خطب جمعة جاهزة ومكتوبة قصيرة جدا هي الخطب الجاهزة التي تتحدث عن الكثير من المعاني المهمة والموضوعات المفيدة بالنسبة لجميع المسلمين في العالم، حيث إنّ خطبة الجمعة تُعدُّ بمثابة الدرس الأسبوعي الذي يحضره المسلمون جميعًا ويتعرفون من خلاله على العديد من الأحكام الشرعية المهمة، وفي هذا المقال من موقع محمود حسونة نلقي الضوء على مجموعة من خطب الجمعة الجاهزة المكتوبة مع مجموعة خطب جمعة عن الاستغفار، وسوف نقدّم أيضًا أشهر مواضيع خطب يوم جمعة مؤثرة جدا مع رابط تحميل خطب جمعة جاهزة ومكتوبة وقصيرة pdf.

خطب جمعة جاهزة ومكتوبة قصيرة جدا

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم نسألك أن تعلمنا ما ينفعنا، وأن تنفعنا بما علمتنا، ونسألك يا رب العالمين أن تزيدنا علمًا وعملًا يا رب العالمين، ونشهد ألّا إله إلّا الله وحده لا شريك الله، وأنّ محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله، خير نبي أرسله وهداية للعالمين اصطفاه، اللهم صلّ على سيدنا محمد في الأولين وفي الآخرين وفي كل ثانية وكل وقت، وارض اللهم على من تبعه وواله بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد:

إنّ هذا اليوم المبارك يوم نجتمع فيه بشكل أسبوعي لأداء صلاة الجمعة، هذه العبادة العظيمة التي منّ الله تعالى على المسلمين بها، والتي تُكسب المسلمين الكثير من الأجر والثواب من الله رب العالمين، ويوم الجمعة هو يوم مبارك وهو أعظم أيام الأسبوع كلها، وهو خير يوم طلعت فيه الشمس على ابن آدم، وهذا ما نصّت عليه الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في صحيح السنة النبوية، ومنها حديث رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها” [1] وهو يوم عظيم فيه ساعة يستجب الله تعالى فيها دعاء الداعين، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّ في الجُمُعَةِ لَساعَةً، لا يُوافِقُها مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ فيها خَيْرًا، إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ

عباد الله: إنّ يوم الجمعة مرتبط في أذهاننا الآن بصلاة الجمعة وباجتماع المسلمين في المسجد، لسماع الخطبة وأداء هذه الصلاة، وقد لوحظ تأخر الكثير من المسلمين عن القدوم إلى المسجد في يوم الجمعة، علمًا أنّ السنة النبوية هي أن يذهب المسلم إلى الصلاة باكرًا، لأنّ الله تعالى جعل على باب كل مسجد ملائكة تُسجل أسماء الداخلين، فإذا صعد الخطيب المنبر طوت الملائكة الصحف التي بيديها وجلست تستمتع إلى كلام الخطيب، قال عليه الصلاة والسلام: “إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بَابٍ مِن أبْوَابِ المَسْجِدِ المَلَائِكَةُ، يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ” [3] فاسعوا أيها الأخوة المؤمنون إلى القدوم باكرًا إلى صلاة الجمعة وأكثروا من الدعاء في هذا اليوم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله . .

خطب جمعة جديدة مكتوبة 2022

الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، فلم يجدوا حرجًا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم نسألك أن تنفعنا بما علمتنا وأن تكرمنا بالخيرات والمسرات في هذه الحياة الدنيا، أمّا بعد أيها الأخوة المؤمنون:

إنّنا اليوم في هذه الجمعة المباركة سوف نتحدّث عن موضوع هو من أكثر المواضيع الحرجة في الشرع الإسلامي، موضوع تفشى في بلادنا ومجتمعاتنا الإسلامية، وهو ينافي شروط وضوابط وأوامر الشرع الإسلامي منافاة تامّة، وهو موضوع عقوق الوالدين، هذا الأمر الذي صار منتشرًا بشكل كبير في مجتمعنا الإسلامي، حيث نرى الأبناء من الذكور والإناث لا يعرفون حق الوالد والوالدة، ولا يعرفون معنى بر الوالدين أبدًا، فيا أيها المسلمون اعلموا جميعًا أنّ بر الوالدين هو من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم في حياته، ورد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي” [4] وجاء في محكم التنزيل في سورة الإسراء قول الله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [5] وهذه كلها نصوص شرعية تبيّن فضل بر الوالدين وأهميته والأجر والثواب العظيم الذي يناله من يبرّ بوالديه، فحافظوا على آبائكم أيها الأخوة المسلمون، وعاملوهم بالإحسان فإنهم بركة من الله وإنّ البر بهم أمر إلهي لا يمكن التهاون فيه أبدًا، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله . .

خطب جمعة مختصرة ومؤثرة

بسم الله الرحمن الرحيم، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وعلى آل وصحبه أجمعين، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد بر، أيها الأخوة المسلمون:

في هذه الخطبة التي ستكون قصيرة موجزة بإذن الله رب العالمين، سوف نتحدث عن موضوع من أشهر المواضيع التي ينبغي على أصحاب الرأي في المجتمع الاهتمام بها، وهي فئة الشباب والاعتناء بالشباب وتيسير أمور الشباب وتشجيع الشباب بشكل عام، حيث إنّ الشباب أيها الأخوة المسلمون هم أساس الدولة وأصل المجتمع، وهي الفترة التي يسوف يسأل عنها المسلم يوم القيامة، فعلينا جميعًا أن نقوم بتشجيع الشباب على العمل الصالح، وأن نعمل جاهدين على بناء جيل شاب طائع لله، مجتنب نواهي الشرع الإسلامي ومحاذيره، وعلينا أن نتذكر دائمًا قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الشريف الذي رواه أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد: “لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ” [6] فحافظوا على شبابكم أيها الأخوة، واعلموا أنّ هذه الفئة العمرية هي الفئة التي تُبنى عليها أحلام الأمة الإسلامية، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله . .

خطب جمعة مكتوبة شبكة الالوكة

تضم شبكة الألوكة الكثير من خطب الجمعة الجاهزة والتي تتحدث عن الكثير من المواضيع المهمة والمميزة، ومن هذه الخطب نذكر ما سيأتي:

الحمدُ لله حمدًا كثيرًا ليس له انتِهاء، نحمدُه -سبحانه- على ترادُفِ النِّعَم والآلاء، الحمدُ لله حقَّ حمدِهِ حمدًا يُوافِيهِ دُون وَعدِهِ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رفعَ شأنَ بعضِ خلقِه للتأسِّي والاقتِداء، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا وقُدوتَنا مُحمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ البريَّة في السِّيرة البَلْجاء، اللهم فصلِّ عليه صلاةً تُوفِّي حقَّه وكِفاء، وبارك يا ربَّنا على آله السَّامِين الأوفِياء، وصحبِه الأكرَمين النُّجَبَاء، ومن تبِعَهم بإحسانٍ يرجُو بالجِنانِ الارتِقاء، وبالأبرارِ الالتِقاء، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم اللِّقاء، معاشِر المسلمين: في عالَمٍ يمُوجُ بالفِتَنِ والاضطِراب، ويعُجُّ بالفِرَق والطوائِفِ والاحتِراب، كلٌّ يدَّعِي الحقَّ واحتِكارَ الحقيقةِ والصواب، ويرَى من نفسِه أنه القُدوة، وبه تكونُ الأمة والأُسوَة. ومع كثرة التحديَّات والأزمَات، والتحوُّلات والمُتغيِّرات، يحتاجُ المرءُ إلى تلمُّس طريقِ النجاة، وإعمالِ النَّقل والعَقل في أمورِه مع الحِلمِ والأناةِ، وهنا تبرُزُ من بين الثَّنايَا قضيَّةٌ من أهمِّ وأعظم القضايَا، هي سببُ خيرِ الأفرادِ والمُجتمعات، وتشيِيد الأمجادِ والحضارات، ألا وهي: قضيَّةُ الأُسوة والقُدوة، والتأسِّي والاهتِداء، والاتِّباع والاقتِداء، وهي قضيَّةٌ ما أعظمَها وأجَلَّها! قال بعضُ أهل العلم: “سِيَرُ الرِّجال أحبُّ إلينا من كثيرٍ مِن الفقهِ”.

معاشِر المُؤمنين: لقد أولَى القرآنُ الكريمُ موضوعَ القُدوةِ اهتِمامًا كبيرًا، وعنايةً بالِغةً؛ فحثَّ على الاقتِداء والائتِساء بالرُّسُل والأنبِياء، فقال عزَّ مِن قائل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] قال الإمامُ الطبريُّ رحمه الله: “فبالعملِ الذي عمِلُوا، والمِنهاجِ الذي سلَكُوا، وبالهُدى الذي هديناهم، والتوفيقِ الذي وفَّقنَاهم اقْتَدِه؛ أي: فاعمَل وخُذ به واسْلُكْه”. فإنه عملٌ لله فيه رِضًا، ومِنهاجٌ مَن سلَكَه اهتدَى، ووصَفَ بعضَ عبادِه المُصطَفَين الأخيار بالإمامةِ؛ إيماءً أنهم أهلٌ للاقتِداء والتأسِّي، فقال سبحانه: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73]، وقال مُخاطِبًا إبراهيم عليه السلام: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة: 124] قال الإمامُ ابنُ كثيرٍ رحمه الله: “قامَ إبراهيمُ -عليه السلام- بجميعِ الأوامِر، وترَكَ جميعَ النَّواهِي، وبلَّغ الرِّسالةَ على التمامِ والكمال، فاستحَقَّ بهذا أن يكون للناسِ إمامًا يُقتدَى به في جميعِ أحوالِه وأفعالِه وأقوالِه، قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الممتحنة: 4].

وأساسُ القُدوة ينبُعُ مِن داخِلِ النفسِ، فيكونُ الإنسانُ قُدوةً في نفسِه، {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3]

وغيرُ تقِيٍّ يأمُرُ النَّاسَ بالتُّقَى * * * طبِيبٌ يُداوِي النَّاسَ وهْوَ سَقِيمُ

ومنها: القُدوةُ المُقيَّدة، وهي تصِحُّ لكلِّ واحدٍ يتَّصِفُ بصِفةٍ حسنةٍ؛ كالكرمِ والشجاعةِ ونحوِها. أمة الإيمان: وأهمُّ أنواعِ القُدوة وأجَلُّها وأعظمُها: القُدوةُ المُطلَقة، وتعنِي: الاقتِداء بالشخصِ في كل أفعالِهِ وأقوالِه وتصرُّفاتِه، ولا تصِحُّ لأحدٍ إلا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ فلقد تمَّت به القُدوة، وتألَّقَت في أبهَى وأسمَى صُورِها في شَخصِه صلى الله عليه وسلم، فجعلَ الله التأسِّيَ به من علاماتِ الإخلاصِ لله سبحانه والإيمانِ باليومِ الآخر.

خطب جمعة مكتوبة ومشكولة

الحمد لله ثمَّ الحمد لله، الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده، وأشهد ألَّا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، اللهم ارحمنا ولا تعذبنا، وعلمنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا وعملًا يا رب العالمين، أما بعد أيها الأخوة الكرام:

لقد حل يوم الجمعة المبارك، يوم عظيم نعيش فيه الكثير من النفحات الإيمانية المباركة في كل أسبوع، يوم مبارك هو خير يوم طلعت فيه الشمس على ابن آدم كما أخبرنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فيا أيها الأخوة الكرام: أوصيكم في هذا اليوم وإياي بتقوى الله عز وجل، وأحثكم على طاعته وأحذركم من عصيانه ومخالفة أمره، إنَّ يوم الجمعة هو فرصة يعيشها المسلم في كل أسبوع، فرصة لكسب الأجر والثواب من الله رب العالمين، حيث إنَّ هذا اليوم فيه ساعة لا يرد الله تعالى فيها دعاء داعٍ أخلص فيها الدعاء لله، فأكثروا أيها الأخوة فيه من الدعاء، وهو يوم جعل الله تعالى فيه صلاة الجمعة، صلاة مباركة من عنده، يجتمع فيها المسلمون في مساجد الله، ويستمعون فيه لخطبة الجمعة ويؤدون صلاة الجمعة المباركة، فحافظوا عباد الله على الجُمع والجماعة، واعلموا أنَّ الله تعالى لا يضيع أجر عامل أحسن عملًا منكم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

مواضيع خطب يوم جمعة مؤثرة جدا

كثيرة هي المواضيع التي يمكن للخطيب أن يتحدث عنها في خطبة الجمعة، ولعلّ أعظم هذه المواضيع ما ستعرضه النقاط الآتية:

  • مواضع عامة: حيث يمكن للخطيب في يوم الجمعة أن يتحدث عن:
    • الإتقان في العمل.
    • الرزق ومفاتيح الرزق في الشريعة الإسلامية.
    • الحسد والعين في السنة والقرآن.
    • أهمية العمل في حياة المسلم.
  • قصص الرسل والأنبياء: ويمكن للخطيب أن يخصص الخطبة للحديث عن قصة نبي من أنبياء الله تعالى وصفة من صفات هذا النبي أو حادثة معينة، مثل:
    • قصة إسماعيل وإبراهيم والكبش الذي افتدى الله تعالى به إسماعيل.
    • قصة صبر سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام.
    • قصة سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام وهو في بطن الحوت.
  • مواضيع العقيدة: وهي مواضيع حساسة يجب أن يتحرّى الخطيب الدقة في الحديث عنها، ومن هذه المواضيع:
    • الحديث عن الإرادة والقضاء والقدر.
    • الحديث عن البدع وآثارها على الإسلام.
    • الحديث عن أساسيات العقيدة الإسلامية.
  • مواضيع العبادات: وهي من أشهر المواضيع التي يمكن الحديث عنها في خطب الجمعة، ومنها:
    • الحديث عن الصلاة.
    • الحديث عن بر الوالدين.
    • الحديث عن الزكاة والصيام.
  • مواضيع المناسبات: وهي المواضيع التي ترتبط بالمناسبات الإسلامية في السنة الهجرية، مثل:
    • الحديث عن شهر شعبان وفضله قبل دخول شهر شعبان.
    • الحديث عن شهر رمضان وفضله قبل دخول شهر رمضان.
    • الحديث عن عيد الأضحى المبارك أو عيد الفطر السعيد.
    • الحديث عن يوم عرفة.
    • الحديث عن يوم عاشوراء.
    • الحديث عن المولد النبوي الشريف.

خطب جمعة جاهزة ومكتوبة عن الخوف من الله

الحمد لله في كل وقت وكل حين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَم، وعلى آل وأصحابه الغر الميامين، ومن سار على نهجه وخطى خُطاه إلى يوم الدين، وأشهد ألّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ سيدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنَا محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ وعلى كلّ رسولٍ أرسلَهُ، أمّا بعد:

إنَّ مفهوم الخوف من الله هو من أعظم المفاهيم التي ينبغي على كل مسلم أن يعرفها بالمعنى الصحيح لها، فهو عبادة عظيمة وهي تعني أن يتقرب المسلم من ربه سبحانه وتعالى بالطريقة المناسبة، والخوف من الله يكون للمؤمنين فقط، قال تعالى في سورة آل عمران: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [7] والخوف من الله عبادة موطنها القلب، وظاهرها العمل، فمن خاف الله تعالى بقلبه طبق ما يكون من هذا الخوف على أفعاله، فاجتنب نواهي الله واتبع أوامره، فنال وكسب بإذن الله رب العالمين، وتكمن أهمية وفضل الخوف من الله تعالى في أنّه تطبيق لأوامر الله رب العالمين، فهو يأمر عباده المؤمنين أن يخافوه بشكل صريح في الآيات القرآنية، وللخوف من الله تعالى ثمرات كثيرة في الدنيا وفي الآخرة، أعظمها أن يكسب المسلم الرحمة والمغفرة من الله رب العالمين يوم القيامة، وينال رضا الله تعالى وعفوه وكرمه، ويكسب الجنة، فاحرصوا أيها الأخوة المسلمون على الخوف من الله رب العالمين، واحرصوا على العمل بمقتضى كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله . .

خطب جمعة جاهزة ومكتوبة عَنْ النبي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، النبي الأمي الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وأشهد ألّا إله إلّا الله رب العالمين، صدق وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، لا إله إلّا الله، ولا نعبد إلّا إياه، مخلصين له الدين ولا كره المشركون، أمّا بعد:

إنّ قدوتنا جميعًا في كل أعمالنا في هذه الحياة هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي أرسله الله رب العالمين رحمة للعالمين، إنّه النبي الذي تحمل ما تحمل في حياته، والذي عاش حياته يتيم الأب ثمَّ يتيم الأب، ثمَّ عاش يرعى الأغنام في مكة ثمَّ قاسى ما قاسى حتَّى نزل عليه الوحي وهو في الأربعين من عمره، ثمَّ قضى ثلاثة وعشرين سنة في الصراعات والمطاردة والغزوات والحروب والمعاناة في سبيل نشر دين الإسلام، في سبيل أن ينتشر دين الله رب العالمين، وفي سبيل أن يظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلَّى الله عليك يا سيدي يا رسول الله، فعلينا أيها الأخوة المسلمون في هذا اليوم وأحثكم من منبري هذا أنْ تتمثلوا أخلاق النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن تسعوا إلى اتباع أفعاله والاقتداء بسنته الشريفة، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضًا: خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة

خطب جمعه مكتوبه عن الاستغفار

إنَّ الحمد للهِ نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوُذ ِباللهِ من شرور أنُفسِنا ومن سِّيئات أعملنا، من يهد اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي َله، وَشهد أن لا إله إلاَّ اللهُ وحده لا شريكَ له ولا مثيلَ له ولا ضد ولا ندََّ له، وَ أشهد أنَّ سِّيدنا و حبيبنا و عظيمنا وقائدنا وُقرَةَ أعيننا محمدًا عبده ورسوُله و صفيه و حبيبه من بعَثه اللهُ رحمة للعالمين هادي ومبشرا ونذيرا بلَّغ الِرساَلَة وَأدى الأَمانَة ونصح الأُمَة وجاهد في اللهِ حق جهاده فجزاه اللهُ عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه، اللَّهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كم صلَّيت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد:

إنَّ الاستغفار أيها الأخوة المؤمنون عبادة عظيمة وعمل عظيم يقوم به المسلم في حياته، وهو أن يكثر المسلم من قول أستغفر الله العظيم بكافة صيغها، وهو الندم على الذنب الذي اقترفه المسلم، وقد ورد الاستغفار في السنة النبوية الشريفة وفي القرآن الكريم في مواضع كثيرة، حيث أمر القرآن الكريم بالاستغفار، قال تعالى في سورة نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [8] فسبحان الله العظيم ما أكرمه وأعظمه.

عباد الله: إنّ الاستغفار هو سبب رئيس للرزق، فمن أراد أن يوسع الله تعالى له في رزقه ويزيد من عطاياه عليه فليكثر من الاستغفار، وهو من أعظم أسباب رفع البلاء عن المسلمين، قال تعالى في سورة الأنفال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [9] فأكثروا رحمكم الله تعالى من الاستغفار، فهو منجاة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله . .

خطب جمعة جاهزة ومكتوبة عن رمضان

الحمد لله رب العالمين في كل وقت وحين، الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده، وأشهد ألَّا إله إلّا الله تعالى وحده، صدق وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أنّ سيدنا وحبيبنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، خير نبي أرسله وهداية لكافة الناس اصطفاه، أما بعد عباد الله:

لقد فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، وكان الفرض أن يصوم المسلمون شهر رمضان المبارك، وهو شهر مبارك له أجواؤه الخاصة وله مكانته الخاصة في قلوب المسلمين، وهو شهر الخير والرحمة والبركة والمغفرة، شهر عظيم نعيش أجواءه في كل عام، وصيام رمضان هو ركن رئيس من أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها هذا الدين، وهو فرض واجب على المسلم، ولأنَّ الصيام هو من أركان الإسلام فقد أنزل الله تعالى في محكم تبينانه أحكامًا خاصّة للمريض والمسافر ولمن لا يستطيع الصيام لعذر شرعي، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [10] وهذه الآيات الكريمة توضح للمسلمين بعض أحكام الصيام، فمن كان من المسلمين مسافرًا أو مريضًا فله أن يفطر في رمضان ويصوم بعد رمضان، فلا يكلف الله نفسًا إلَّا وسعها، فيا أيها الأخوة الكرام: اعلموا أنَّ لشهر رمضان مكانة خاصة في الإسلام، فاحرصوا على صيامه واغتنامه بأفعال الخير، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوزًا للمستغفرين استغفروا الله  . . .

خطب جمعه ملتقى الخطباء

يضم ملتقى الخطباء مجموعة مميزة من خطب الجمعة الجاهزة التي يمكن لأي خطيب في أي منبر من منابر المسلمين أن يقرأها على المصلين في يوم الجمعة، وفيما يأتي نقدّم نص خطبة جمعة ملتقى الخطباء:

الْحَمْدُ للهِ الذِي جَعَلَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ خَيْرَ الْأَيَّام, أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ إِذْ هَدَى لِهَذَا الْيَوْمِ أُمَّةَ الْإِسْلَام، وَأَضَلَّ عَنْهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، فَلَمْ يُوَفَّقُوا لَهُ عَلَى الدَّوَام، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَام، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، خَيْرُ مُرْسَلٍ وَأَكْمَلُ إِمَام، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا مَنَّ عَلَيْكُمْ بِهِ مِنْ نِعْمَةِ الْإِسْلَام، وَمَا تَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ بِهِ مِنْ فَضَائِلِ الْأَيَّام، وَإِنَّ خَيْرَ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، فَفِيهِ فَضَائِلُ وَلَهُ أَحْكَام، أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ يَوْمَ الْجُمْعَةِ مُلْتَقَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ كُلَّ أُسْبُوعٍ مَرَّةً بِالْمَسَاجِدِ الْكِبَارِ فَهُوَ يَوْمُ عِبَادَةٍ وَطَاعَة ،وَلَهُ فَضَائِلُ كَثِيرَةٌ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ، فَمِنْهَا: أَنَّهُ خَيْرُ الْأَيَّامِ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمْعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ” (رواه مُسْلِم).

وَمِنْهَا: أَنَّهُ يَتَضَمَّنُ صَلَاةَ الجْمُعْةِ الّتِي هِيَ مِنْ آكَدِ فُرُوضِ الْإِسْلَام ِوَمِنْ أَعْظَمِ مَجَامِعِ الْمُسْلِمِينَ, وَهَذَا أَمْرٌ مُشَاهَدٌ, فَإِنَّهُ يَكْثُرُ الْمُصَلُّونَ فِي الْجُمْعَةِ مَا لا يَكُونُ فِي غَيْرِهَا، وَمِنْ فَضَائِلِهِ: أَنَّ فِيهِ سَاعَةً يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: “فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي, يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ” وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا” (مُتَّفَقٌ عَلَيْه)، وَأَقْرَبُ الْأَقْوَالِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ: أَنَّهَا مِنْ جُلُوسِ الْإِمَامِ عَلَى الْمِنْبَرِ إِلَى انْقِضَاءِ الصَّلَاةِ، أَوْ أَنَّهَا بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ.

وَمِنْ عظِيمِ فَضَائِلِهِ: أَنَّ مَنْ بَكَّرَ إِلَى الْجُمْعَةِ مَاشِياً فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَّةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا, فعن أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: “مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ، أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا” (رواه الخْمَسْةَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيّ).

وَمِنْهَا: أَنَّ الْوَفَاةَ فِيهِ مِنْ عَلامَاتِ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ حَيْثُ يَأْمَنُ الْمُتَوَفَّى فِيهَا مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ القَبْرِ” (رواه التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيّ).

وِمِنْهَا: فَضِيلَةُ صَلَاةِ الْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ فِي يَوْمِهَا فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: “إِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ صَلَاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ” (رواه أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيّ).

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ لِيَوْمِ الْجُمْعَةِ أَحْكَامًا وَآدَابًا يَنْبَغِي أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا كُلُّ مُسْلِمٍ وَيَغْتَنِمَهَا, فَمِنْ تِلْكَ الْأَحْكَامِ وَالآدَابِ: (أَوَّلَاً) يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ الْإِمَامُ فِي صَلَاةِ فَجْرِ الْجُمْعَةِ بِسُورَتَيِ السَّجْدَةِ وَالْإِنْسَانِ كَامِلَتَيْنِ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَفْعَلُ، وَلا يَقْتَصِرَ عَلَى بَعْضِهِمَا كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ.. )ثَانِيَاً) الْإِكْثَارُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ” (رواه أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ)(ثَالِثَاً) الاغْتِسَالُ قَبْلَ الذِّهَابِ لِلصَّلَاةِ, فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ” أَيْ: بَالِغُ, (مُتَّفَقٌ عَلَيْه))رَابِعَاً) التَّطَيُّبُ وَالتَّسَوُّكُ وَلِبْسُ أَحْسَنِ الثِّيَابِ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنْهُما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: “مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ مِنْ طِيبِ امْرَأَتِهِ إِنْ كَانَ لَهَا، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ لَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، وَلَمْ يَلْغُ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ, كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُمَا” (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ).

(خَامِسَاً) التَّبْكِيرُ إِلَى صَلَاةِ الْجُمْعَةِ، وَهَذِهِ سُنَّةٌ كَادَتْ تَمُوتُ، فَرَحِمَ اللهُ مَنْ أَحْيَاهَا, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي الْبَدَنَةَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْكَبْشَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الدَّجَاجَةَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْبَيْضَة” (رواه مُسْلِم). وَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِالصَّلاةِ وَالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ)سَادِسَاً) مِنَ الآدَابِ الْوَاجِبَةِ: الْإِنْصَاتُ لِلْخُطْبَةِ وَالاهْتِمَامُ بِمَا يُقَالُ فِيهَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ” (مُتَّفَقٌ عَلَيْه) (سَابِعَاً) يُسْتَحَبُّ قِرَاءَةُ سُورَةِ الْكَهْفِ لِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “من قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ النُّورُ مَا بَيْنَ الْجُمْعَتَيْنِ” (رواه الْبَيْهَقِيُّ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيّ)(ثَامِنَاً) أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَ الْجُمْعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِسَلَامَيْنِ, لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-” “إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا” (رواه مُسْلِمٌ), وَأَحْيَانَاً يُصَلِّي السُّنَّةَ رَكَعْتَيْنِ(تَاسِعَاً) إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فُيُصَلِّي رَكَعْتَيْنِ حَتَّى لَوْ كَانَ الْإِمَامُ يَخْطُبُ, لِحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا” (رواه مُسْلِم).

أَقُولُ قَولِي هَذَا وأَسْتَغْفِرُ الله العَظِيمَ لي ولكُم فاستغْفِرُوهُ إِنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ .

خطب جمعة مكتوبة للشيخ عائض القرني

إنّ نص الخطبة الآتية هي من أشهر الخطب التي ألقها الشيخ عائض القرني في إحدى الجُمع:

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً:
أما بعد:
فصور اللجوء إلى الله، وصور التمسكن لله، وصور عبودية الله، كثيرة جدّاً، عاشها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فدعوة الأنبياء تعيش مع الفقراء، وتحب المساكين، فهي انتصار للضعفاء، وترسيخ لمبدأ المساواة، وهذا المبدأ أرساه الإسلام بلا منازع.
(جليبيب) أحد المساكين من الصحابة الكرام، ليست له أسرة معروفة، ليس عنده مال، ولا منصب، ولا شيء.
يذهب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ثيابه الممزقة، بطنه جائع، ووجهه شاحب، وأعضاؤه هزيلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا جليبيب، ألا تتزوج؟) قال: يا رسول الله، غفر الله لك، ومن يزوجني؟ ثم يلقاه النبي -صلى الله عليه وسلم- ثانية، فيقول له: (يا جليبيب، ألا تتزوج؟) فيقول: يا رسول الله، ومن يزوجني، لا مال ولا جمال. لأن كثيراً من الناس، لا يزوج إلا على الدراهم والدنانير، لا يزوج الرجل إلا إذا رأى عنده ممتلكات، وشاحنات، وسيارات، وقصور، فيبيع ابنته من ذاك الرجل، كما تباع الناقة، أو السيارة في سوق المزاودة، لا ينظر إلى دينه، ولا إلى صلاته، ولا إلى صدقه، ولا إلى أمانته، لا ينظر إلا إلى ماله، وداره، وعقاره.
وقد يكون هذا الرجل فاجراً سكيراً، قد يكون لعيناً طريداً بعيداً، ولكن أنساه ذلك كله مال هذا الرجل، ومنصب هذا الرجل، وسيارة هذا الرجل، وقصر هذا الرجل، فيبيع ابنته، ويقطع رحمها، فيخسر بذلك الدنيا والآخرة.

ويلقى النبي -صلى الله عليه وسلم- جليبيباً مرة ثالثة، فيقول: (يا جليبيب، ألا تتزوج؟) فيقول: يا رسول الله ومن يزوجني، لا مال ولا جمال، فيقول – صلى الله عليه وسلم – له: (اذهب إلى ذلك البيت من الأنصار، وقل لهم: رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبلغكم السلام، ويقول: زوجوني ابنتكم)، هذا مرسومٌ من كلام محمد عليه الصلاة والسلام، فذهب جليبيب، فطرق الباب، قال أهل البيت: مَنْ؟ قال: جليبيب، قالوا: ما لنا ولك يا جليبيب، فخرج صاحب البيت قال: ماذا تريد؟ قال: الرسول – صلى الله عليه وسلم – يبلغكم السلام، فارتج البيت فرحاً، ثم قال: ويأمركم أن تزوجوني ابنتكم.
فقال الرجل: أشاور أمها، فشاورها فقالت: لا لعمر الله، لا نزوجه، فسمعت البنت العابدة الناصحة الصالحة، فقالت: أتردَّان على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمره، ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني، فانطلق أبوها إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبره فقال: (شأنك بها)، فزوجها جليبيباً.

فأنشأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بيتاً، أساسه على الإيمان والتقوى؛ {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109].
أفمن أدخل ابنته بيتاً مسلماً، تالياً لكتاب الله، مستقيماً على أوامر الله، معظماً لحدود الله، خيرٌ، أمّن أدخل ابنته بيتاً فيه التبرج والغناء، فيه الفحش والضلال واللعنة؟!!
وعاشت هذه المرأة في سعادة حقيقية، ليست كالسعادة الوهمية التي يتمناها البعض، أو يحلم بها البعض.

وفي إحدى الغزوات، وقد أفاء الله على نبيه فيها، فقال لأصحابه: (هل تفقدون من أحد؟) قالوا: نعم؛ فلاناً، وفلاناً، وفلاناً. ثم قال: (هل تفقدون من أحد؟). قالوا: نعم؛ فلاناً، وفلاناً، وفلاناً. ثم قال: (هل تفقدون من أحد؟)) قالوا: لا، قالوا: (لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه)؛ فطُلب في القتلى، فوجوده إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فوقف عليه، فقال: (قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه) فوضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدًا النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فحُفر له، ووضع في قبره.
وفي المسند أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- دعا لزوجته، فقال: (اللهم صبَّ عليها الخير صبّاً، ولا تجعل عيشها كدّاً كدّاً). قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها!!
هذا هو جليبيب الصحابي الفقير، يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت مني وأنا منك!!).
نسبٌ كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصباح عمودًا، فهنيئاً لك يا جليبيب، وهنيئاً للمخلصين، وهنيئاً للصادقين، السائرين إلى الله – عزَّ وجلَّ.

تَرَدَّى ثَيابَ الْمَوْتِ حُمْراً فَمَا أَتَى * * * لَهَا اللَّيلُ إِلا وهي من سُنْدُسً خُضْرُ

هنيئاً لمن قتل في سبيل الله، ولمن باع نفسه وروحه بجنة عرضها السماوات والأرض، وقبحاً للمتخلفين عن ركب النجاة، وحسرةً على الضائعين الضالِّين، فيا من أخذ بأيدي الصالحين، خذ بأيدينا إليك، ونوِّر قلوبنا بطاعتك، وعمِّر بيوتنا بذكرك، واغرس في قلوبنا لا إله إلا الله، لتؤتي أكلها كل حين بإذنك يا واحد يا أحد.
عباد الله:
وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على مَنْ أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلى عليّ صلاة؛ صلى الله عليه بها عشراً”، فاللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

خطب جمعة مكتوبة للشيخ محمد حسان

إنَّ الخطبة المباركة الآتية هي من أشهر خُطب الجمعة المكتوبة للشيخ محمد حسان:

الحمد لله، وفَّق من شاء لطاعته، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ وسار على نهجهم واقتفى، أما بعد:

فاتقوا الله أيها الناس وراقبوه جل وعلا، فهو أهل التقوى وأهل المغفرة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].

عباد الله: خطبة اليوم عن خيرِ يومٍ طلعت فيه الشمس، فيه خُلِق آدم، وفيه أُدخِل الجنة، وفيه أُخرِج منها، ولا تقوم الساعة إلا فيه، خُطبتُنا عن أعظم الأيام عند الله قدرًا، وأجلِّها شرفًا، وأكثرها فضلًا؛ عن يوم الجمعة الذي اصطفاه الله تعالى على غيره من الأيام، واختص الله به أمة الإسلام.

عباد الله: ينبغي أن يُعرَف ليوم الجمعة حقُّه وقدره، وأن تسري عظمته في القلوب، وأن نغتنم ما فيه من الأعمال الصالحة، ومن أعظمها صلاة الجمعة، والتبكير لها، مع الإتيان بسننها وآدابها؛ فهي من آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين؛ ولهذا فقد حثَّ نبيُّكم صلى الله عليه وسلم على التبكير إليها، فقال: “من غسَّل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغُ، كان له بكل خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامها وقيامها”.

أيها العقلاء: من المؤسف حقًّا ما نراه من تساهل البعض في التبكير لصلاة الجمعة، فمنا اليوم من لا يأتي إلا وقد انتهت الخطبة، والبعض قد لا يدرك من الجمعة إلا الصلاة، وهناك أقوام يتركونها من غير عذرٍ شرعي، وليعلم من هذا طبعُه أنه يعرِّض نفسه لعقوبة الطبع على قلبه، ومن طبَعَ الله على قلبه عميتْ بصيرته، وساء مصيره، روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على أعواد منبره: “لينتهينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أو ليختمنَّ اللهُ على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين”، وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من ترك الجمعة ثلاث مراتٍ تهاونًا بها، طبَعَ الله على قلبه”.

عباد الله: من الأمور التي ينبغي التنبيه عليها:

أولًا: ينبغي لمن جاء للجمعة ألا يؤذي من سبَقَه للمسجد؛ وذلك بمزاحمتهم أو تخطِّي رقابهم؛ فقد رأى عليه الصلاة والسلام وهو يخطب يوم الجمعة رجلًا يتخطى رقابَ الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم منكِرًا عليه: “اجلس؛ فقد آذيتَ”.
ثانيًا: على المصلي أن يحذر من رفع الصوت بالذكر أو التلاوة؛ فقد نهى رسول الله عن ذلك بقوله: “إن المصلِّيَ يُناجي ربَّه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضُكم على بعضٍ بالقرآن” والأسوأ من ذلك من يؤذي المصلِّين؛ إما بحديثه مع الغير في أمور الدنيا، أو تجده يسلِّم على هذا وذاك والخطيبُ يخطب الجمعة، ومن فعل ذلك فقد فاته ثوابُ الجمعة وفضلها؛ قال: صلى الله عليه وسلم: “إذا قلتَ لصاحبك: أنصِتْ، يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوتَ”.
ثالثًا: من جاء للجمعة والمؤذن يؤذِّن، فالصواب أن يركع ركعتين أثناء الأذان، وينتهي منها قبل أن يبدأ الخطيب في خطبته، ولا ينتظر كما يفعل البعض، وهذا من أجل أن يستمع للخطبة ولا ينشغل بشيءٍ عنها، ومن جاء وقد رفع الإمام من الركوع في الركعة الثانية من صلاة الجمعة، فينبغي له أن يتم صلاته ظهرًا؛ بمعنى أن يصلِّيَ أربع ركعاتٍ، وهذا قول الجمهور، وهو الموافق للدليل. والسنة إذا فرغ العبد من صلاة الجمعة أن يصلي بعدها أربع ركعاتٍ في المسجد، كل ركعتين بسلامٍ واحدٍ، وإن أخَّرها لبيته فالسُّنة أن يصليها ركعتين؛ لفعله صلى الله عليه وسلم، ومما يُشرَع في حق المسلم في يوم الجمعة أن يقرأ سورة الكهف؛ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين”.
وأقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه، إنه غفور رحيم.