خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة جدا 2022 هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فقد شرع الدين الإسلامي خطبة الجمـعة للمسلمين قبل أداء صلاتها وجعل لها مكانةً عظيمة في الإسلام وأجرًا عظيمًا للمواظبة عليها، وقد يبحث البعض عن خطبه الجمعه مكتوبه كتابه قصيره لذا يهتم موقع محمود حسونة عبر هذا المقال بتقديم جملة من الخطب الجاهزة ليوم الجمـعة المكتوبة والقصيرة والجاهزة للطباعة.
مقدمة خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة
الحمد لله ثمّ الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما تحبّ يا ربنا وترضى، الحمد لله الذي وفقنا إلى مكارم الأخلاق وهدانا لما فيه الفلاح يوم التلاق، الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وأسعد وأشقى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغامًا بمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وخليله، خير رسالةٍ هدىً للناس ورحمةً أرسله للعالمين أجمعين، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، ومن سار على هديهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة
أما بعد عباد الله، أوصيكم بتقوى الله عزّ وجل، وأحثّكم على طاعته وأحذركم وبال عصيانه ومخالفة أمره، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ تجزون ما كنتم تعملون، واتقوا الله في أخلاقكم فهي أكثير ما يدخل الناس الجنة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إنَّ أكثَرَ ما يُدخِلُ مِن النَّاسِ النَّارَ الأجوَفانِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما الأجوَفانِ؟ قال: الفَرْجُ والفَمُ. قال: أتَدْرون أكثَرَ ما يُدخِلُ الجنَّةَ؟ تَقوى اللهِ، وحُسْنُ الخُلُقِ“.[1] فقد جعل الله عز وجل للتقوى وحسن الخلق منزلةً عظيمة، وقد كان لنا في رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أسوة حسنة في عظيم خلقه، قال الله تعالى مثنيًا على رسوله الكريم: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}،[2] وقد أوصانا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بحسن الخلق، حيث قال: “اتَّقِ اللَّهِ حيثُ ما كنتَ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ”،[3] فقد علمنا النبي الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- أن نكون على حياء، وأن نبتسم في وجه بعضنا البعض، وأن نساعد أهلينا ونحن على المساكين والأيتام، وأن نواسي المنكوبين ونسعى في مساعدة المحتاجين، وأن نعود المريض، ونعفو ونصفح عند الغضب، وغيرها من مكارم الأخلاق كالصدق والإيفاء بالعهود وحفظ الأمانة ممّا يصقل الروح ويهذب النفوس لترتقي منازل عند الله عز وجل وتنال الأجر العظيم، فاتقوا الله عباد الله في أنفسكم وأخلاقكم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين أجمعين، فيا فوزًا للمستغفرين استغفروا الله.
خاتمة خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة
إنّ الحمد لله الذي أعظم للمتقين أجورهم، وشرح بالهدى صدورهم، والحمد لله الذي هدانا إلى مكارم الأخلاق وأحسنها، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد بر، وارض اللهم عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم ووالاهم بإحسانٍ إلى يوم الدين:
عباد الله، اعلموا أن سعادة قلوبكم وراحة نفوسكم تتمثّل في محاسن أخلاقكم، فاحرصوا بارككم الله على التحلي بها واجتناب أرذلها، واغرسوا بذور الأخلاق في قلوب أولادكم منذ الصغر، فلا تحقرن من المعروف شيئًا، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، وارفعوا أيديكم لعلها تصادف ساعة الإجابة: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلنا ممن حسنت أخلاقهم واجعلنا يا ربنا من عبادك المتقين الصالحين، اللهم طهر قلوبنا من سيئ الأخلاق واحفظنا بحفظ يا رب العالمين، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها برحمتك يا رب العالمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين أجمعين والحمد لله رب العالمين.
افضل مواضيع لخطبة الجمعة
بعد سرد وتقديم خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة قد يبحث البعض عن أفضل المواضيع التي يمكن لكل خطيب أن يجعلها موضوعًا لخطبته في يوم الجمـعة المبارك، وهو ما سيتم تقديمه فيما يأتي:
مواضيع عامة لخطبة يوم الجمعة |
|
مواضيع من قصص الأنبياء والمرسلين |
|
مواضيع من آفاق العقيدة |
|
مواضيع عن الحقوق والواجبات |
|
مواضيع عن شهر رمضان |
|
مواضيع عن المناسبات الدينية |
|
خطبة ليوم الجمعة قصيرة جدا
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، عباد الله اتقوا الله في أنفسكم لعلكم تفلحون وبعد:
عباد الله، قد بيّن لنا الله عزّ وجل مسالك الخير وأثابنا بالسير عليها الجزاء العظيم، قال تعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}،[4] ولكي يصل المسلم إلى منزلة التقوى التي تجعله يفوز بثواب الآخرة لا بدّ له من أن يجعل الوقاية بينه وبين سخط الخالق وغضبه، من خلال اجتناب المعاصي والحرص على الواجبات والطاعات، فالله يحب أن يذكر فلا ينسى قولًا وعملًا، وقد قال سيدنا علي كرم الله وجهه: “التقوى هي الخوف من الجليل، والعملُ بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل”، فاتقوا الله في سركم وعلانيتكم لتكونوا من المفلحين، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه.
الحمد لله المتفرد بعظمته وكبريائه والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين وبعد: عباد الله إن أفضل الوسائل التي ينال بها العبد مرضاة الخالق هي التقوى، فقد قال تعالى: {ذَٰلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}،[5] والتقوى هي سبيل نيل الرحمة وتوسيع الرزق والنجاة من عذاب الاليم فأجرنا يا ربنا بتقوانا من عذاب الجحيم، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، وهب لنا من لدنك هدىً ورحمةً وتقىً وعفافًا وغنى يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة عن الصلاة
الحمد لله ثم الحمد لله الذي فرض على المسلمين الصلوات رحمة بهم وإحسانا، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا له وامتنانًا، وأن محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آهل وصحبه أجمعين، عباد الله اتقوا الله وحاذروا من غضبه إذا ما خالفتم أمره وعصيتموه، وبعد:
أيها الأخوة المسلمون، نقف اليوم في خطبتنا على واحدة من شعائر الدين الإسلامي والركائز التي قام بها هذا الدين، ألا وهي الصلاة، فقد عظم شأن هذا الركن وزادت مكانته لما فرضها الله تعالى على المسلمين في السماء، وكانت آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موته، ولم يرخص الدين الإسلامي تركها في أحلك الظروف، وقد جعلها العهد الذي يميزنا عن الكافرين، قال تعالى في سورة النساء: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[6] فالصلاة هي مفتاحٌ لكلّ خير ومغلاقٌ لكلّ شرّ، قال تعالى في سورة العنكبوت: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}،[7] أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه.
إن الحمد لله الذي فرض علينا الصلاة لحكمته البالغة، وجعلها صلة الوصل بيننا وبينه سبحانه وتعالى، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد بر، وبعد عباد الله ينبغي على كلّ مسلمٍ أن يحافظ على صلاته ويتفقه بأركانها وشروطها وواجباتها، وأن يحرص على صلاة الجماعة، فاجعلنا يا ربنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وحسن أولئك رفيقًا، اللهم أعنا على ذكرك وطاعتك واجعلنا من مقيمي الصلاة آناء الليل وأطراف النهار، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم، وتجاوز عن تقصيرنا في صلاتنا وسجودنا لوجهك الكريم، ربنا لا تؤاخذنا بما نسينا وأخطأنا، وهب لنا من لدنك قوة تعيننا بها على حسن طاعتك يا رب العالمين، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعة قصيرة حول رمضان
الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، من بعثه الله رحمةً للعالمين وهاديًا لهم ومبشرًا ونذيرًا، اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
عباد الله أوصيكم بتقوى الله العلي العظيم، وأبدأ خطبتي بقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ومَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[8] ولعلّ مختصر القول في هذا الشهر الكريم هو ما خطب به الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “يا أَيُّها الناسُ! قد أَظَلَّكم شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ مبارَكٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهْرٍ، جعل اللهُ صيامَه فريضةً، وقيامَ ليلِه تَطَوُّعًا، من تَقَرَّبَ فيه بخَصْلَةٍ من الخيرِ؛ كان كَمَنْ أَدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أَدَّى فريضةً فيه ؛ كان كَمَنْ أَدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهرُ الصبرِ – والصبرُ ثوابُه الجنةُ -، وشهرُ المُوَاساةِ، وشهرٌ يُزادُ فيه رِزْقُ المؤمنِ، من فَطَّرَ فيه صائمًا؛ كان له مغفرةٌ لذنوبِهِ، وعِتْقُ رقبتِهِ من النارِ، وكان له مِثْلُ أجرِهِ من غيرِ أن يَنْتَقِصَ من أجرِهِ شيءٌ، قلنا: يا رسولَ اللهِ! ليس كُلُّنا نَجِدُ ما نُفَطِّرُ به الصائمَ؟! فقال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: يُعْطِي اللهُ هذا الثوابَ من فَطَّرَ صائمًا على مَذْقَةِ لَبَنٍ، أو تمرةٍ، أو شَرْبَةٍ من ماءٍ، ومن أَشْبَعَ صائمًا؛ سَقَاهُ اللهُ من حَوْضِي شَرْبَةً لا يَظْمَأُ حتى يدخلَ الجنةَ؛ وهو شهرٌ أولُهُ رحمةٌ، وأوسطُه مغفرةٌ، وآخِرُهُ عِتْقٌ من النارِ، ومن خَفَّفَ عن مَمْلُوكِهِ فيه؛ غفر اللهُ له وأعتقه من النارِ”،[9] أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله.
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وانتهوا عما نهى عنه وزجر، وأخرجوا حبّ الدنيا من قلوبكم فإنّه إذا استولى أثر، وصلّوا على من صلّى الله عليه وسلّم وما زال قائلًا عليمًا حكيما: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،[10] اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد بر، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، وارحم شقاوتنا أجمعين، اللهم اعتق رقابنا من النار في شهر رمضان، واجعلنا فيه من الفائزين ومن ورثة جنات النعيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعه عن الحج
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، وبعد عباد الله اتقوا الله في أنفسكم لعلكم ترحمون:
أيها الأخوة المؤمنون، منّ المولى سبحانه وتعالى على المسلمين بفريضة الحج، التي تطهر قلوبهم من الدنس والخطايا، وتعيدهم كما ولدتهم أمهاتهم، قال تعالى في سورة الحج: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}،[11] وقد جعل الله تعالى لفريضة الحج جزاءً الجنة، وهو فرض عين على كلّ مسلم من استطاع إلى ذلك سبيلًا، قال تعالى في سورة آل عمران: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}،[12] وهو ركنٌ من الأركان التي يقوم بها الدين الإسلامي، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروا الله.
إن الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق والمرسلين، صاحب الخلق العظيم، وبعد: أيها الناس إن فريضة الحج سبيل لتربية النفوس على الانقياد لأمر الخالق عز وجل، والإتيان بما يأمر به، وارفعوا أيديكم لعلها تصادف ساعة إجابة:
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا، وهيئ لنا حج بيتك الحرام، الله وتقبل منا وارفع عنا الذنوب والخطايا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم صرف قلوبنا إلى طاعتك وارزقنا زيارة البيت الحرام ووفقنا إلى كل ما نحب وترضاه عنا يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
خطبة عن صلاة الجمعة قصيرة
الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجزِ لفظ وأعجزِ أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء. أحمده -سبحانه- وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
أيها الأخوة المسلمون، إن يوم الجمـعة هو خير الأيام التي طلعت عليها الشمس قط، ففيه بدأ الخلق وفيه ينتهي يوم الحساب، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم في تشريف هذا اليوم: “أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ. وفي رِوايَةٍ: المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ. [وفي رواية]: هُدِينا إلى الجُمُعَةِ، وأَضَلَّ اللَّهُ عَنْها مَن كانَ قَبْلَنا“،[13] وقد شرع لنا الدين الإسلامي في هذا اليوم صلاةً لها عظيم الفضل والجزاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ“،[14] ولا يجوز التهاون في هذه الصلاة، فمن تركها تهاونًا بها لثلاث جمعٍ متتالية طبع على قلبه شعبة من شعب النفاق، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله.
الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد عباد الله فاحرصوا على أداء صلاة الجمعـة، فالجمعـة إلى الجمـعة نورٌ لما بينهما، وارفعوا أيديكم لعلها ساعة استجابة: إلهنا نسألك أن تمدنا بعونك على أداء صلاة الجمـعة والجماعة على أكمل وجهٍ لها، واجعلنا من السابقين فيها والمواظبين عليها، ولا تجعلنا من المفرطين بعظيم فضلها يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصر بحقك راية الدين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعة قصيرة عن الصبر
الحمد لله شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم.. فلم يجدوا حرجا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
عباد الله، إن للصبر أشكالٌ وألوانٌ علينا بامتثالها في حياتنا اليومية، ولعلّ أعظم الصبر طاعة الله، ومجاهدة وساوس الشيطان الذي يسعى جاهدًا لصدنا عن سبيل الله، وثانيها هو الصبر على ما حرّم الله علينا ونهانا عن الاقتراب منه، لما اقتضت حكمته البالغة سبحانه وتعالى، والنوع الثالث هو الصبر على الأقدار في الحياة الدنيا من المصائب والهموم والمشاكل التي يقع فيها كل مسلم، وقد وعد الله تعالى الصابرين أجرًا عظيمًا، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}،[15] كذلك قال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}،[16] جعلنا الله وإياكم من الصابرين ومن ورثة جنات النعيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه.
الحمد لله المحمود على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل الضلال، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه خير صحب وآل والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، وبعد فإنّ الحياة الدنيا هي سجنٌ للمؤمنين وجنة الكافرين، لذا فاصبروا على مشاق الدنيا وتحملوا لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرًا فينالكم الفوز بجنات النعيم، اللهم اجعلنا من ورثة جنات النعيم، اللهم أعنا على الدنيا ومصائبها واكتبنا أن نكون من الصابرين، ربنا أعذ قلوبنا من الهموم والغموم وغلبة الدين وقهر الرجال، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعة عن الكهنة والعرافين
الحمد لله رب العالمين الذي يهدي برحمته من يشاء ويضل بحكمته من يشاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو على كلّ شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المرسلين وسيد الخلق أجمعين، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:
عباد الله اتقوا الله الذي خلقكم من نفسٍ واحدة لعلكم ترحمون، لقد كثرت صور الشرك بالله وتنوعت، وأصبحت هيّنةً على المسلمين والعياذ بالله في هذا الزمان، ولعلّ أكثر ما ينتشر بين المسلمين في هذا الزمان من صور الشرك هو مجالسة الكهنة والعرافين والسحرة وتصديق كلامهم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : “مَنْ أَتَى كاهِنًا فصدَّقَهُ بما يَقولُ فقدْ كفرَ بما أُنزِلَ علَى محمَّدٍ“،[17] فالكهنة والعرافين هم أولياء الشياطين، قال تعالى في سورة الأنعام: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}،[18] فاحذروا عباد الله من الوقوع بهذا الشرك العظيم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، فاستغفروه.
الحمد لله المتفرد بعظمته وكبريائه والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين وبعد عباد الله، إن السحر الذي يقوم به الدجالون من طلاسم وأدوية وحجب وعزائم وعقد تكون بالاشتراك مع الشياطين وهم من الكافرين بما أنزل الله، فإياكم أن تزل أقدامكم وتذهب إليهم وتصدق ما يقولون، اللهم جنبنا الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وحببنا فيه، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واصرفنا عنه، واجعلنا من عبادك الراشدين، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا لما يحب ويرضى، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعة عن المتقاعدين
إنّ الحمد لله رب العالمين، حمدًا يوافي نعمه، ويجافي نقمه، ويطلب مزيده، من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلّ على سيدنا محمد على آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا يا رب العالمين، وبعد:
يتجدد الحديث في كلّ عام عن المتقاعدين الذين أفنوا شبابهم وعمرهم في العمل والسعي وراء لقمة العيش الكريمة، فمن المؤكد أحبتي في الله إن التقاعد هو أحد المراحل التي لا بدّ لنا أن نعيشها ببلوغها مع من بلغ سن التقاعد، فالسنّة في هذه الحياة أن تمضي ضعفٌ ثمّ قوّة ثم ضعف، قال تعالى في سورة الروم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}،[19] ولا بدّ للمتقاعد أن لا يسمع الكلام الذي يقتل همته العالية، فيحزن ويضعف ببيته ويغلق على نفسه، ولكن عليه أن يشغل نفسه وتفكيره بإيجاد هدف جديد لحياته، فبلوغ هذه السن المباركة من الأمور والنعم العظيمة التي ينبغي شكر الله تعالى عليها، وعدها بمثابة فرصة جديدة للتزود من الخير والأعمال الصالحة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروا الله.
خطبة قصيرة عن فضل صلاة الجمعة
بسم الله الرّحمن الرّحيم، والحمد لله ربّ العالمين الّذي منّ علينا بخيراته وفضله ونعمه الّتي لا تعدّ ولا تُحصى، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له يحيي ويميت وهو على كلّ شيءٍ قدير، والصّلاة والسّلام على خير المرسلين وعلى آله وأصحابه ومن اتّبعه أجمعين، أوصيكم إخوتي ونفسي بتقوى الله تعالى فمن اتّقى الله تعالى نال رحمة الله تعالى ورضاه وجنّته، أما بعد:
يا أيّها النّاس، اعلموا أنّ أصدق الكتب هو كتاب الله تعالى، وأفضل الحديث حديث رسوله عليه الصّلاة والسّلام، وإنّ الله تبارك وتعالى قد أمرنا بالصّلاة في يوم الجمعة صلاةً خاصّةً مباركةً في يومٍ مباركٍ وفضيل، واعلموا بأنّ هذه الصّلاة فيها الفضل الكثير والخير الجزيل الّذي لا يدركه إلّا من أخلص وجهه لله تعالى وهو محسن، فقد فضّل الله تعالى يوم الجمعة على باقي الأيّام الأخرى، وصلاة الجمعة هي خير الصّلوات بعد الصّلوات الخمس المكتوبة، وهي صلاةٌ خاصّة ٌبالمسلمين دون غيرهم من الأمم الّتي قد سبقت، وفيها أجرٌ عظيمٌ وكبيرٌ عند الله تعالى، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ، وبَكَّرَ وابتَكرَ، ومشى ولم يرْكب، ودنا منَ الإمامِ، فاستمعَ ولم يلغُ، كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها”.[20] فهذه الصّلاة تقرّب العبد من ربّه وينال بها المسلم تكفير الذّنوب والخطايا، وينال بها الحسنات الّتي لا يعلم عددها إلّا الله سبحانه، فداوموا وثابروا عليها يا إخوة الإيمان والإسلام، جعلنا الله وإيّاكم من الّذين ثبتت قلوبهم على الحقّ وأخلصت لله تبارك وتعالى، وصلّ اللهم على سيّدنا محمّدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين.
خطبة الجمعة اليوم في الحرم المكي مباشر
ندرج لكم خطبة الجمـعة اليوم في الحرم المكي مباشر فيما يأتي:
إن الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستغفره ونتوبُ إليه، نحمدُه – سبحانه – حمدًا نُوالِيه إعلانًا وأسرارا، ففضلُه لم يزَل هتَّانًا ومِدرارًا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تُحقِّق لنا آمالاً وتحطُّ أوزارًا، وتُنيرُ منا أفهامًا وأفكارًا، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ من زكَّى البريَّة فجرَى الحقُّ والرُّشدُ أنهارًا، وسمَا بالعقول عن الظُّنون فضاءَت أنوارًا، اللهم فصلِّ وبارِك عليه، وعلى آله الطيبين نفوسًا المُشرِقين آثارًا،
أيها المسلمون: في عصرِنا الراهِن الذي احتدَمَت فيه الفهومُ والأقوال، فأومضَت شواهِدَها، وأذكَتها التِّقاناتُ وأنَّقَت موارِدَها، وانحسَرَت المدارِكُ الومَّاضة فخبَت مراشِدُها، في هذا الأوان تلتمِعُ قضيَّةٌ بين الأنظار تستوجِبُ التأصيلَ والتعزيزَ دون إمهالٍ أو إنظار، قضيَّةٌ أيَّدها المنقولُ والمعقولُ، وسمَت لإحرازِها نفوسُ الثِّقات العُدول، وتغيَّتها المُجتمعاتُ في أفرادها كي لا تنهارَ أو تدُول. تلكم – يا رعاكم الله -: “قضيةُ الفهم والإدراك”، والنُّضج العقليِّ الدرَّاك، وهل قامَت الحضاراتُ والأمجاد، والأُمم ذاتُ السُّؤدَد في الحواضِر والبوادِي إلا بقِيمة الفَهمِ والإدراكِ الذي أُنيطَت به الأحكامُ والتشريعات، وتفتَّقَت عنه العبقريَّات، وبه أُزجِيَت الحِكَمُ الأعلاق، وسادَت المُثُل والأخلاق؟
أيها المؤمنون، ولئن أجلْنا النظرَ في واقعِ الفُهوم لدى بعضِ أبناء أمَّتنا الإنسانيَّة لألفَيْناه يُعانِي الضُّمُورَ والاهتِراء، ما أسفرَ عن شُروخٍ نَجلاء، وتصدُّعاتٍ شَوهاء في شامِخ البناء. وما مِعوَلُها إلا الفهمُ المُسطَّحُ المأزوم المُتذمِّرُ الموهوم، المُتشظِّي المذمومُ بل المزعوم إلا مباءَةً لانتِشار الشائِعات والأقاويل، واستِشراء الأكاذِيب والأباطيل، والطَّعن في النيَّات، وثَلْب الذَّوَات، ورَشْق الرُّموز الكِرام من الربَّانيين الأعلام أُولِي الفضائِل المأثورة، والمناقِب الغامِرة المنثورة. هل الفهمُ الإسلاميُّ العميق، الراسِخُ الوثيق في إدراك كُنْه النصوص المُحقَّقة، أو التأصيلات المُصدَّقة أن تتلقَّفَها تأويلاتُ المُتأوِّلين، وآراءُ المُتحيِّرين، وعقولُ المُتخرِّصين المُتهوِّكين ممن تقاصَروا عن مرتَبَة الوعيِ المُبين، والإنصاف المتين. وأصاخُوا لجُشاءَات الشَّبَكات العنكبوتيَّة، ونزيفِ المواقِع التواصُليَّة؛ لينقَلِبوا جرَّاء ضَحَالَة وعيِهم، ونَزَاقَة فهمِهم عن كلِّ حسنةٍ إلى غَميزةٍ تُكافِئُها، ويشفَعوا كلَّ فضيلةٍ بنقيضَةٍ تُعادِلُها؛ لأنه ليس لها شَروى نقيرٍ من أثير الحقائِق، بل هي البواطِنُ الزَّوارِق، ليَريشُوا ويبرُوا ما في كِنانتِهم من سِهام التشفِّي والانتِقاص، مُعتقِدين ألا بُدَّ من ذلك ولا مناص. إخوة الإيمان: إن المُسلم الحقَّ الأريب هو الذي تفيضُ ينابيعُ الفضلِ من سُويداء نفسِه، وتنشأُ أرسالُ الوعي الحَصيف من أركان حِسِّه، فلا يرِدُ من أسَلات اللسان إلا نميرَ الوعي والإفهام، قد تجلَّت شخصيَّتُه في أبدَع مظاهِرها تحريرًا، وفي أرفَع آرائِها المُخلِصَة تصوُّرًا وتذكيرًا، وفي أروَع مواقِفِها بذلاً للحقِّ وتنظيرًا، باركَ الله لي ولكم في السنَّة والقرآن، ونفعَنا بما فيهما من الحِكمة والبَيَان، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولكافَّة المُسلمين من كل خطيئةٍ وإثمٍ؛ فاستغفِرُوه وتوبُوا إليه، إنه كان للأوَّابين غفورًا.
الحمد لله الملك العلاَّم، القدُّوس السلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خصَّ بيتَه الحرام بالتشريف ومزيد الإعظام، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه خاتمُ الرُّسُل الكِرام، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبِه الهُداة الأعلام، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم القِيام. أمة الإسلام، وبعد هذه الحقائِق المُسلَّمة تتَّجِهُ الأنظار، وتشرئِبُّ الأعناقُ إلى هذه المشاعِر المُعظَّمة في هذه الأيام المعلُومات، والمواطِن المُبارَكات؛ حيث تتوافَدُ جُموعُ الحَجيج العَتيدة على الديَارِ الطاهِرة بما يقتضِي منهم الفهمَ الحَصيف، والإدراكَ الرَّهيف بتوقيرها وأمنِها ونظامها وتقديسِها، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّد الأولين والآخرين، ورحمةِ الله للعالمين: نبيِّنا وحبيبِنا وقُدوتِنا محمدِ بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابتِه الغُرِّ الميامين، والتابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك وكرمِك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، وسلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين، وسلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين، وسلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين، واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا، سخاءً رخاءً وسائر بلاد المُسلمين.
خطبة الجمعة قصيرة للاطفال
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده وهو خاتم المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهمّ علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا، وارزقنا عملًا وعلمًا نافعًا يقرّبنا إليك يا رحمن يا رحيم، اللهمّ اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعفُ عنّا وتقبّلنا في عبادك الصّالحين وبعد:
يا صغاري الأعزّاء يا غراس الإسلام، من أراد دخول الجنّة الّتي جعل الله تعالى في النّعيم الّتي لم تراها عين وأم تسمع بها أذنٌ ولم تخطر على قلب بشرٍ قط، فعليه بالمحافظة على الصّلوات المكتوبة، فالصّلاة هي تذكرة الدّخول للجنة، والصّلاة هي العمود الّذي يقوم عليه الدّين الإسلاميّ، فمن أقام الصّلاة أقام الدّين كلّه، ومن لم يقمها فقد هدم دينه، ولقد أخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ أوّل ما يُحاسب عليه المسلمون يوم القيامة هو الصّلاة، فمن الجدير بكلّ مسلمٍ المحافظة عليها، وقد كتب الله تعالى للعباد المصلّين أرفع الدّرجات في الجنّة، فمن منّا لا يرغب بهذا النّعيم الذي لا ينتهي أبدًا، فأوصيكم يا صغاري الأحبّاء بالصّلاة والمثابرة عليها في وقتها، ولزيادة الأجر لا بدّ من أدائها مع جماعة المسلمين في المسجد، وأسأل الله تعالى لي ولكم نوال رضاه وجنّته، وأن يجعلنا في هذه الدّنيا من عباده الصّالحين، آمين، والحمد لله ربّ العالمين.
خطبة الجمعة قصيرة جدا مكتوبة عن بر الوالدين
الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم، مرتجى العفو ومألوهُ الأمم، كل شيء شاءه رب الورى، نافذ الأمر به جف القلم، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
إخوة الإيمان والعقيدة أوصانا الله عز وجل بالإحسان للوالدين وبرهما، وقرن طاعته بطاعتهما بما يرضيه سبحانه وتعالى، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، كذلك جاء في سورة لقمان، قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}،[21] إن برّ الوالدين هو دأب الأنبياء، وأراد الله تعالى للمؤمنين أجمعين أن ينتهجوا هذا الدأب، فالسعيد في الدنيا من أدرك والديه فسعى في برهما وقدم رضاهما على جميع أمره، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم فاستغفروه.
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين وبعد فاعلموا عباد الله أن العقوق للوالدين يعدّ من كبائر الذنوب، وبرهما يعد من أسباب الرفعة يوم القيامة، فارزقنا اللهم برّ آبائنا وأمهاتنا في الليل والنهار، اللهم لا تتركنا من العاقين بوالديهم، وارحمنا وآبائنا كما ربونا صغارًا يا رب العالمين، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعة عن صلة الرحم قصيرة
الحمد لله شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم.. فلم يجدوا حرجا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
أوصانا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بصلة الرحم لما سأله الصحابة الكرام عن بعض الأعمال التي تدخل الجنة، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: “أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقالَ القَوْمُ: ما له ما له؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَبٌ ما له فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا قالَ: كَأنَّهُ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ”.[22] والأرحام هم الأقارب ممن حثّ الدين الإسلامي على زيارتهم والاطمئنان عن أحوالهم، ولا خلاف بين أهل العلم أن قاطعها آثم ومرتكب لكبيرة من الكبائر والعياذ بالله، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه.
إن الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق والمرسلين، صاحب الخلق العظيم، وبعد عباد الله توبوا إلى الله وصلوا أرحامكم لعلم ترحمون، اللهم ارحمنا برحمتك وأكرمنا بفضلك أن نكون من واصلي الرحم، اللهم ألف بين قلوبنا أجمعين، واجمعنا تحت راية الحق والدين، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعة عن تعليق التمائم
بسم الله الرّحمن الرّحيم، والحمد لله الكافي الشّافي المعافى من كلّ ضرٍّ وكلّ شرّ، سبحانه لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كلّ شيءٍ قدير، وأشهد أنّ محمّدًا خير المرسلين وخاتم النّبيين، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين:
فيا إخوة الإيمان والإسلام، منذ قدم الزمن وحتّى الآن انتشرت بين النّاس ما تُسمّى بالتّمائم والحجابات، والّتي يعتقد النّاس بأنّها تحمي الإنسان من المرض والعين والحسد وغيره من العلل والبلاء، وهذا المعتقد خاطئٌ بشكلٍ قطعيٍّ، وهو شركٌ بالله سبحانه وتعالى، ولقد حذّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من تعليق التمائم وغيرها، لأنّ الله تبارك وتعالى هو الشّافي المعافي، وهو الّذي يحمي الإنسان من السّوء والضّر والبلاء، وهو الّذي يشفي الإنسان من كلّ مرضٍ ويعطيه الصّحّة والقوّة، كذلك يعلّق الناس التمائم من أجل محبة الزوج وغيرها من الأهداف، فذلك أيضًا شركٌ والعياذ بالله تعالى، ولا يجب على العبد المسلم المؤمن أن يلحق بمثل هذه الخرافات، بل عليه بالدّعاء والتّوكّل على الله تعالى في كلّ شيء، وإن أراد تحصين نفسه فعليه بالرّقية الشّرعيّة من الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة المباركة، لا أن يعلّق تمائم مليئة العزائم والطلاسم غير المفهومة والسّحر وغيرها، فعلى كلّ مسلمٍ اتّباع نهج القرآن الكريم ونهج سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ومن حاد عن هذا النّهج فقد خسر الدّنيا والآخرة إلّا أن يعود تائبًا نادمًا، والله أعلم، أسأل الله تعالى لي ولكم الثّبات على الصّراط المستقيم والطّريق القويم، والحمد لله ربّ العالمين.
خطبة الجمعة قصيرة عن الصدقة
الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
عباد الله إن أفضل الأعمال التي تقرب العبد من خالقه هي الصدقة، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}،[23] فالصدقة من أسباب البركة والنماء، ومغفرة الذنوب كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها تفريج عن المسلمين، فمن فرج عن مسلم كربة فرج الله تعالى بها عنه كربة يوم القيامة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه.
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين وبعد: أيها الإخوة المؤمنون إن أصحاب الدين لهم في كلّ يومٍ صدقة قبل أن يحل موعد سداد الدين على أن يكون مخلصًا النية لله عز وجل في تفريج الكربة عن أخيه المسلم، فاجعلنا اللهم من المتصدقين المنفقين في سبيلك ولا تجعلنا من المبذرين في غير حقٍّ معلوم، اللهم اهدنا إلى سواء السبيل، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين
خطبة الجمعة السديس مكتوبة
ندرج لكم خطبة الجمعة السديس مكتوبة فيما يأتي:
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا ليس له انتِهاء، نحمدُه – سبحانه – على ترادُفِ النِّعَم والآلاء. الحمدُ لله حقَّ حمدِهِ حمدًا يُوافِيهِ دُون وَعدِهِ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رفعَ شأنَ بعضِ خلقِه للتأسِّي والاقتِداء، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا وقُدوتَنا مُحمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ البريَّة في السِّيرة البَلْجاء، اللهم فصلِّ عليه صلاةً تُوفِّي حقَّه وكِفاء، وبارك يا ربَّنا على آله السَّامِين الأوفِياء، وصحبِه الأكرَمين النُّجَبَاء، ومن تبِعَهم بإحسانٍ يرجُو بالجِنانِ الارتِقاء، وبالأبرارِ الالتِقاء، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم اللِّقاء، معاشِر المسلمين: في عالَمٍ يمُوجُ بالفِتَنِ والاضطِراب، ويعُجُّ بالفِرَق والطوائِفِ والاحتِراب، كلٌّ يدَّعِي الحقَّ واحتِكارَ الحقيقةِ والصواب، ويرَى من نفسِه أنه القُدوة، وبه تكونُ الأمة والأُسوَة. ومع كثرة التحديَّات والأزمَات، والتحوُّلات والمُتغيِّرات، يحتاجُ المرءُ إلى تلمُّس طريقِ النجاة، وإعمالِ النَّقل والعَقل في أمورِه مع الحِلمِ والأناةِ، وهنا تبرُزُ من بين الثَّنايَا قضيَّةٌ من أهمِّ وأعظم القضايَا، هي سببُ خيرِ الأفرادِ والمُجتمعات، وتشيِيد الأمجادِ والحضارات، ألا وهي: قضيَّةُ الأُسوة والقُدوة، والتأسِّي والاهتِداء، والاتِّباع والاقتِداء، وهي قضيَّةٌ ما أعظمَها وأجَلَّها! قال بعضُ أهل العلم: “سِيَرُ الرِّجال أحبُّ إلينا من كثيرٍ مِن الفقهِ”.
معاشِر المُؤمنين: لقد أولَى القرآنُ الكريمُ موضوعَ القُدوةِ اهتِمامًا كبيرًا، وعنايةً بالِغةً؛ فحثَّ على الاقتِداء والائتِساء بالرُّسُل والأنبِياء، فقال – عزَّ مِن قائل -: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام: 90] قال الإمامُ الطبريُّ – رحمه الله -: “فبالعملِ الذي عمِلُوا، والمِنهاجِ الذي سلَكُوا، وبالهُدى الذي هديناهم، والتوفيقِ الذي وفَّقنَاهم اقْتَدِه؛ أي: فاعمَل وخُذ به واسْلُكْه”. فإنه عملٌ لله فيه رِضًا، ومِنهاجٌ مَن سلَكَه اهتدَى، ووصَفَ بعضَ عبادِه المُصطَفَين الأخيار بالإمامةِ؛ إيماءً أنهم أهلٌ للاقتِداء والتأسِّي، فقال – سبحانه -: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) [الأنبياء: 73]، وقال مُخاطِبًا إبراهيم – عليه السلام -: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) [البقرة: 124] قال الإمامُ ابنُ كثيرٍ – رحمه الله -: “قامَ إبراهيمُ – عليه السلام – بجميعِ الأوامِر، وترَكَ جميعَ النَّواهِي، وبلَّغ الرِّسالةَ على التمامِ والكمال، فاستحَقَّ بهذا أن يكون للناسِ إمامًا يُقتدَى به في جميعِ أحوالِه وأفعالِه وأقوالِه، قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) [الممتحنة: 4]”.
وأساسُ القُدوة ينبُعُ مِن داخِلِ النفسِ، فيكونُ الإنسانُ قُدوةً في نفسِه، (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) [البقرة: 44]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصف: 2، 3] وغيرُ تقِيٍّ يأمُرُ النَّاسَ بالتُّقَى *** طبِيبٌ يُداوِي النَّاسَ وهْوَ سَقِيمُ ومنها: القُدوةُ المُقيَّدة، وهي تصِحُّ لكلِّ واحدٍ يتَّصِفُ بصِفةٍ حسنةٍ؛ كالكرمِ والشجاعةِ ونحوِها. أمة الإيمان: وأهمُّ أنواعِ القُدوة وأجَلُّها وأعظمُها: القُدوةُ المُطلَقة، وتعنِي: الاقتِداء بالشخصِ في كل أفعالِهِ وأقوالِه وتصرُّفاتِه، ولا تصِحُّ لأحدٍ إلا لرسولِ الله – صلى الله عليه وسلم -؛ فلقد تمَّت به القُدوة، وتألَّقَت في أبهَى وأسمَى صُورِها في شَخصِه – صلى الله عليه وسلم -، فجعلَ الله التأسِّيَ به من علاماتِ الإخلاصِ لله – سبحانه – والإيمانِ باليومِ الآخر.
شاهد أيضًا: شروط خطبة الجمعة
خطبة الجمعة السديس المتقاعدين
ندرج لكم خطبة الجمعة السديس المتقاعدين بعض الوصية بتقوى الله والشهادة بوحدانيته فيما يأتي:
أيها المسلمون: تعيش الأمةُ الإسلاميةُ شهرًا من أشهر الله الحرام، قال الله -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التَّوْبَةِ: 36]، قال المفسِّرون -رحمهم الله-: “أي: بالمعاصي”. وعن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ؛ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ”(متفق عليه). إخوةَ الإيمانِ: ليس بخافٍ على أولي الألباب أنَّ حياة الإنسان ما هي إلا مراحلُ، وعُمُرُه فيها منازلُ، وإنَّ ممَّا قررَتْه المدنيةُ الحديثةُ، والنظامُ العالميُّ المعاصِرُ؛ تلك النُظُمُ الوظيفيةُ، والقواعدُ التنظيميةُ للأعمالِ والوظائفِ، والإنسان يتقلَّب في مراحل حياته بين الأعمال ودرجاتها، والوظائف وترقياتها، حتى يبلغ درجةَ التقاعدِ؛ وتلك قضيةٌ آنِيَّةٌ مهمةٌ لفئةٍ عزيزةٍ غاليةٍ قدَّمَتْ زهرةَ شبابها، ولُبَابَ أعمارها، في خدمة دِينها ووطنها ومجتمعها، تكدَح في أعمالها ثم تترجَّل عنها؛ لتُتِيحَ المجالَ الوظيفيَّ لغيرها من الشباب الصاعد، وهكذا تمضي الحياةُ بنا في تقلُّباتها وتنقلاتها، وصدق رب العالمين -سبحانه-: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) [آلِ عِمْرَانَ: 140] وهذا التصنيف الوظيفي -غير متقاعِد ومتقاعِد- ليس نهايةَ المطاف، وليس حُكمًا على الإنسان بالموت الزُّعاف، وليس مَنْعًا للمتقاعِدِينَ من مزيدِ العطاءِ في خدمة دينِهم ووطنِهم وولاةِ أمرِهم ومجتمعهم في ميادينَ أخرى، فهذا تصنيفٌ لا يَصلُح أن يسري أبدًا على بقيةِ حياةِ المتقاعِدِ، إذ إن المتقاعِدَ قد وُلِدَ ولادةً جديدةً، وصاحبُ الهمةِ العاليةِ إذا بلَغ هدفًا بحَث عن هدفٍ آخَرَ مثلِه، أو أَسْمَى منه ليصل إليه، ولا يُوقِفه عن استباقه لمجدِ الدنيا والآخرةِ إلا توقُّفُ نَفَسِه أو ضَعْفُ ذاته.
إخوةَ الإيمانِ: إن الواجب على العبد أن يكون قدوةً في طاعة الله -تعالى-، وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وطاعة أُولِي الأمر بالمعروف، خاصةً في ظل الأزمات والنوازل والجوائح، التي تحتاج إلى تكاتُف وتعاوُن الجميع، ولا يزال التذكير مستمرًّا بأهمية التقيُّد بالإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائيَّة، والاشتراطات الصحيَّة؛ حرصًا على صحتكم وصحة وسلامة غيركم من أُسَرِكم وأبنائكم وإخوانكم المسلمين، وهذه الإجراءات والاحترازات من الأخذ بالأسباب التي جاءت بها شريعتُنا الغرَّاءُ، فالتقيُّد بالإجراءات الاحترازية واجب دينيٌّ، ومقصِد شرعيٌّ، ومطلَبٌ وطنيٌّ، ومسلَكٌ حضاريٌّ، ونُبْلٌ قِيَمِيٌّ، وأمانٌ حيويٌّ، ووقاءٌ صحيٌّ، ورقيٌّ اجتماعيٌّ. فكونوا -يا رعاكم الله- على قدر المسؤولية، وعونًا للجهات المعنية؛ تحقيقًا لقوله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)[الْمَائِدَةِ: 2]، وتفعيلًا لشعار “نتعاوَنْ ولا نتهاوَنْ”، لا سيما مع انتشار الموجة المتجدِّدة والسلالة المتحوِّرة من هذه الجائحة والمنحنى المقلِق في ارتفاع الإصابات؛ مما يتطلَّب الحذرَ والجديَّةَ في تطبيق الاحترازات، خاصةً التباعُد الجسدي، وعدم التجمُّعات، ولُبْس الكمامات، والحرص على غسل اليدين وتعقيمهما، وأن تكون المصافَحة في القلوب.
خطبة الجمعة عن التستر التجاري
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهمّ إنّا نحمدك ونستهديك، ونستغفرك ونستعين بك، ونعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونلجأ إليك يا ربّ في السّرّاء والضّرّاء، ونشهد ألا إله إلّا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، ونشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، أمّا بعد فيا أمّة الحبيب الأعظم:
قد حثّنا الله تبارك وتعالى على الكسب الحلال الطّيب، ووعدنا بالرزق الوفير ما دمنا نعمل ونسعى ابتغاءً لرضاه، فلكلّ امرئٍ رزقٌ مقسومٌ في السّماء، ولا أحد من النّاس يتعدّى على رزق الآخر، والله لا يظلم عبدًا له حاشاه، وإنّ المسلم المؤمن المخلص لوجه الله تعالى، يسعى ويحرص ويتحرّى كلّ حلالٍ وطيّب، والله تعالى طيّبٌ لا يقبل إلّا طيّبًا كما أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعلى كلّ امرئٍ بالبعد عن مصادر المال المحرّمة، لأنّ فيها إثمًا عظيمًا وغضبًا من الله سبحانه، ومن أبواب الكسب المحرم التستر التجاري، والّذي له صورٌ عديدةٌ نراها في مجتمعنا الإسلاميّ الحاليّ، ومن هذه الصّور استقدام العمّال وأخذ المال منهم شهريًّا أو سنويًّا مقابل الكفالة وذلك محرّم، كذلك من صوره خيانة أنظمة الدّولة من خلال التستر على الهاربين من العمال مقابل المال، والكثير الكثير من الأنواع والأشكال لهذا العمل المحرّم، والمال الّذي يأتي منه محرّمٌ قطعيًا عند أهل العلم، فالذي يفعل ذلك يأخذ مالًا ليس من حقّه أبدًا، لذا فعلى المسلم أن يحذر وينتقي أبواب الكسب الحلال ويحرص عليها، لئلّا يناله غضب الله تعالى في الدّنيا وفي الآخرة، أجارنا الله سبحانه وإيّاكم من فتن الدّنيا ومن عذاب الدّنيا والآخرة، آمين والحمد لله ربّ العالمين.
خطبة الجمعة
إن المحكمات الثوابت هي من الأمور البديهية عند المسلمين الصادقين، فإذا تزلزلت الجبال الراسيات لا تتزلزل في عقيدتهم، ومنها وجود الله تعالى ووحدانيته، وأنه الخالق المدبر لأمور هذا الكون، ولما سئل بعض الأعراب في سالف العصر: “ما الدليل على وجود الرب -تعالى-؟ فقال: يا سبحان الله، إن البعرة تدل على البعير، وإن أثر الأقدام لتدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج؟ ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير؟”، وإن موجات الإلحاد التي نراها اليوم ما هي إلا نتاج لمؤامرات ممولة لإثارة الشك في قلوب المسلمين وإبعادهم عن دينهم، من خلال الإلهاء والطعن بالثوابت، ومن الواجب علينا كمسلمين لصيانة هذه الثوابت أن نحتوي شبابنا وصغارنا عاطفيًا وعقليًا لحمايتهم من الحملات الممنهجة، والتأكيد الدائم على وحدانية الخالق، سبحانه ربنا عما يصفون وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة جدا بالانجليزي
ندرج لكم خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة جدا بالانجليزي فيما يأتي:
Praise be to God for his benevolence, and thanks to him for his success and gratitude, and I bear witness that there is no god but God alone, who has no partner, to glorify Him, Glory be to Him. within yourselves that you may be successful, and after:
Servants of God, God Almighty has shown us the paths of goodness and has rewarded us by walking on them the great reward, the Almighty said in Surah Al Imran: {And hasten to forgiveness from your Lord and a paradise whose width is the heavens, and for the blessings of the heavens make the blessings of the last to be blessed.} He must make protection between him and the wrath and wrath of the Creator, by avoiding sins and being keen on duties and obedience, for God loves to be remembered and does not forget in word and deed, and our master Ali, may God honor him, said: And prepare for the day of departure, so fear God in your secret and public, so that you may be among the successful.
Praise be to God, who is unique in his greatness and pride, and prayers and peace be upon our master Muhammad and his family and all his pure and pure companions, and after: Servants of God, the best means by which a servant attains the pleasure of the Creator is piety, for He, the Most High, said: {This is the command of God that He revealed to you. reward}, and piety is the way to obtain mercy, expand sustenance, and deliver us from the painful torment, so reward us, O Lord, with our piety from the torment of Hell. And in the hereafter there is goodness and we have the torment of the Fire, and blessings and peace be upon our master Muhammad and his family and companions, and our last prayer is that praise be to God, Lord of the worlds
5 نماذج خطبة الجمعة قصيرة مكتوبة مرثرة
بعد الخوض في تقديم نموذج خطبة الجمعة قصيرة لا بدّ من تقديم المزيد من النماذج المؤثرة والقصيرة من الخطبة الأولى ليوم الجمعة بعد الحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله وموعظة المسلمين بالتقوى، عبر الجدول التالي:
الخطبة الأولى عن الشباب | عباد الله إن الشباب هو أهم المراحل العمرية وأكثرها خطورة على مصير الإنسان المسلم، وقد خص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هذه الفئة بالذكر فقد قال: “لنْ تَزُولَ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ عن أَرْبَعِ خِصالٍ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ؟ وعَنْ شَبابِه فيمَ أَبْلاهُ؟ وعَنْ َمالِهِ من أين اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَهُ؟ وعَنْ علمِهِ ماذا عمِلَ فيهِ”، فشباب الأمة هم مستقبلها، وأملها، وساعد نهضتها، فلا ينبغي لهم الانغرار بما يقدمه الكافرون وأن يحذروا من الاقتداء بهم، وطوبى للشباب الذي نشأوا على طاعة الله، فقد وعدهم الرحمن بالأجر العظيم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. |
الخطبة الثانية عن اتباع منهج السلف الصالح | شرف الخالق سبحانه الجيل الأول من هذه الأمة بصحبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وشرفهم الله عز وجل بذكرهم في القرآن الكريم، وجعلهم السابقين والمقربين في جنات النعيم، فقد دلت النصوص من السنة أن خير القرون هم أصحاب الرسول الكريم، ومن بعده الذي يلونهم، ثم الذين يلونهم، وهذه الأجيال الثلاثة هم السلف الصالح، الذين لا ينبغي على المسلمين الخروج عن ما قدموه لهذه الأمة الإسلامية من التفاسير وكتب السير والعقيدة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم. |
الخطبة الثالثة عن التدخين | عباد الله، إن المؤمن كيسٌ فطن مجبولٌ على فطنته وكياسته منذ ولادته، ولا ينبغي له أن يقتل نفسه بيده، فكيف للرجل العاقل أن يدفع ثمنًا للضرر الذي يشتريه من السكائر والأركيلة ونحو ذلك، وهو قتلٌ بطيء وانتحار تدريجي، وقد بيّن الدين الإسلاميّ أنه لا ضرر ولا ضرار للمسلم نفسه أو لغيره، فلجسدك حقٌ عليك وهذا الدخان يقتل رئتيك ويودي بك إلى مصافي الهلاك، ويجعلك مدمنًا له، فيما بينت الشريعة الإسلامية أن كل مسكر ومفتر هو حرام، فاحذروا وابتعدوا عن هذا الإثم لعلكم ترحمون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه. |
الخطبة الرابعة عن السعادة | حثّ الإسلام المسلمين على السعادة وبين أن السعادة لا تكون في الدار الدينا فقط وإنما السعيد من عمل صالحًا في دنياه لآخرته، فلا تقتصر السعادة على وجود المال وكثرة الأولاد على الرغم من كونهما زينة الحياة الدنيا مع حب النساء من الشهوات، لكن السعيد الحق هو من عرف حدود الله فوقف عندها، ومن جعل بينه وبين الله عهدًا فصدق عهده في طاعته وحسن عبادته، فأجزاه الله في ذلك سعادة الدنيا والآخرة، اللهم اجعلنا من المبتهجين في دار النعيم وفي الحياة الدنيا يا ربنا والحمد لله رب العالمين. |
الخطبة الخامسة عن الإسراء والمعراج | إنها الليلة التي التقت فيها السماء مع الأرض من خلال معاينة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيها الملأ الأعلى، فقد أسرى الله عز وجل برسوله عبر دابةٍ تدعى البراق إلى المسجد الأقصى فصلى الجماعة بالأنبياء والرسل ثم عرج به إلى السماء والملأ الأعلى، وفي هذه الليلة المباركة وفي السماء قد فرض الله على الأمة الإسلامية الصلاة لحكمته البالغة سبحانه وتعالى في الدلالة على أهمية هذه الفريضة، والله أعلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين استغفروا الله. |