ما حكم تعليق الحديث؟
الحديث المعلق هو ما يروى عن الصحابة – رضي الله عنهم – حيث يتضمن أقوالهم وأفعالهم. إضافة إلى ذلك فهي خالية من القرينة التي تدل على أنها رفعت على النبي – صلى الله عليه وسلم -. وفيما يلي نتحدث عن حكمه:
- الحديث المعلق يوصف بالمتن، أي أن الحديث بلا سلسلة. ومن هذا المنطلق أشار الفقهاء إلى أن حكمه يمكن أن يكون صحيحاً أو جيداً أو ضعيفاً.
- والحكم في هذا الحديث يتوقف على مدى توافر شروط وأحكام الحديث الصحيح.
- وأما حجة تعليق الأحاديث فقد أشار بعض العلماء إلى أن له حجة في عدم وجود أي قول آخر عن الصحابة يخالفه.
- فإذا خالف قول أي رفيق في هذه الحالة، يُنظر إلى الدليل الذي يعمل على ترجيح أحدهما عن الآخر.
حكم العمل بالحديث المعلق
اختلف العلماء في تحديد حكم العمل بالحديث المعلق، فمنهم من نهى عن إدراجه في الأحاديث الأخرى، مبررين أن أقوال الصحابة لا تدخل في الحديث إطلاقا، وكان الحكم في آخره وبعده. موافقتهم على النحو التالي:
- المبدأ ليس العمل به، أو ربما ضرورة هذا الأمر.
- في حالة ثبوت الحديث، فإنه يعمل على تقوية الحديث المرسل، أي الحديث الضعيف، وقد يساهم أيضًا في توضيح المعنى الحقيقي للحديث المرسل.
- أما إذا كان للحديث المعلق حكم الحديث المنقول، فيجب العمل به، وذلك لوجود قرينة ترمز إلى رفعه إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- وخلاصة القول: إن الحديث المعلق لا يعتبر حجة ملزمة وضرورية كالقرآن والسنة، لأنه يدل على أقوال الصحابة أو أفعالهم، ويستثني من الأمر ما عولج مرفوعا.
أنواع الكلام المعلق
هناك نوعان من الأحاديث التي تعتمد على قول أو فعل أو صفة رفيق. فيما يلي نذكرها لك:
- النوع الأولوهو صاحب حكم الحديث المرفوع، فهو في هذه الحال يعتبر من أمور الغيب، أي أن راويه لا يصل إليه بالاجتهاد، وكذلك:
- لا يمكن أن نتخيل أن الصحابي قالها بنفسه.
- عن ابن مسعود قال: “بين السماء السفلى والتي تليها خمسمائة سنة، بين كل جنة وسماء خمسمائة سنة، بين السماء السابعة والكرسي خمسمائة سنة، وبين العرش والماء خمسمائة سنة، و العرش فوق الماء “..
- حتى قال مرة أخرى “والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالك”..
- والحديث حكم المرفوع ؛ لأنه يحمل معه ما يدل على الغيب.
- النوع الثانيوهو الذي فيه الرأي أكثر من مجال ؛ لأنه يعكس حكم الصحابي، ومما يجدر الإشارة إلى أن العلماء اختلفوا في تحديد حكم الاحتجاج في هذا النوع على النحو الآتي:
- القول الأول: يدل على عدم صحة الاحتجاج به، في حالة عدم اتفاق الصحابة معه، فلا شك في أن تفسير الصحابة يمكن أن يكون صائبا أو خاطئا، لذا فهم معصومون عن الخطأ إطلاقا.
- القول الثانيقيل فيه: يصح الدعاء به على الأحكام.
- القول الثالثوذكر صحة هذا الحديث إذا خالف القياس.
الحديث المرفوع والمعلق
سبق أن ذكرنا تعريف الحديث المعلق، فسنعرف فيما يلي الحديث المرفوع لبيان الفرق بينهما:
- والحديث المرسل هو الذي أضيف للنبي – صلى الله عليه وسلم – سواء من حيث قوله أو فعل أو صفة.
- وقد يكون هذا الحديث صحيحاً أو حسنًا، وقد يكون ضعيفًا أحيانًا، فالأمر يتوقف على إسناده مع نصه.
- والجدير بالذكر أن الحديث المعلق يمكن أن يأخذ حكم الحديث المنقول كما أوضحنا إذا كان يدل على أقوال الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
الحديث المعلق والمرسل
وضع العلماء شروطًا كثيرة للأحاديث للحكم عليها. بالإضافة إلى الحديث المرسل والمعلق، هناك نوع يعرف باسم الحديث المرسل. وفيما يلي بيان معناه وعلاقته بالمعلق الذي روى أفعال أو أقوال الصحابة:
- والحديث المرسل هو الذي أسقطت سلسلة نقله عن الصحابي، كقول سعيد بن المسيب وغيره من التابعين.
- ومثل ذلك الذي يأتي فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بكلمة، لكن يحذف اسم الصحابي الذي ورد الحديث عنه.
- يصنف على أنه حديث ضعيف.
- وأما علاقتها بالحديث المعلّق، فإن تعليق الحديث يساهم أحياناً في تقويته.
مصادر الحديث المعلق
مصادر الحديث المعلق هي كالتالي:
- المصنفات مثل:
- عمل: عبد الرازق بن همام السناني.
- مصنف أبي بكر بن أبي شيبة.
- كتب التفسير بالقول المأثور:
- التفسير الطبري، اعتنى بأقوال كل من الصحابة والتابعين.
أمثلة على الحديث المعلق
في السنة النبوية بعض الأحاديث المعلقة التي نسبت لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم:
- روى الإمام البخاري عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المفرد قال: “أحب حبيبك بكل سهولة، فربما يكون كرهك يومًا ما، ويكره الشخص الذي يكرهك بسهولة، ربما يكون حبيبك يومًا ما.”.
- كما جاء في سنن الدامي وتحديدا في باب الكراهية ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه.“اتبعوا ولا تبدعوا، لأنكم كنتم كافيين.”.
- وقد ورد في أحد الأحاديث المعلقة عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – في وصف أفعاله، حيث قيل: “وتوضأ ومسح جبيرة”.
أقسام حديث النبي قوله
يقسم الحديث النبوي على رواه إلى أربعة أقسام، وفيما يلي نذكرها لكم:
حديث قدسي
كل ما نقل عن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – ونُسب إلى الله عز وجل – يسمى حديث قدسي. سبحانه وتعالى – وهلم جرا.
أثار الحديث
ويمكن تلخيصها بشكل أوضح في النقاط التالية:
- ما أضيف للرسول – صلى الله عليه وسلم – من قول أو فعل أو صفة سواء كانت فطرية أو خلقية.
- كما يتضمن ما أضيف على صلاحيات الصحابي أو غيره حسب تسلسل نقله سواء كان موصولا أو مفصولا.
- وهي مقسمة إلى الضمير الصريح والضمير المسند على النحو التالي:
- شرطي صريحإنها اللفظية والفعلية والتصريحية، وكذلك السمة والشخصية الأخلاقية.
- رفع الحكميقصد بها أقوال الصحابة في الأمر والنهي، أو عن أفعالهم في زمن الرسول، أو ما وصلوا إليه بعقل، أو بيان سبب نزول شيء.
تعليق الحديث
سبق وسبق أن ذكرنا تفاصيل الحديث المعلق، وعمومًا هو ما أضيف إلى قول الصحابي أو فعلته، وما سبق التحقق منه من بيانه، مثل قول الراوي في الحديث أن سيدنا علي. – قال رضي الله عنه – ونحو ذلك.
قطع الحديث
أما الحديث المقطوع فهو الذي أضيف إلى المتابع بالقول أو العمل أو الإضافة إلى ما دونه، وأبرز الأمثلة عليه الأقوال المنسوبة إلى الحسن، البصري والزهري وغيرهم من الأئمة.