خطبة عن جباية زكاة بهيمة الانعام …أما بعد عباد الله فاتقوا الله حق التقوى، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى فاوت بين عباده في الرزق فجعل بعضهم أثرياء وجعل بعضهم معدمين، لحكم جليلة ومصالح كبيرة جدا، وهو الحكيم العليم . وإذا كان الفقير قد وجّه بالصبر فإن الغني قد أمر بالشكر، وإن من شكر الغني لربه على نعمته فوق منه بالمال أن يؤدي حق الله فيه، والذي هو الزكاة المفروضة، وأن يستكثر من نوافل الصدقة، ما استطاع إلى ذاك سبيلا . وللزكاة في الإسلام شأن هائل، فهي الركن الـ3 من زوايا الإسلام وأجل الزوايا وأعظمها بعد التضرع
خطبة عن جباية زكاة بهيمة الانعام
بل هي قرينة الدعاء في القرءان الكريم، لايكاد تذكر الدعاء فيه إلا ويذكر معها الزكاة، فأداؤها إيمان، وجحدها كفر، ومانعها بخلا وشحا على خطر جسيم، يدور شأنه عند أهل العلم بين مكفر له ومفسق والعياذ بالله . إخوة الإيمان الأمر الذي ورد في الأمر بالزكاة قول الله عز وجل ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )، وكلامه عز وجل ( وأقيموا الدعاء وآتوا الزكاة وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه لدى الله إن الله بما تعملون بصير )
وقوله سبحانه ( وأقيموا التضرع وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) . ومما ورد في خصوصية من أداها تصريحه سبحانه ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا التضرع وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون )، وكلامه سبحانه وتعالى ( طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون )، وكلامه سبحانه ( ألم تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الدعاء ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون )
ومما ورد في التحذير من حرمها قوله سبحانه ( فإن تابوا وأقاموا الدعاء وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )، فلم يثبت الله عز وجل أخوة الدين بيننا وبين من كان مشركا حتى يتوب إلى الله من شركه، ويقيم التضرع ويؤتي *الزكاة، فدل هذا على عظم شأن الزكاة وخطور حجبها، ومما أتى كذلك في هذا الباب كلامه سبحانه ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى فوق منها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ذاك ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ماكنتم تكنزون )
وعن ابي هريرة رضي الله عنه صرح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لايؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صحائف من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت عليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، قيل يارسول الله فالإبل، قال ولا صاحب إبل لايؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لايفقد منها فصيلا واحدا، تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كل ما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، قيل يارسول الله فالبقر والغنم، قال ولا صاحب بقر ولا غنم لايؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لايفقد منها شيئا ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولاعضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) الحديث متفق عليه، وهذا لفظ مسلم .