجتماعية:
- الأمن الأسري: يتمثل هذا النوع من الأمن بتحقيق الفرد للأمن داخل أسرته، وقدرة هذه الأسرة على تأمين احتياجاتها ومتطلباتها الأساسية من طعامٍ وشرابٍ وملبسٍ ومسكن إضافةً إلى السكينة والطمأنينة والراحة النفسية والتفاهم بين أفرادها ووجود جوٍّ من الألفة والمحبّة والاحترام، والأمن الأسري يعدّ جزءاً من المنظومة المجتمعية التي تتكون من الأمن الاجتماعي والفكري والتقني وغيرها، ودعامةً يرتكز عليها أمان المجتمع واستقراره، فإذا تفككت الأسر وضاع الأمان الأسري فإنّ المجتمع سيكون أكثر عرضةً للتفكك والانهيار.
- الأمن الاجتماعي: يتحقق الأمن الاجتماعي للإنسان عندما يعيش في مجتمعٍ متماسك يشدّ بعضه بعضاً، ويؤازر بعضه بعضاً ويعطف بعضه على بعض، يعرف كل فردٍ من أفراده حقوقه وواجباته، فيأخذ حقوقه دونَ تعدٍّ أو مبالغةٍ، ويؤدّي واجبته ولا يقصّر بأدائها، يعيش الإنسان في هذا المجتمع مطمئناً، آمناً بين أسرته وأهله، يشعر بالأمان على نفسه وأهله وأسرته ورزقه وممتلكاته، ولا يوجد أيّ خطرٍ أو تهديدٍ قد يعكّر صفو حياته أو يعرّضها للخطر، ولا يتحقق هذه المجتمع الآمن إلّا بالالتزام بالحقوق والواجبات واتباع تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى المحبّة والسلام والمحافظة على الأمن.
- الأمن الاقتصادي: على مستوى الأسرة يعبّر الأمن الاقتصادي على قدرة الأسرة على تلبية متطلباتها اليومية وتوفير احتياجاتها الأساسية من الطعام والشراب والمسكن والملبس والصحة والتعليم وجميع الأساسيات الحياتية التي تتطلبها الأسرة وأفرادها، وعلى مستوى الدولة فإنّ الأمن الاقتصادي يعبّر على قدرة الدولة على توفير احتياجات مواطنيها وتلبية متطلباتهم من المواد الأساسية والخدمات وتحقيق وَفْرٍ بالمواد وخططٍ مستقبليةٍ لواجهة أي تهديدٍ أو تعويض أي نقصٍ في المستقبل.
- الأمن التقني: وهو مصطلحٌ حديثٌ للأمن ظهر مع الانتشار الكبير للتكنولوجيا والأجهزة التقنية في متناول كل يد وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب والمواقع الإلكترونية في السنوات الأخيرة، والتي تحمل بشكلٍ أو بآخر الكثير من التهديدات التي قد تؤثّر على أمن الفرد نفسه أو أمانه في أسرته وحتّى في مجتمعه، فقد أدّت الألعاب الإلكترونية الحربية إلى انحراف الكثير من الشباب وقيامهم بأعمال الشغب والتخريب نتيجة تعلّقهم بهذه الألعاب ورغبتهم بتقليدها، وأدّت مواقع التواصل الاجتماعي إلى إدخال الكثير من المفاهيم والأفكار التي لا تتناسب مع قيم مجتمعنا ومبادئه وشغلتْ أوقات الكبار والصغار وألهتم عن العمل والعلم والاجتهاد، وأيضاً الخطر المتمثلّ بالمواقع والصفحات الإلكترونية اللاأخلاقية التي تنشر المواد الإباحية على الإنترنت وتتيحها لأي أحد، إضافةً إلى الخطر الأكبر الذي يتمثّل بارتكاب الجرائم الإلكترونية كاختراق الأجهزة وسرقة البيانات وبيعها، وهذا الخطر لا يهدد الأفراد فقط بل إنّ تأثيره يشمل الأفراد والأسر والمجتمع بأكمله.
دور الأسرة في المحافظة على الامن
الأسرة هي بيت الإنسان ووطنه الأوّل، فيها يولد ويشعر بالأمان ويأخذ الحب والحنان من أبويه وإخوته، ويتعلّم منهم المبادئ والأخلاق والقيم والعادات التي تمكّنه من أن ينبت نباتاً حسناً ويكون فرداً صالحاً في مجتمعه، وللأسرة دورٌ كبيرٌ في تحقيق الأمن والأمان للمجتمع لأنّ قوة البناء العظيم إنّما تكون بقوّة دعائمه وصلابتها ومنعتها، ويتجلّى دور الأسرة في المحافظة على الأمن من خلال ما يأتي:
- تربية الأطفال على الأخلاق الإسلامية السمحة التي تدعو إلى الأمن والسلام والطمأنينة ونبْذِ الفرقة والخلاف.
- تعويد الأطفال على الصلاة والصيام والقرب من الله لأنّ القرب من الله هو الرادع الأكبر للإنسان على ارتكاب الذنوب والوقوع في الخطأ والتسبب بالأذى للناس أو للمجتمع.
- الإنفاق على الأطفال بما يكفيهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية وتوفير متطلباتهم اليومية وعدم حرمانهم من أي شيء.
- تربية الأطفال على حب الوطن وزرع المبادئ الوطنية في قلوبهم ونفوسهم.
- حثّ الأطفال على العادات الإيجابية واحترام الآخرين والالتزام بالأنظمة والقوانين منذ صغرهم.
- الاستماع إلى الأطفال ومعرفة مشاكلهم والعقبات التي تقف في طريقهم ومساعدتهم على تخطّيها.
- مراقبة الأطفال بشكلٍ مستمرٍّ من حيث دخولهم إلى الإنترنت وقيامهم باستخدام الأجهزة الذكية وتعليمهم على استخدام المواقع التعليمية والثقافية التي تنمّي معرفتهم وتغني ثقافتهم.
- تنظيم ساعات محددة للأطفال لاستخدامهم للإنترنت أو لعب الألعاب الإلكترونية، وعدم السماح لهم بلعب الألعاب التي تدعو إلى العنف والتخريب.
- تعريف الأطفال برجال الأمن ودورهم في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد ووجوب دعمهم ومساندتهم.
- التعاون والتنسيق مع المدرسة لمعرفة مستويات الأطفال العلمية والتربوية وأخلاقهم الاجتماعية خارج المنزل من أجل وضع الحلول المناسبة وتجاوز المشكلات والعقبات.
- نشر جوّ الأمان في والطمأنينة داخل المنزل وتلافي الخلافات الأسرية قدر المستطاع وخاصةً أمام الأطفال.
دور المدرسة في المحافظة على الامن
والمدرسة باعتبارها بيت الإنسان الثاني فلها تأثيرٌ كبيرٌ على ميول الانسان وأفكاره وتوجّهاته وبناء شخصيته الاجتماعية التي إن صلُحتْ صلُح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع، وتلعب المدرسة متمثلةً بالكوادر التدريسية والإدارية والمناهج التربوية والتعليمية في التأثير على شخصية الإنسان الاجتماعية ودفعها لتكون إيجابيةً في المجتمع وإيضاح الطرق الصحيحة والأساليب التي يمكن من خلالها تحقيق الأمن والأمان للمجتمع:
- توعية الطلاب في المدارس إلى أهمية الأمن وكيفية تحقيقه من خلال الدروس والمناهج الدراسية.
- تدريب الطلاب على إجراءات الأمن والسلامة والوقاية من الأمراض والاسعافات الأولية.
- وضع دروس وفقرات مخصصة في المناهج الدراسية تتكلم عن الأمن ودوره في بناء المجتمعات وتحقيق التقدم والازدهار للدول.
- غرس القيم والمبادئ الإسلامية عن طريق تعليمها للطلاب منذ صغرهم لتثمر عندما يكبرون ويساهموا في المحافظة على بلادهم وأمنها واستقرارها.
- إقامة الندوات والفعاليات التوعوية التي ترشد الطلاب وتدلهم عن كيفية التصرّف في الحالات التي يتعرضون فيها للخطر.
- متابعة المستوى الدراسي والأخلاقي والتربوي للطلاب وإخبار الأهل عن أي تقصيرٍ أو مشكلةٍ أو عقبةٍ تقف في وجه تعليم الطفل أو تربيته.
- التعاون والتنسيق مع الأسرة لحل مشكلات التربوية والنفسية والاجتماعية التي تواجه الأطفال وتعيق تقدمهم.
خاتمة بحث عن دور الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن
مما تقدّم نجد أن الأسرة والمدرسة يلعبان دوراً هامّاً في المحافظة على الأمن فالأسرة هي منشأ الطفل ونظرته الأولى للحياة، فيها يتعلم المبادئ والأخلاق ويتأثر بالبيئة الداخلية للأسرة فإن كانت هذه البيئة إيجابيةً وهادئةً وخاليةً من الخلافات انعكس ذلك على تفكيره وسلوكه بشكلٍ إيجابي وأصبحت فطرته تميل إلى الهدوء والأمن، وإن كانت هذه البيئة سلبيةً ومليئةً بالصراعات والنزاعات الأسرية خلّفت ورائها العديد من الصفات السلبية، وكذلك فإن للمدرسة الدور الأكبر ففيها يكبر الإنسان ويكوّن شخصيته ويتعرف على أسرته الأكبر التي هي مجتمعه وهنا يكمن دور المدرسين والكوادر الإدارية في المدراس من خلال تعليم الطلاب وتوعيتهم ومراقبة تصرفاتهم وسلوكهم والتنسيق مع الأهل لحل مشاكلهم النفسية والتعليمية والتربوية.
موضوع تعبير عن الأمن والاستقرار
مقدمة
الأمن ركيزةٌ أساسيةٌ وحاجةٌ إنسانيةٌ لا يمكن للإنسان العيش من دونها ولا ينعم بباقي الحاجات الأخرى من دونها، لذلك فتسعى الدول بجميع مؤسساتها أن تحافظ على الأمن والاستقرار في بلدانها، وذلك بكلّ الوسائل المتاحة.
عرض
يعدّ الأمن هاجساً يشغل بال الكبير قبل الصغير والدول قبل الأفراد، وتتعدد مظاهر الأمن وتتنوع أشكاله لتشمل جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والبيئية وغيرها، ولا يتحقق الأمن والاستقرار للمجتمع بتحقق الأمن والاستقرار الفردي، بل يجب التعاون والتنسيق بين جميع أفراد المجتمع وأطيافه وشرائحه متمثلةً بالفرد والأسرة والمدرسين ورجال الدين والعلماء والمفكرين وصولاً إلى رجال الأمن من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المجتمع.
وأفضل ما نحقق به أمننا ونضمن أماننا واستقرارانا، هو الالتزام بتعاليم دين الإسلام التي تدعو بمجملها إلى تحقيق الأمن ونشر السلام بين الناس واحترام الآخرين وتأدية الحقوق والالتزام بالواجبات، وتأدية الزكاة لضمان حقوق الفقراء، وتحريم التعدّي على أموال المسلمين أو دمائهم أو أعراضهم، والحثّ على الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأرض بالمال والنفس، والكثير من التعاليم السمحة وصولاً إلى إماطة الأذى عن الطريق والتبسم في وجه الآخرين، والتي تشكّل بمجموعها منهاجاً إلهيّاً إذا التزم به الناس فقد حققوا بها أعلى درجات الأمن والاستقرار وعاشوا في مجتمعٍ سليمٍ متماسكٍ ونعموا بالسلام والاطمئنان.
وعن أهمية تحقيق الأمن والاستقرار فإنّ وجود هذين العنصرين في أيّ مجتمعٍ هو منطلقٌ لتحقيق التقدّم والازدهار، فلن يقوم الإنسان بالبحث عن الكماليات بينما هو فاقدٌ للأساسيات، وإذا وَجدَ الفرد الأمن والأمان أصبح في حريّةٍ من أمره للإبداع والتفكير في تحقيق التقدّم والإنجاز، كما أن البلدان التي تنعم بالأمن والاستقرار هي وجهة الاستثمارات الأجنبية والبعثات العلمية والوفود السياحية التي بدورها ستجلب الكثير من رؤوس الأموال والعلماء والباحثين وتجعل هذه البلدان منفتحةً على حضارات غيرها مما يسهم في تحقيق تقدّمها وازدهارها.
خاتمة
ومن خلال هذا الموضوع تعرّفنا بشكلٍ سريعٍ عن الأمن والاستقرار وأهميتهما للفرد والمجتمع، وذكرنا كيفية تحقيق الأمن والاستقرار من خلال الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي القويم، وبينّا أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في بناء المجتمع وانفتاحه على الحضارات والثقافات الأخرى سعياً إلى تحقيق تقدّمه وازدهاره.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا بحث عن دور الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن، وتعرّفنا بشكلٍ مفصّلٍ على تعريف الأمن ومفهومه في الإسلام وأنواعه التي تتعلق بالجانب الاجتماعي، ثم أدرجنا دور كلٍّ من الاسرة والمدرسة في المحافظة على الامن، وفي نهاية مقالنا أدرجنا لكم موضوعًا عن الأمن والاستقرار، وفي الختام نسأل الله لنا ولكم الأمن والأمان ولسائر بلاد المسلمين.