لست سنوات وأنا أشاهد المسلسل الأمريكي “هذا نحن” دون أن أشعر بالملل أو التشبع بأحداثه وشخصياته رغم حدوده. بل كنت أنتظر الموسم الجديد منه بشغف كبير، وأتمنى أن يستمر في مواسم عديدة أخرى.
الجديد في المسلسل أنه يحكي يوميات عائلة عادية جدًا، على مدى ثلاثة أجيال وأحيانًا أربعة، لكن محور الأحداث يدور حول أب وأم وثلاثة أبناء وولدين وفتاة.
سأحرص على عدم حرق الأحداث. لم يقرر مشاهدة المسلسل رغم أن الأحداث لا تعتمد على مفاجآت أو حركات كبيرة في القصة عرضة للحرق، لأن المسلسل مبني على شرح مفصل ودقيق للغاية لجميع تصرفات الأسرة من حيث الإنسانية فقط، ولا تصل في أحداثها إلى عقد كبير ودراما مكثفة، لكنها تلامس المشاعر سلباً أو إيجاباً، وتقدم لها بسرعة الحلول الإنسانية أيضاً.
لا يخوض في مشاكل المجتمع الأمريكي، ولا يتطرق إلى الأمور المالية إلا من بعيد إذا لزم الأمر، لكنه يأخذك في رحلة داخل الروح البشرية، رحلة داخل أب متسامح يحب أسرته، وكيف هو تمكنت بقدرات متواضعة جدًا لتكون أسرة سعيدة جدًا أيضًا، وزوجة شابة تسهل الحياة وتسهلها للزوج وأطفالها، بما في ذلك الطفل الذي قررت تبنيه كطفل ثالث لها.
تمكن صناع العمل من عرض سلوك الأسرة في أكثر من مرحلة عمرية على الأطفال. تعرفنا عليهم في سن الخامسة والثانية عشر ثم طلاب الثانوية ثم في الجامعة، وعلى الرغم من تعدد وتغير أكثر من ممثل للشخصية إلا أنك لا تشعر بالفرق بينهما، نفس المشاعر والعلاقة الحميمة التي تولد من روعة الأب والأم ورائع الحب والقبول بينهما.
تردد قناة HBO الجديد 2020 الناقلة لمسلسل Game Of Thrones 8 Game of Thrones
يكبر الأطفال، وتنمو مشاكلهم مع الحياة وبينهم أيضًا، لكنهم يتشبثون في جميع الأوقات، وخاصة الصعبة منهم، من خلال تواجدهم بجوار بعضهم البعض، ويلجأون سريعًا إلى الرابطة الخاصة التي تربطهم وتساعدهم. للتغلب على مشاكلهم بشكل مباشر وفي جو يسوده التسامح والتسامح، يصر صناع العمل على أن السبب الأول والأهم لكل هذه السعادة هو المشاعر الإنسانية التي نشأوا عليها داخل الأسرة، بعيدًا عن عقبات المجتمع.
فاز المصري الأمريكي رامي مالك بجائزة أفضل ممثل في مسابقة إيمي
“This is Us” هو مسلسل ذو مذاق شرقي، يلامس قلبك بمفردات بسيطة للغاية، تجبرك على مشاهدته حتى نهاية الحلقة أو نهاية الموسم أو القصة بأكملها.
أنا على يقين من أن كل من يشاهده سيخرج منه بقدر كبير من المشاعر الرائعة إذا لم يساهم في تغيير شيء مهم في علاقته مع عائلته الصغيرة أو الكبيرة، ونجاحه العالمي يؤكد أن النجاح لا يحتاج قصص العصابات والمخدرات والعري، لكنها بحاجة إلى صناعة جيدة في الكلمة والهدف.