حقائق الذّكاء الاصطناعي في المجال الطبي

إنّ صحة الكائن البشري لها أهميّتها البالعة، وأمر حتمِي على كل مسؤول عن الصحة العامة أن يبذل قُصَارَى جهده من أجل أداء هذه الأمانة والمسؤولية على أتمّ وجه، لذلك أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً لترشيد وتصميم واستخدام الذكاء الصّناعي، وذلك حفاظاً على حياة المرضى من الخطر.

يُرمز للذكاء الاصطناعي بAi وهو اختصار كلمة ( artificial intelligence ).

ويجدر الذكر بأنّ منظمة الصحة العامة ذكرت في أول تقرير لها أنّ الartificial intelligence  يحسّن الرعاية الصحية والطب في جميع أنحاء العالم لكن تحت شرط أن توضع الأخلاقيات وحقوق الإنسان في صُلْب تصميم ونشر واستخدام الذكاء الصناعي. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية” تيدروس أدهانوم غيبرييسوس “الذكاء الصنعي مِثلُها مِثل كل التّقنيات الجديدة حيث يمتلك artificial intelligence إمكانيّات وقدرات هائلة لتحسين صحة ملايين من الأشخاص حول العالم، لكن مثل باقي التّقنيات فهو سلاح ذو حدين، يمكن إساءة استخدامها والتعرض للخطر. 

 

مفهوم الذكاء الاصطناعي في مجال الطبي:

تقنية Ai” الذكاء الصنعي “تم تصميمها بعد استخدام Brain neural network sand طبقات عدّة من المعلومات من بينها الخوارزميات والأنماط المتطابق،  والتعلم العميق والحوسبة لمعرفة كيفية وفهم وإدراك البيانات. 

الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي

الذّكاء الاصطناعي ومدى تأثيره في مجال الطب

أهم وأبرز تطبيقات الذكاء الصّناعي في الطب:

الذكاء الصّناعي يعُرف أيضاً بقدرة الحاسوب أو الآلة الرقمية على إنجاز المهام التي تتطلب ذكاءاً بشرياً منه، ببساطة القول تستطيع هذه الآلات التفكير والتعلم وإنجاز المهام واستخراج البيانات والمعرفة، ولأهمية دور الذكاء الصناعي في جميع الصناعات تمّ توظيف artificial intelligence في التمويل والتسويق، ومن أبرز تطبيقات الذكاء الصناعي في الطب ما يلي:

  • التعلم الآلي

الذكاء الصّناعي يتعامل مع البيانات المنظّمة، مثل بيانات الفيزيولوجيا الكهربائية، والبيانات الجينية، والصور، والبرمجة اللّغوية. ثم يتم تدريب الخوارزميات على أساس ذلك. وذلك باستخدام بيانات الرعاية الصحية، وهذا يشير إلى أنّ أجهزة الحاسوب تساهم في مساعدة الأطباء في تشخيص الأمراض واقتراح العلاجات. وقد تمّ استخدام وتطبيق نظام واتسون الذي يحتوي على وَحدات المعالجة في معالجة الأورام.

 تنقسم أجهزة الذكاء الصناعي إلى قسمين وهما: تقنية البيانات المنظمة التي بدورها تحلل البيانات المنظّمة مثل التصوير، و طرق البرمجة اللغوية العصبية التي تستخرج المعلومات من البيانات بما في ذلك المجالات الطبية.

 

  • التّعلم العميق: 

تطبيقات الذكاء الصناعي ساعدت الطب الحديث في دمج المعلومات، وتحديد سمات المرضى وذلك لتحديد احتمالية نتائج الأمراض المختلفة، حيث ينم تحويل النص إلى بيانات منظمة يمكن قراءتها ألياً وذلك عن طريق إجراءات البرمجة اللغوية العصبية، ثم يتم بعد ذلك تحليلها باستخدام artificial intelligence.

  • معالجة اللُّغات الطبيعية :

في معالجة اللغات الطبيعية يشمل كيان الإنسان سمات، والسمات تشمل بيانات والمقصود بالبيانات مثل العمر والجنس والأعراض السريرية والتشخيصات والمعايير الكيميائية الحيوية والتصوير التشخيصي والاختبار الجيني،  وكذلك النتائج التنبوئية المهمة للتحليل. والمراد بالتحليل مثل المؤشرات المرضية، علامات المرض، معرفة مستويات المرض الكمية مثل أحجام الأورام  وغيرها من الأمراض.  

 

  • التعلم الغير الخاضع للإشراف والمراقبة:

خوارزميات الذكاء الصناعي في المجال الطبي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام مهمة على نطاق واسع وهذه الأقسام هي:

التعلم الغير الخاضع  للإشراف ودور هذا النوع قائم على المساعدة في استخراج الميزات وهي الدعامة الأساسية لتقليل الأبعاد. ومن طرق التعلم الغير خاضعة للرقابة تجميع الموضوعات ذات السمات المتشابهة معاً تحت عنوان مكونات أساسية تم تحليلها من قبل،  ومثال على ذلك خوارزميات تجميع تسميات عنقودية للمرضى حيث تزداد تشابه المرضى داخل العناقيد وتقل التشابه بين المجموعات المختلفة. ومن أكبر الأمثلة على ذلك التجميع الهرمي، وتجميع خليط غاوسي حيث أنّهما من أكثر خوارزميات التجميع شيوعاً وانتشاراً في المجال الطبي.

التعلم الخاضع للإشراف يتم استخدامه للنمذجة التنبؤية: وفي هذا النوع تتم دراسة نتائج الموضوعات اعتماداً واستناداً على سمات الموضوعات، ويتم ذلك عن طريق استخدام عمليات تدريب معينة لتحديد وظيفة أو خوارزمية ارتباط المخرجات بالسمات. ويتم استخدام التعلم الخاضع للإشراف للدراسة المكثفة وتقديم معلومات حول النتائج ذات الصلة سريرياً لذلك يعتبر أحد أكثر التقنيات الذكاء الصناعي شيوعاً في عالم الطب.

 

وتجدر الإشارة إلى أنّ الوقت الحالي (العصر الحديث) يستخدم  في تقنياتها الحديثة وتطبيقاتها الطبية الذكاء الصناعي وذلك لبالغ أهميته ودوره العظيم ومثال على ذلك: الانحدار اللوجستي، الانحدار الخطي، التحليل التمييزي. الغابة العشوائية، آلة ناقلات الدعم، وأخيراً الشبكة العصبية.

 

  • التّعلم المعزز.

 

كيفية الاستفادة من الذّكاء الصنعي في المجال الطبي و الصحي؟

تقرير “أخلاقيات وحوكمة الذكاء الصنعي في الصحة” هو نتيجة عامين من المشاورات من قبل لجنة دولية من الخبراء المعينين من قبل منظمة الصحة العالمية.

 

يذكر التقرير أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين سرعة ودقة التشخيص واكتشاف الأمراض، ومساعدة الرعاية السريرية، والبحث الصحي المتقدم، وتطوير الأدوية، ودعم تدخلات الصحة العامة المتعددة، ويتم استخدامه فعلًا في بعض البلدان، لمراقبة الأمراض والاستجابة الفاشيات وإدارة النظام الصحي.

يمكن أن يساعد الذكاء الصناعي في سد الثغرات في الوصول إلى الرعاية الصحية، لا سيما في المناطق التي لا يتمكن فيها المرضى في كثير من الأحيان من الوصول إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية أو المهنيين الطبيين. فالذكاء الصنعي له دوره الأساسي والمهم الذي لا غنى عنه لغيره.

 

سلبيات الذكاء الصّناعي في الطب:

يحذر تقرير منظمة الصحة العالمية من المبالغة في تقدير الفوائد الصحية للذكاء الاصطناعي!، خاصة عندما تأتي على حساب الاستثمارات والاستراتيجيات الأساسية اللازمة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة.

 

ويشير التقرير أيضًا إلى أن الفرص مرتبطة بالتحديات والمخاطر، بما في ذلك الجمع غير الأخلاقي للبيانات الصحية واستخدامها، والتحيّز في الترميز الحسابي، بالإضافة إلى مخاطر الذكاء الصناعي على سلامة المرضى والأمن السيبراني والبيئة.

حتى أنه يمكن أن يؤدي الاستخدام غير المنظم للذكاء الاصطناعي إلى إخضاع مصالح المرضى والمجتمع للمصالح التجارية القوية لشركات التكنولوجيا، أو للمصالح الحكومية في الرِّقابة والتحكم المجتمعين.

وضعت منظمة الصحة العالمية ست مبادئ توجيهية للتأكد من أن artificial intelligence يصبّ في المصلحة العامة في جميع البلدان:

  • حماية استقلالية الإنسان.
  • تعزيز رَفَاهيَة الإنسان وسلامته والمصلحة العامة.
  • ضمان الشفافية وقابلية الشرح والتوضيح.
  • تعزيز المسؤولية والمساءلة.
  • ضمان الدمج والإنصاف.
  • تعزيز الذكاء الصناعي المستجيب والمستدام.

 

مستقبل الطب في عصر الذكاء الصناعي:

إنّ ما وصلته التقنية الحديثة في عصرنا اليوم يختصر مستقبل الطب في عصر التقنية والذكاء الصناعي، وإذا لاحظت عزيزي القارئ أنه عند كتابة (استخدام الذكاء الصناعي) في محركات بحث جوجل تظهر لنا النتائج التالية:

  • استخدام الذكاء الصنعي في التعليم.
  • استخدام الذكاء الصنعي في الأمن السيبراني.
  • استخدام الذكاء الصنعي في التسويق.
  • استخدام الذكاء الصناعي  في الفضاء.
  • استخدام الذكاء الصناعي في الرسم.
  • استخدام الذكاء الصناعي في التشخيص الطبي.
  • استخدامات الذكاء الصناعي في الصِّحافة.
  • استخدامات الذكاء الصناعي في الطب.
  • استخدامات الذكاء الصناعي في البنوك.

 

وبعد عرض النتائج السابقة. نلاحظ أنّ المجال الطبي من أكثر وأهم القطاعات المستفيدة من الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث, ويؤيد ذلك نتائج البحث الصادرة من شركة (برايس ووتر هاوس) ” PWC “, حيث توقعت فيه أنّ بحلول عام 2030م سيكون الذكاء الاصطناعي أهميتها البالغة في رفع وتعزيز الاقتصاد العالمي بنسبة 14% وذلك ما يعادل 17 تريليون دولار وسيكون المستفيد الأكبر من الذكاء الاصطناعي قطاعا المالية والصحة.

 

أدام الله الصحة والعافية في أبدانكم ودمتم مستفيدين من التّقنيات الحديثة التي لا غنى عنها وانتهى هنا مقالنا اليوم والسلام عليكم.