ما اسم اخر ليله القدر .. مع دخول العشر الأواخر من رمضان وقرب اختتام الشهر الفضيل، يتضرع المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى الله بالتضرع أملًا في دراية ليلة القدر، وبدا أن صلاة تلك الليلة المباركة، أبرز ما يتقصى عنه المسلمون الآن.

ما اسم اخر ليله القدر

سميت بليلة القدر بمعنى “القدر والشرف”، تُكتب فيها الأحجام، وهي الليلة التي أنزل الله بها القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ﷺ، ويترقب أن تصادف في الليالي 21 و23 و25 و27 و29 من شهر رمضان.

ويرجح العلماء أن تسمية “ليلة القدر” تعود لعظم قدرها عند الله تعالى، وكثرة مغفرة الذنوب فيها، مثلما أنها الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم، وهي الليلة التي تكتب فيها أحجام الخلق في هذه السنة نقلا عن اللوح المحفوظ مثلما يقول العلماء.

وقد وجّه الرسول صلى الله عليه وسلم بتحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر في شهر رمضان، بينما يظن كميات وفيرة من المسلمين أنها تصادف ليلة 27، ويخصونها بأعراف وتقاليد راسخة.

وصفها الله عز وجل بأنها ليلة مباركة في كلامه هلم “إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين”، وأنه يُوجّه فيها ما يكون خلال العام “فيها يٌفرق كل أمر حكيم”.

أفضالها

عن فضلها، أخبرنا الله تعالى في اللوح المحفوظ أن “ليلة القدر خير من ألف شهر”، ومن أدركها فهو صاحب حظ كبير، فكم من مبتهج في تلك الدنيا قد نال سعادته بفضل دعائه في هذه الليلة المباركة، التي تعد أجود الليالي.

يقتضي الإكثار من أدعية ليلة القدر، وقد كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، والسلف، يعظمون هذه العشر الأواخر من رمضان ويجتهدون فيها بأنواع الخير.

علامات ليلة القدر

هذه العلامات وردت في أحاديث شريفة، وهنا نشير لأربعة علامات رئيسية لليلة القدر، قد تصادف إحداها الليالي الوترية (الفردية) في العشر الأواخر من رمضان.
العلامة الأولى: تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، ولقد قال رسول الله ﷺ (غداة ليلة القدر تغادر الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى تصعد) رواه مسلم.

العلامة الثانية: يطلع القمر فيها مثل (شق جفنة) أي “نصف قصعة”، وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه أفاد: تذاكرنا ليلة القدر لدى رسول الله ﷺ فقال (أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة) رواه مسلم.

العلامة الثالثة: ليلة معتدلة “لا هي حارة ولا باردة”، ولقد صرح فيها الرسول ﷺ (ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء واهنة) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.

العلامة الرابعة: ليلة قوية الإضاءة ولا يُرمى فيها بنجم، أي: لا تشاهد فيها الشهب التي ترسل على الشياطين، وقد استقر لدى الطبراني بسند حسن، أن النبي ﷺ صرح (إنها ليلة بلجة -أي: منيرة- مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم.

من علاماتها أيضًا: انشراح النفس وطمأنينة القلب بالإضافة لسكون الرياح وصفاء السماء.

دعاء ليلة القدر

سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: يا رسول الله “إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها”، قال: قولي “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”.

وعلّم الرسول ﷺ السيدة عائشة كيفية الدعاء، فقال لها: يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل، قولي “اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم”.

وتابع ﷺ: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدًا