ماذا تتضمن خطبة الجمعة؟ وهذا ما سيتطرق إليه موضوع هذا المقال، فهو من الأسئلة الشائعة بين المسلمين، والتي يجب توضيح إجابتها. وقد وضع الله تعالى خطبة الجمعة للمسلمين في هذا اليوم العظيم وجعلها أركان هذه الخطبة وسنها وشروطها. أن تشتمل خطبة الجمعة على أركانها وشروطها وسننها على النحو المبين في الشريعة الإسلامية.

خطبة الجمعة

بادئ ذي بدء، وقبل الدخول في بيان ما تتضمنه خطبة الجمعة، لا بد من تحديد ماهية هذه الخطبة، فهي الاسم الفقهي الذي يطلقه المسلمون على خطبتي الخطيب قبل إتمام صلاة الجمعة، وهي من المناسك التي يؤديها الدين الإسلامي الصحيح، وفيها العديد من الشروط والأركان التي يجب أن تتضمنها كل خطبة، وقد ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطبة الأولى في الإسلام. المدينة المنورة بعد هجرته إليها، ولم يخطب الجمعة قبلها بمكة المكرمة، والله ورسوله أعلم.

ماذا تتضمن خطبة الجمعة؟

ما الذي يجب أن تتضمنه خطبة الجمعة؟ الحمد لله، والحمد لله، والصلاة على رسول الله والشهادتين، وإعطاء النصح، وتذكير الناس بالتقوى، ثم البدء بموضوع خطبته. إنها الأمور التي يجب أن تتضمنها كل خطبة، فقد قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بسن هذه الأمور وجعلها شرعًا لجميع المسلمين في كل خطبة يوم الجمعة المباركة، والله ورسوله. أعلم.[1]

ما ينبغي أن تتضمنه خطبة الجمعة لابن باز

ذكر بعض المستجوبين لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله سؤاله عما يجب أن تتضمنه خطبة الجمعة، وأجاب وفد على الشيخ رحمه الله بما يلي:

كما قُدِّم أولاً: الحمد لله، والصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأدخل الشهادتين، ثم الوعظ، وتذكير الناس، وتنبيههم بما ييسر الله من الآيات والأحاديث. والكلمات الطيبة ويقرأ بعض الآيات نعم.

مقدم: تضمين قراءة الصبيح والغاشية – يا شيخ -؟
الشيخ: سنة مؤكدة في صلاة الجمعة سبحها والغاشية أو الجمعة والمنافقين، سورة الجمعة، وسورة المنافقين، أو سورة الجمعة مع. هل جاءك حديث الغاشية؟ [الغاشية:1] كل واردة.

شروط خطبة الجمعة

كما أن الخوض في بيان ما ورد في خطبة الجمعة يدفع البعض إلى البحث عن شروطها، وقد اتفق العلماء على شرطين رئيسيين واختلفوا في بعضهما، وهذه الشروط هي:[2]

  • تكون الخطبة بعد دخول وقت صلاة الجمعة متفق عليه.
  • يجب أن تكون الخطبة قبل الصلاة لا بعد المتفق عليها.
  • صدق النية ما جاء في السنة النبوية الشريفة من أن العمل بالنية على خلاف أهل العلم.
  • الجهر بالخطبة لا يكون إلا جهرًا، وهو ما قاله جمهور الفقهاء باستثناء المذهب الحنفي.
  • حضور عدد معين من الخطب خلافا لأهل العلم.

أركان خطبة الجمعة

ما ورد في صحيح من أقوال أهل العلم في أركان الخطبة ركن واحد، وهو أقل ما عُرف بصحة اسم الخطبة، وقد ورد فيه:

  • قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “لا يكفي في الخطبة أن ينتقد العالم ويذكر الموت، بل لا بد من تسمية الخطبة باتفاق، ولا تكون باختصار يضيع الغرض منه”.
  • قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: “إن نصيب الفقهاء من الأركان الأربعة في كل من الخطبتين مراعٍ، وإذا أتى في كل خطبة بما يقصد بالوعظ واللين القلوب، فقد ألقى الخطبة، ولكن لا يوجد. أشك في أن الحمد لله، والصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقراءة شيء من القرآن تكملة للخطبة، وهي زينة لها “.

سنن خطبة الجمعة

يؤدي الخوض في شرح ما ورد في خطبة الجمعة إلى إدخال ما هو شرعي فيها على النحو الآتي:[3]

  • اعتماد الخطيب على العصا: وقد ورد في الحسن من الحديث:[عَن] قال الحكم بن حزان الكلفي: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم السابع من سبعة – أو التاسعة من تسعة – فدخلنا عليه فقلنا: يا رسول. من الله قمنا بزيارتك فادعنا. فبقينا هناك أياماً شهدنا فيها صلاة الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متكئاً على عصا أو قوس وحمد الله وحمده بضوء. وكلمات طيبة. بل أجواها وأعظوا. “[4]
  • دور الخطيب للشعب: عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: “أَتَى رِجَالٌ إلى سَهْلِ بنِ سَعْدٍ يَسْأَلُونَهُ عَنِ المِنْبَرِ، فَقالَ: بَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى فُلَانَةَ، امْرَأَةٍ قدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ: أنْ مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ، يَعْمَلُ لي أعْوَادًا، أجْلِسُ ينبغي عليهم لما كلمت الناس وأمرته أن يفعل ذلك من طرفي الغابة ثم أحضرها فأرسلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسل. عليه صلى الله عليه وسلم “.[5]
  • استدار المسلمون بأعينهم للخطيب: وذكر الفقهاء أنه من الأدب الاستماع، ففعل ذلك أنس بن مالك رضي الله عنه، كما ورد في الروايات.
  • رفع الخطيب صوته: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حتَّى كَأنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يقولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ، ويقولُ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، وَيَقْرُنُ بيْنَ إصْبَعَيْهِ: السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ويقول: الآن. لأن خير الكلام هو كتاب الله، وخير الهداية هدى محمد، وأشر الأمور حديث الوليدة، وكل بدعة ضلال. من ترك مالاً فهو ملك لعائلته ومن ترك ديناً أو خسر أموالاً، فالأمر متروك لي ولي. [وفي رواية]وكانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة لحمد الله وحمده، ثم قال بعد ذلك.[6]
  • تقصير الخطبة: ورد في صحيح مسلم: “خَطَبَنَا عَمَّارٌ، فأوْجَزَ وَأَبْلَغَ، فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يا أَبَا اليَقْظَانِ، لقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ، فلوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ، فَقالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ؛ يحفظ من اجتهاده، فيطول الصلاة، ويقصر الخطبة، ومن القول السحر “.[7]
  • سنن أخرى من خطبة الجمعة: أن يلقى الإمام الخطبة قائماً، ويستحب له أن يجلس بين الخطبتين، وأن يدعو في الخطبة، ولا يشرع للإمام أن يرفع يديه في خطبة الجمعة، والله ورسوله. أعلم.

موقف خطبة الجمعة

تكمن أهمية ومكانة خطبة الجمعة في مزاياها وخصائصها التي لا تتوفر في الخطب الأخرى، ومنها:[8]

  • وهي ثابتة في بيوت الله، يسودها الهدوء، مغطاة بالرحمة، وتحيط بها الملائكة بأجنحتها.
  • يقام في أفضل الأيام التي لم تشرق فيها الشمس أبدًا.
  • قال تعالى: (إن الله تعالى قد أمر بحضورها): {يا أيها الذين آمنوا إذا أردنا الصلاة من يوم الجماعة فابحثوا عن ذكر الله، والله يرزقكم.[9]
  • تزيين للخروج إليه وحضوره في أفضل الأحوال.

ماذا تتضمن خطبة الجمعة؟ مقال حدد فيه جوهر خطبة الجمعة، وأركان الخطبة، وسنها، وشروطها، وكل ما يجب أن تتضمنه خطبة كل جمعة، كما نصت عليه السنة النبوية الشريفة.