نتائج موقع انتخابات 2022 اللبنانية 2022 .. حزب الله وحلفاؤه خسروا الأغلبية في مجلس النواب اللبناني الجديد، بحسب النتائج النهائية للانتخابات النيابية التي أعلنها وزير الداخلية بسام مولوي، اليوم الثلاثاء، والتي تم تسجيلها. دخول المستقلين والمعارضين المؤهلين المنبثق عن الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في العام 2019 إلى مجلس الشعب لأول مرة وبحجم غير متوقع.
موقع انتخابات لبنان 2022
وبحسب النتائج التي كشفها المولوي في الدفعة الأخيرة من اليوم، فإن سجلات قوى المعارضة المنبثقة عن التظاهرات الاحتجاجية ضد السلطة السياسية التي شهدها لبنان منذ أكثر من عامين، فازت بما لا يقل عن 13 مقعدًا في البرلمان الجديد.
و 12 من الفائزين هم وجوه جديدة ولم يشغلوا من قبل أي مناصب سياسية. لقد نشطوا طوال “الثورة” غير المسبوقة التي بدأت في أكتوبر 2019 واستمرت لأشهر، من خلال التحضير للاحتجاجات والمظاهرات والظهور في وسائل الإعلام وتنظيم الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي وبين الناس. . ومن بينهم أساتذة جامعات ونشطاء بيئيون، تميزوا بأسلوبهم المختلف تمامًا عن النمط الكلاسيكي للأحزاب والقوى السياسية التي هيمنت على المشهد السياسي في لبنان منذ عقود.
وأظهرت النتائج أن حزب الله وحليفته حركة أمل بقيادة رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته ماهر بري احتفظا بجميع المقاعد الـ 27 المخصصة للطائفة الشيعية في البلاد، لكن حلفاءهم ومنهم التيار الوطني الحر بقيادة رئيس الدولة، ميشال عون، ونائب رئيس الحزب الوطني السوري، خسرا مقاعد في عدة أحياء.
كان حزب الله هو القوة السياسية الأكثر نفوذاً في البلاد، خصوصاً أنه الجهة غير الحكومية الوحيدة التي تمتلك ترسانة أسلحة، حيث سيطر على 70 مقعداً من أصل 128 في البرلمان المنتهية ولايته.
لم يتضح بعد العدد النهائي للمقاعد التي سيجمعها حزب الله مع حلفائه، لكن التقديرات تشير إلى أنه بالتأكيد لن يتمكن من الوصول إلى 65 مقعدًا.
كما أنه من غير المعروف ماذا سيكون الوضع السياسي للمعارضين الجدد، الذين يتبع الكثير منهم خطابًا يدعو إلى توحيد السلاح في أيدي القوى التشريعية، لكنهم جميعًا يركزون بشكل خاص على تعديل النظام اللبناني وإصلاح القضاء. وتحديث البلاد وبناء المؤسسات بعيداً عن المحسوبية ونظام المحاصصة الطائفية.
وبالتالي، قد يتحالفون مع نواب آخرين من الأحزاب الكلاسيكية التي دعمت “الثورة” إلى حد ما، ويكون لها رأي مرجح في البرلمان.
على صعيد آخر، نجح حزب القوات اللبنانية، الخصم حزب الله، في زيادة عدد مقاعده مع حلفائه من 15 إلى 19.
وبالمثل، استقبل المجلس المنتخب مرشحين سنة من أبرز منافسي حزب الله، مثل المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، أشرف ريفي. وقاطع رئيس إدارة الدولة الأسبق سعد الحريري، الذي يترأس كتلة ضخمة في البرلمان المنتهية ولايته، ويعتبر من أفضل قادة الطائفة السنية، الانتخابات مع حزبه، تيار المستقبل.
وتشير النتائج المعلنة بوضوح إلى أن مجلس النواب سيكون في المرحلة الأولى على الأقل، مشتتًا وبدون أغلبية واضحة، ما قد يزيد من شلل الدولة ومؤسساتها في ظل محنة سياسية واقتصادية غير مسبوقة منذ أكثر من عامين.
وهذه الانتخابات هي الأولى بعد انهيار اقتصادي يصنفه البنك الدولي ضمن الأسوأ في العالم منذ عام 1850، وبعد انفجار مروع، في 4 آب / أغسطس 2020، في ميناء بيروت راح ضحيته أكثر من مائتين ودمر أحياء. في العاصمة وأسفر عن تخزين كميات هائلة من المواد الخطرة دون احتياطات.
زياد ماجد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في باريس، اعتبر أن القضية الاقتصادية قد تفيد البرلمانيين الجدد، الذين سيتمكنون لأول مرة من ممارسة الضغط داخل البرلمان. وتابع: “هذا سيخلق ضغوطا سياسية وشعبية على قوى التغيير والإصلاحيين للتعاون”.
وقال النائب المنتخب مارك ضو في لقاءات تلفزيونية، أمس، إنه “سيتعاون مع كل من يشبهنا” في مقترحاتهم ومواقفهم.
وسيلقي الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، كلمة الجمعة، من المتوقع أن يعلق فيها على نتائج الانتخابات. لكن منذ يوم أمس لم يتردد حزب الله في توجيه رسائل إلى أعضاء البرلمان المعارضين له.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله، محمد رعد، اليوم أمام المعارضة: “نقبلكم كمنافسين في البرلمان، لكننا لن نقبلكم دروعًا للإسرائيليين وخلف الإسرائيليين”. وقال لقناة المنار الموالية لحزب الله “انتبهوا لخطابكم وسلوككم ومستقبل بلدكم ولا تكن وقود حرب أهلية”.
ورد عليه أشرف ريفي قائلاً: “لسنا عملاء لإسرائيل، أنت عميل لإيران”، داعيًا إلى تعطيل لغة “الخيانة”.
ومساء أمس، أحرق عدد من أنصار حزب الله ما يعرف بـ “قبضة الثورة” التي تمثلت في لوحة كبيرة نصبت في ساحة الشهداء وسط بيروت.
من أولى مهام مجلس النواب الجديد انتخاب رئيس ليخلف نبيه بري. يتفق الكثيرون على أن استبداله سيكون صعبًا، على الرغم من حجم الكتلة المعارضة لبقائه، لأنه لن يجرؤ أي شيعي آخر على الترشح لمنصب.
ثم تبدأ المهمة الأصعب في تشكيل الحكومة. حزب الله يلتزم بحكومة توافقية تجمع كل الأطراف، بينما الرافضون يقولون إنه يجب أن يكون هناك أقصى قدر من السيطرة والمقاومة.