بحث عن الذكاء الصناعي
أهداف الذكاء الاصطناعي ومشاكله
بينما يمثّل الذكاء الاصطناعي أحد الأصول المذهلة للتنمية المسؤولة لمجتمعنا، فإنه يثير أيضًا أسئلة أخلاقية مهمة. كيف يمكننا التأكد من أن الخوارزميات لا تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، من الخصوصية وسرية البيانات إلى حرية الاختيار والضمير؟ هل يمكن ضمان حرية التّنقل عندما تكون رغباتنا متوقعة وموجهة؟ كيف يمكننا ضمان عدم تكرار الصور النمطية الاجتماعية والثقافية في برامج الذكاء الصناعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتمييز على أساس الجنس؟ هل يمكن تكرار هذه الدوائر؟ من قبل من يمكن برمجة القيم؟ كيف يمكننا ضمان المساءلة عندما تكون القرارات والإجراءات مؤتمنة بالكامل؟ كيف نضمن عدم حرمان أي شخص في أي مكان في العالم من فوائد هذه التّقنيات؟ كيف يمكننا ضمان تطوير الذكاء الصناعي بطريقة شفافة، بحيث يكون للمواطنين العالميين الذين تتأثر حياتهم به صوت في تطويره؟
للإجابة على هذه الأسئلة، يجب أن نميّز بين التأثير المباشر للذكاء الاصطناعي على مجتمعنا، والعواقب التي شعرت بها فعلًا، وتأثيرها على المدى الطويل. وهذا يتطلب منا أن نشكّل بشكل جماعي رؤية وخُطة عمل إستراتيجية.
بأبسط العبارات Artificial intelligence أو الذكاء الاصطناعي الذي يختصر بAi يشير إلى الأجهزة أو الأنظمة التي تحاكي الذكاء البشري عند أدائها للمهام التي كُلف بها، ولها عدة أشكال عرف بها وما يلي بعض من أشكالها:
استخدم الذكاء الصناعي في صناعة الروبوتات الألية لتَفهم مشكلات العملاء وتستجيب لها بكفاءة أكثر وأسرع.
المسؤولون والقائمون عليه يستخدمون الذكاء الصناعي في تحليل البيانات الهامة من البيانات النصية لتحسين وتطوير عمليات الجدولة،
تقديم توصيات واقتراحات للبرامج التلفزيونية اعتماداً واستناداً إلى عادات المشاهدة للمستخدمين.
بالرغم من أنّ الذكاء الاصطناعي له عَلاقة قوية وتعلق بالقدرة على التحليل السريع والتفكير الفائق أكثر من تعلقه بوظيفة أو شكل معين إلّا أنه لا يهدف إلى أن يحلّ محل البشر حيث أن هدفه وما يسعى إليه هو تعزيز وتطوير القدرات والمساهمات البشرية بشكل ملاحظ وملموس.
مصطلح الذكاء الصناعي يشمل جميع التطبيقات التي تقوم بأداء مهام معقدة التي كانت تتطلب تدخلات بشرية، مثل التواصل مع العملاء وألعاب الشطرنج وغيرها من المهام، ويجب القول أنه ليس كل ذكاء صناعي تعلّماً آلياً!، حيث أنّها تقنية استراتيجية تعمل بجد واجتهاد للحصول على كفاءة أكبر وفرص أكثر للدخل وتعزيز ولاء العملاء. ويجدر الذكر بأنّه مع تطور عصر التقنية أصبحت الشركات الصغيرة والكبيرة تعتمد على روبوتات الذكاء الصناعي ولكنها تتفاوت في قدراتها و تنفيذها للمهام المختلفة لذلك ليس كل ذكاء اصطناعي تعلم آلي!.
و بعد هذا كله ننتهي إلى أنّ الذكاء الصناعي بهدف إلى بناء وإنشاء تكنولوجيا متقدمة وعصرية تسمح للروبوتات والآلات بالاستجابة للمؤثرات والتعامل مع المعطيات، وكذلك التعلم الذاتي والتكيف مع الجديد من أهم أهداف إنشاء الذكاء الصناعي.
ويجدر الذكر بأنّه بعد اختراع الآلات والروبوتات ومن ثمّ تطبيق الذكاء الصناعي عليها تمّ إضافة مجموعة من القدرات الجديدة على تلك الآلات لخدمة البشرية إليك بعض منها:
التفكير وحل المشكلات:
طوّر الباحثون خوارزمية تُحاكي الخطوات التي يتخّذها البشر عند حل مشكلة أو لغز، أو عندما يصلون إلى نتيجة منطقية، ويتطلب حل هذه المشكلات الكثير من الخوارزميات الحسابية وتمّ استخدام الذكاء الاصطناعي فيها.
المعرفة:
تقع هندسة المعرفة في صميم بحوث الذكاء الصناعي أو الصنعي، حيث يجب أن تتعلم الآلات الأشياء، وخصائصها، وفئاتها، والعلاقات بينها، ومتى، وأين، وماذا، ولماذا، والعديد من الأسئلة الأخرى التي يجب أن تتعامل وتتجاوب معها.
التخطيط:
يجب أن تكون الآلات قادرة على التخطيط وتحديد الأهداف واتخاذ الإجراءات. إنهم بحاجة إلى طريقة لتصور المستقبل وتقييم الظروف والتنبؤ بنتائج وعواقب أفعالهم.
التعلم:
هو أحد المفاهيم الأساسية لأبحاث الذكاء الصناعي، فهو القدرة على تطوير الخوارزميات بشكل آلي، لإضافة خبرة أكبر للآلة، فتصبح عملية التعلم تحت إشراف التصنيف والانحدار العددي، بحيث تصبح قادرة على تصنيف و تحديد الفئة التي تنتمي إليها شيء جديد وإنتاج وظيفة تصف العَلاقة بين الإجراءات والنتائج.
الذكاء الاجتماعي:
تطوير العديد من الأنظمة القادرة على تفسير ومحاكاة المشاعر والعواطف الإنسانية (الحوسبة العاطفية).
الذكاء العام:
تتركز جميع المهارات السابقة في آلة واحدة تفوق قدراتها القدرات البشرية في العديد من المجالات.
كل ذلك ساهم في تحسين حياة الإنسان بعدة طرق طبية وإعلامية وغيرها، ويخدم الذكاء الاصطناعي البشر من خلال مساعدتهم في العديد من الوظائف.
أهم أهداف الذكاء الاصطناعي:
- استخدم الذكاء الصناعي لحل المشكلات التي تظهر في حال عدم وجود أو غياب المعلومات الكاملة.
- تكرار الذكاء الإنساني في الألي.
- حل مشكلة المهام المكثفة المتعبة لبني البشر لتقوم بها الآلة.
- القيام بخدمة الإنسان والإنسانية والعالم بأسره.
- تحسين تفاعل الاتصال الإنساني والألي.
- القدرة على التفكير والإدراك وإنجاز المهام.
- القدرة على اكتشاف وتطبيق المعرفة.
- القدرة على التعلم وفهم التجارِب والخبرات السابقة.
- القدرة على استخدام التجربة القديمة وتطبيقها على المواقف الجديدة.
مشاكل الذكاء الاصطناعي:
- إساءة استخدام الذكاء الصناعي وتسخيرها من أجل أهداف غير علمية لا تقوم على خدمة المجتمع! بل و استخدامه بطرق يشكّل تهديداً على المجتمع ليصبح مثل أي اختراع يتم استغلاله من أجل الحرب والتهديد، هذا إن وقع في الأيدي الخاطئة.
- انتهاك وتآكل الخصوصية في حال ازدياد قدرة البحث والمصادرة للمؤسسات القانونية.
- كلما زاد خطر الاعتماد على الذكاء الصناعي كلما زاد خطر تقلص المرونة المجتمعية، لأنّ الاعتماد على الذكاء الصناعي دون البشر يقلل من دور الإنسان وقدراته ومرونته في حل المشكلات.
- الآلات قد تقوم بأداء ما وُكل إليها من مهام لكنها لا تستطيع أن تساوي البشر وتمتلك مشاعر!، لهذا هذه الآلات لا ترحم ولا تعطي ولا تتعامل بالمشاعر مثل البشر! وعند الاعتماد عليها دون البشر سيكون هذا سبباً في إزالة العديد من المفاهيم العاطفية الإنسانية مثل: الضمير والروح الجماعية والرحمة.
- تكلفة إصلاح وبرمجة وصناعة هذه الآلات لا تكون رخيصة وتتطلب مبالغ مالية.
- هذه الآلات لديها قدرة فائقة في حفظ كَمَيَّة هائلة من المعلومات والبيانات وعند إصابتها بأي ضرر أو خلل وخروج الأمر عن السيطرة سنواجه مشاكل فقدان هذه البيانات المهمة.
- عند توكيل أغلب المهام للآلات دون البشر ستزداد أعداد البطالة في المجتمع وتقل الأيدي العاملة وكل المهام المتوفرة سيقوم بها هذه الآلات، لأنّ الإنسان لا يمكن أن يضاهي قدرة وفاعلية الآلات بالتالي ازدياد البطالة ستستمر، وهذا يسبب مشاكل اقتصادية للأفراد إن لم تكن للشركات!.
- يما أنّ البطالة ستكون في استمرارية فإنّ دخل الطبقات سيكون في انخفاض لأنّ الغالبية يفقدو1ن وظائفهم الموكلة إليهم، ولكن في المقابل ستزداد أرباح أرباب العمل وإنتاجية الشركات العاملة.
مهما وصل الذكاء الصناعي من الذكاء الخارق! فإنه لا يمكن أن يضاهي قدرة الإنسان في التفكير والإبداع فتبقى استخدامات الآلات محدودة في بعض المجالات العلمية والتقنية.
ملاحظة:
بالرغم من كل هذه السلبيات والمشاكل المذكورة أعلاه إلا أنه لا يمكننا نكران قيمة وأهمية الذكاء الصناعي في بناء مستقبل البشر، لكن إن اُستخدم بالشكل الصحيح ووُضع في أيدِ آمنة ليخدم المجتمع دون أن يضر به.
انتهى هنا عزيزي القارئ مقالنا اليوم نرجو أنه قد نال إعجابك والسلام عليكم.