ما هو ملف حكم عن اليأس واليأس من رحمة الله في الإسلام يعلم المسلم يقينًا أن رحمة الله تعالى واسعة ولا تقتصر على شيء، وبالتالي يستحيل على من يؤمن بالله – العلي – أن ييأس من رحمته أو لليأس منه. تعال بالإضافة إلى تحديد بعض الموضوعات الأخرى المهمة التي تتعلق بعنوان المقال الرئيسي وهو اليأس والقنوط.

حكم عن اليأس واليأس من رحمة الله

وقال العلماء: إن حكم اليأس واليأس تحريمهما وكبائرهما. ومنها ما يخرج الإنسان عن الدين، لكنها عموماً من الكبائر، وقد قال العلماء إنها أكثر تحريماً من الكبائر الظاهرة، ووضعها الإمام القرطبي في الرتب بعد أن أشرك الله في الكبائر، وكان ذلك. عن ابن مسعود – رضي الله عنه – أنه قال: “الكبائر أربع: الشراكة مع الله، واليأس من رحمة الله، واليأس من روح الله، والأمن من غش الله”. والله أعلم

علاج اليأس من رحمة الله

لقد طور العلماء عددًا من الوسائل التي تساعد المسلم على النأي بنفسه عن يأس رحمة الله تعالى، والبقاء في فضاء دينه ورجائه في الله تعالى، ومن هذه الوسائل ما يلي

  • معرفة أسماء الله وصفاته والإيمان بها: إن معرفة أسماء الله وصفاته والإيمان بها – لا سيما ما يدل على الرحمة والمغفرة والكرم والكرم – تجعل المسلم لا ييأس من رحمة الله وفضله.
  • حسن الإيمان بالله تعالى: ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: “أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ لقد باعها، وإذا جاء إلي ماشيًا، أتيت إليه ممارسًا للركض “.[3] ويقول – العلي – في حديث آخر: (يا ابن آدم! ما دمت تدعوني وتتوسل إليّ، فسأغفر لك ما فعلته، ولا أبالي يا ابن آدم! إذا وصلت خطاياك إلى غيوم السماء، ثم استغفرتني، فسأغفر لك ولا أبالي، يا ابن آدم! إذا كنت ستأتي إلي مع حمولة أرضية من الخطايا ثم قابلتني دون أن تربطني بأي شيء، لكنت قد أتيت إليك مع حمولة أرضية من الغفران “.[4]
  • الإيمان بالقدر والقدر: عندما يعلم المسلم أن ما أصابه من عند الله – عز وجل – وحده يريح قلبه، والله تعالى – يقول: {ما ابتليت به مصيبة في الأرض، ولا في نفوسك إلا في كتاب. لمن قبله.[5]
  • الصبر عند البلاء: لقد شيط الله – العلي – اليائسين في المصائب، واستثنى من هؤلاء الصابرين في البلاء ؛ يقول تعالى: {وإن كنا قد جعلناه ذوقًا كئيبًا بعد ضيق أصابه، لقيل: ذهب الشر مني. في الواقع، إنها فرحة}.[6]
  • صلِّ بثقة من أجل الإجابة: أثنى الله تعالى على عبده ونبيه يعقوب – صلى الله عليه وسلم – عندما دعا بلسان المؤمن الواثق في الإجابة بعد ما حدث له في نفور ابنه. قال – العلي – مجادلًا عن يعقوب – صلى الله عليه وسلم: {قال: إنني لا أشكو إلا حزني وحزني إلى الله. ما لا تعرفه،[7] وقال صلى الله عليه وسلم: “ما زال العبد مستجابًا، ما لم يدع بالذنب، ولا بقطع القرابة، ما لم يستعجل يا الله، فماذا؟”. قيل؟ قال: يقول: دعيتُ ودُعيتُ، لكني لم أرَ إجابة، فيغضب من ذلك، ويترك الدعاء.[8] الله اعلم.

اليأس من رحمه الله في الكتاب والسنة

لقد أدان الإسلام اليأس واليأس من رحمة الله العلي التي تشمل كل شيء، وقد جاء ذلك في عدد من الآيات القرآنية الشريفة وعدد من الأحاديث النبوية الشريفة. صلى الله عليه وسلم- ومنها:

اليأس من رحم الله في القرآن الكريم

جاء الحديث عن اليأس واليأس والاستهزاء بهم في كثير من الآيات القرآنية، منها:

  • قوله تعالى: {قالوا: “لقد أعطيناكم بشرى الحق. لذلك لا تكن من اليأس. قال: “ومن ييأس من رحمة ربه إلا الضال”.[9]
  • قوله تعالى: {وَلَمَّا نُذِقُ النَّاسِ الرَّحْمَةَ يَفْرَحونُ بِهَا، وَإِنْ أصابَهُمْ شَّرٌّ بِمَا أَدَّتْهَا أَيْدَهُمْ يَذِلُّونَ.}[10]
  • قوله تعالى: {قل يا عبادي الذين عصوا على أنفسهم لا تيأسوا من رحمة الله، فإن الله يغفر الذنوب.}[11]
  • قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي نَزَلَهُمْ مَطْرًا بَعْدَ ذلِكَ وَفَشَّرَ رَحْمَتَهُ، وَهُوَ الحَمدُ}.[12]
  • قوله تعالى: {لا يمل العبد من الدعاء للخير، وإن مسه الشر يئس}.[13]

اليأس من رحمه الله في السنة النبوية

وقد وردت في صحيح السنة النبوية بعض الأحاديث التي تدين اليأس واليأس منها:

  • قوله – صلى الله عليه وسلم -: “إنَّ اللهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَومَ خَلَقَها مِائَةَ رَحْمَةٍ، فأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وتِسْعِينَ رَحْمَةً، وأَرْسَلَ في خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً واحِدَةً، فلوْ يَعْلَمُ الكافِرُ بكُلِّ الذي عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الجَنَّةِ، ولو يَعْلَمُ المُؤْمِنُ بكُلِّ الذي عِنْدَ اللهِ مِنَ العَذابِ، لَمْ يَأْمَن من النار “.[14]
  • قوله – صلى الله عليه وسلم -: “لو علم المؤمن ما هو عذاب الله لما كان أحد يأمل في الجنة، ولو عرف الكافر ما لله من عذاب الزئبق”.[15]

الفرق بين اليأس واليأس

اختلف العلماء في معاني اليأس والقنوط والفرق بينهما. وأشهر هذه الأقوال ما يلي:[16]

  • القول الأول: فظاهر الآيات القرآنية يدل على أن اليأس أسوأ من اليأس. وقد وصف القرآن الكريم أهل اليأس بالكفر، وقال تعالى: {لا ييأس من روح الله إلا الكفار}.[17] قال تعالى: {قال: ومن ييئس من رحمة ربه إلا الضالين؟[18] ومعلوم أن الضلال قد يكون كفرًا، أو قد يكون أقل من كفر.
  • القول الثاني: أن لا فرق بينهما، ووصف أهل اليأس بالضلال، ووصف أهل اليأس بالكفر لا يدل على الاختلاف بينهم. فيقال غير المؤمن ضلال كما في قوله تعالى:[19]
  • القول الثالث: معنى اليأس توقف الجشع عن شيء ما، واليأس أكثر خصوصية منه، وهو أشد أنواع اليأس.
  • القول الرابع: اليأس يستبعد زوال الرجس، واليأس يستبعد رحمة الله -سبحانه وتعالى- ويستبعد المنشود وأقوال أخرى كثيرة، والله أعلم.