حكم التذرع بالقدر في ارتكاب المعاصي أو ترك الواجباتوالأقدار بلا شك خلق الله تعالى، وهو الذي يقضي للإنسان كل ما يحدث في حياته من علمه وحكمته لسبب لا يعلمه غيره. قضية قانونية وفي مقالتنا اليوم عبر موقع محمود حسونة وسوف أتحرى عن هذه المسألة في أكثر من قول من أقوال العلماء فيها.
حكم التذرع بالقدر في ارتكاب المعاصي أو ترك الواجبات
لا يجوز التذرع بالقدر في ارتكاب المعاصي أو ترك ما أمر به الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم من واجبات وأعمال طاعة، وهذا الحكم متفق عليه بين أهل العلم وأهل السلف وكل من أعطاهم الله. فضل معرفة الشريعة الإسلامية، وهناك أدلة شرعية كثيرة استندوا فيها إلى فتواهم في هذه المسألة الشرعية. ونذكر بينهم ما جاء في القرآن الكريم من كلام الله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا ءَابَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ}[1]وهذا نص صريح في حالة استدعاء الأقدار لارتكاب المعاصي وترك العبادة، أما الأقدار فهو في غير ذلك من الأمور والله أعلم
حكم التذرع بالقدر على المعاصي ابن باز
ولا يجوز التذرع بالقدر في المعصية بقول ابن باز – رحمه الله – في هذه المسألة الشرعية، وفي خلاصة ما قاله في فتواه نذكر ما يلي:
لا يجوز لأحد أن يستدعي الأقدار إلا لكل إنسان، رجلاً وامرأة، أن يتقي الله ويطيع الله، كالصلاة والصوم والحج والزكاة وغير ذلك، وعليه أن يحذر من معصية الله. وأعطاه الله سبحانه وسمعه وأبصره. يستعمل ما رزقه الله به من النعم، ولا يحل له القدر. أن أجلس، لا تأكل ولا تشرب، وتقول: إن كان الله قد قضى لي أني أحيا، فسأحيا! يكذب، لا يمكنه البقاء، عليه أن يأكل ويشرب.
احتجاجاً على القدر ابن تيمية
لا يمكن الاحتجاج على القدر في كلام شيخ الإسلام ابن تيميةوقد تحدث شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في كتابه (الفتاوى الكبرى) عن هذه المسألة الشرعية، فقال فيه:[3]
ولا يحق لأحد التذرع بالقدر بالذنب بإجماع المسلمين وباقي أبناء الطائفة وسائر العاقلين. إذا كان هذا مقبولًا، فسيكون بمقدور كل شخص أن يفعل ما يخطر بباله، مثل قتل الأرواح، وأخذ المال، وجميع أنواع الفساد على الأرض، وسيستخدم القدر كدليل. ومثل من جادل بالقدر إذا تعرض للهجوم، والمعتدي يترافع بالقدر لا يقبل منه، بل يناقضه، وتناقض القول يدل على فساده.
حكم التذرع بالقدر في النوازل
يجوز التذرع بالقدر في حالة النكبات بعد وقوعهاوالبلاء اختبار من الله عز وجل للمسلم ليختبره، ودليل على محبة الله تعالى ليختبر قوة إيمانه بالله والقدر الذي شاء له. لا مانع، وأما العيوب فهي ما يفعله الإنسان بترك العبادات أو المعصية، والعياذ بالله. الله اعلم.
حالات الاحتجاج القدر
وحالات الدعاء تكون في المصائب وعند الوقوع في السيئات والتوبة عنهاوهذا ما اتفق عليه جمهور العلماء في الأحوال التي يجوز فيها التذرع بالقدر، وتفاصيلها على النحو التالي:
- الحالة الأولى: الاحتجاج عند وقوع المصائب بعد وقوعها، فلا يمكن الاحتجاج على ما قدر الله وما حدث، ولا يمكن التذرع بالقدر ضد المصائب في الحاضر والمستقبل.
- الحالة الثانية: الدعاء في السيئات بعد وقوعها، ووجوب التوبة منها وعدم إعادتها بنية صادقة.
بهذا نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم التذرع بالقدر في ارتكاب المعاصي أو ترك الواجبات، ومن خلالها تعرفنا على التساؤل عن هذا الموضوع القانوني في أكثر من أقوال لأهل العلم حول هذا الموضوع، كما شرحنا القضايا القانونية للتذرع بالقدر