لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف .. هي افضل وقت للاعتكاف هو الأمر الّذي سيناقشه ذلك النص، بل لا بدّ أوّلاً من المحادثة عن خصوصية شهر رمضان فهو الشّهر المبارك الّذي نزل فيه كتاب الله الخاتم وفيه يضاعف الله الأجر والثّواب لمن يشاء، وهو الشّهر الّذي تتطهّر فيه النّفوس والقلوب وتفتح فيه أبواب الجنّة وأبواب السّماء فتقبل الدّعوات بإذن الله جلّ وعلا

لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف

الاعتكاف

يعرّف الاعتكاف في الشّريعة الإسلاميّة على أنّه الإقامة بالمسجد والزّهد في الدّنيا والتّوجه لعبادة الله تعالى لاغير وهو سنّةٌ أكيدّةٌ للرجال والنّساء عن النّبيّ صلّى الله فوق منه وسلّم ولا خلاف في ذلك بين العلماء ولا يشترط له أوقاتاً محدّدةً لكنّه يضبط ببعض القرارات ليصحّ بها الاعتكاف ويُؤخذ أجره بإذن الله سبحانه وتعالى، وللاعتكاف نوعان ولكلّ فئةٍ منهما حكمٌ لا يشبه عن الآخر وهما:

أوّلاً: الاعتكاف فرضاً و هو الاعتكاف المنذور كأن ينوه أحداً بأن يعتكف في المسجد أيّاماً متكررةً عديدةً فحقٌّ فوق منه الإخلاص بنذره فلا يطلع من المسجد إلى أن انقضاء الأيّام الّتي نذرها إلّا إذا كان خروجه لضرورةٍ ما كالأكل والشّرب وقضاء الحاجة إذا لم يكن قادراً على هذا في إطار المسجد فيخرج ولا يبطل بهذا اعتكافه، أمّا إذا خرج إلى منزله وأتى زوجته فيبطل اعتكافه ووجب أعلاه إسترداد مدّة الاعتكاف كاملةً مع تجديد النّيّة.
ثانياً: الاعتكاف التّطوّعيّ وهو التّطوّع للاعتكاف في المسجد بغية الأجر والثّواب وفي ذاك الاعتكاف يغادر المعتكف للأكل والشّرب وقضاء الاحتياج ولا حرج عليه وإن أتى زوجته فلا يبطل اعتكافه إلا أن يُؤجر على الأيّام الّتي سبقت و يرجع للاعتكاف مع تحديث نيّته والله اعلم.

لماذا كانت العشر الاواخر من رمضان هي افضل وقت للاعتكاف

لماذا كانت العشر الاواخر من رمضان افضل وقت للاعتكاف سؤالٌ يُطرَح في الأذهان كثيراً، فقد كان الرّسول فوق منه الصّلاة والسّلام مواظباً على الاعتكاف في رمضان وخاصّةً في العشر الاواخر من رمضان وإن ترك الاعتكاف في بعض السّنوات لأسبابٍ متعددةٍ فعن أمّ المؤمنين عائشةً رضي الله سبحانه وتعالى عنها تحدثت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم

إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ”،والعشر الاواخر من رمضان فيها من الميزة أعظمه ومن الخير أكثره، فعلى المسلم الاقتداء بالنّبيّ فوق منه الصّلاة والسّلام والاعتكاف بالعشر الاواخر من رمضان

وإنّ الاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان يكون لِكَي تحرّي ليلة القدر وإقامتها فهي اللّيلة المبروكة الّتي إنخفض فيها القرآن الكريم إلى السّماء الدّنيا وأنزل الله فيها سورةً كاملةً لبيان نطاق فضلها فهذه اللّيلة خيرٌ من ألف شهر، والعبادة في تلك اللّيلة أجرها وقيامها أرقى من عبادة ثلاثٍ وثمانين عاما

و يعمّ ليلة القدر السّلام فلا يمكنه الشّيطان تعذيب المسلمين وفي تلك اللّيلة يكتب الله سبحانه وتعالى كميات الخلق لتلك السنة، فمن اعتكف واجتهد و اعتزل الأمور الدّنيويّة في العشر الاواخر من رمضان كان له الأجر الضخم والعتق من النّار والنّجاة من العنف البدني وغفران المعاصي جميعها بإذن الله سبحانه وتعالى.